في سوريا لا يعني قصف مدرسة، وتدميرها بالضرورة توقف الحياة التعليمية، فالناس هناك يوجدون دائماً أماكن بديلة لنشر نور العلم، وإن كان ذلك المكان بين جدران مهدمة.
هذا ما حصل مع طلاب بلدة حوش الصالحية، في منطقة المرج بغوطة دمشق الشرقية، حيث عادوا إليها بعد رحلة نزوح استمرت سنة، جراء استهداف نظام الأسد لها بالقصف، ليجدوا مدرستهم قد دمرت بالكامل، فلجأوا إلى مسجد البلدة الذي تعرض هو الآخر لدمار جزئي جراء القصف.
بين جدران دمر أجزاء منها يتابع نحو 100 طالب في المرحلة الإبتدائية تعليمهم، في ظل غياب شبه كامل للمستلزمات، ما يضطر المعلمين للكتابة في كثير من الأحيان على جدران المسجد باستخدام حبر قابل للمحي.
وتتألف المدرسة من ست حلقات، يتوزعون في أنحاء المسجد، فيما يتالف الكادر التدريسي من 8 معلمين ومعلمة بالإضافة إلى مدير.
وتبلغ مساحة المسجد نحو 190 مترا مربعا، يوضع فيها الطلاب المئة جميعهم، ويقسمون إلى حلقات، كل حلقة صف دراسي، من الصف الأول حتى الصف السادس، ويجلس جميع الطلاب على الأرض مع كتبهم ودفاترهم.
ويسبب الإزدحام مع مساحة المسجد الضيقة إلى ضجيج عالي، ما يؤدي إلى تشتيت أذهان الطلاب وصعوبة إلقاء الدروس على الطلاب.
ويأتي الطلاب إلى المسجد في وقت مبكر من الصباح ، لينهوا دوامهم قبل صلاة الظهر، حتى يتسنى أداء الصلاة فيه.
المعلمة إيمان محمد، أفادت ، أن مدرسة البلدة التي كانت تدرس فيها قصفت منذ نحو عام، ما أدى إلى خروجها عن الخدمة بشكل كامل، مشيرة أن قوات النظام تقدمت في البلدة بعد القصف ما اضطر سكانها البالغ عددهم 3 آلاف نسمة للنزوح منها.
وأوضحت أن حوالي نصف عدد الأهالي عاد إلى البلدة بعد استعادتها من قبل فصائل المعارضة قبل فترة قصيرة، وكان لزاماً عودة الأطفال للدراسة.
وتابعت “بما أن المدرسة كانت مدمرة بشكل كامل اتخذ الكادر التعليمي المسجد كمدرسة، وحدد برنامج قدوم الطلاب إليها.. عاد الأهالي إلى البلدة وأصبح من اللازم افتتاح مركز لتعليم الأطفال”.
ولفتت أن الكادر التعليمي توخى أن تنتهي ساعات الدراسة قبل صلاة الظهر في المسجد، لذلك فالطلاب يأتون في الصباح الباكر، للاستفادة من الوقت بين الصباح.
وأشارت إلى أنهم يواجهون صعوبات جمة في التدريس في المسجد أبرزها نقص الألواح (الصبورة)، مما يضطرهم للكتابة على الجدران في كثير من الأحيان أو الاستعانة بالألواح الخشبية، بالإضافة إلى عدم توفر المقاعد، وعدم توفر الكتب وإن توفرت فهي تالفة.
واضافت محمد ” نعاني أيضاً من عدم وجود صفوف دراسية منعزلة حيث يجلس الأطفال ضمن حلقات متقاربة ما يشتت التركيز”.
وأعربت عن أملها في أن يتحسن الوضع التعليمي في المنطقة قريباُ، معبرة عن إصرار الكادر التدريسي والطلاب على متابعة التعلم والتعليم مهما كانت المعوقات والظروف.
ومنذ 5 سنوات، تحاصر قوات الأسد وميليشياتها الغوطة الشرقية، الخاضعة لسيطرة المعارضة، والتي يقطنها نحو 500 ألف نسمة.
وطن اف ام / الأناضول