أخبار سوريةالرقة

دفعه الحنين .. مدرس سوري عاد من ألمانيا إلى قريته بريف الرقة ليعلم أطفالها

فادي الهادي ” 34 عام ” شاب سوري من قرية السلحبية الشرقية بريف الرقة الغربي، كان يعمل معلماً في مدرسة قبل لجوءه إلى ألمانيا ، وعودته مجدداً إلى سوريا.

وطن اف ام التقت الهادي، وتحدث لنا عن رحلته بين اللجوء والعودة ، حيث أخبرنا، كنت في الرقة قبل سيطرة تنظيم داعش على المدينة وشاركت بمظاهرات ضد التنظيم بسبب عمليات الاختطاف والاعتقال التي كان يمارسها ضد أهالي المدينة، ثم تعرضت لمضايقات كثيرة من قبل عناصر داعش،  ما أجبرني على مغادرة منزلي في القرية بشكل سري.

يكمل الهادي ، توجهت إلى تركيا ثم استغرقت رحلتي ثلاثة أشهر حتى وصلت إلى ألمانيا التي مكثت فيها قرابة الثلاث سنوات ونيف ، وتعلمت اللغة الألمانية وبلغت درجة متقدمة فيها، ولم تواجهني في ألمانيا أي عقبات ، على العكس لقد قابلني الشعب  الألماني بصدر رحب ، وعاملني معاملة ممتازة ، وأنا أشكرهم عبر منبركم على حسن الاستضافة.

يتابع الهادي لوطن اف ام ،  إن أكثر المعوقات التي واجهتني في ألمانيا هي الحنين إلى الرقة واإلى أهلها وأصدقاء القرية، لأنني عندما ذهبت إلى ألمانيا لم أكن أنوي الاستقرار بشكل دائم وكنت انتظر الفرصة حتى أعود، وعندما سيطرت ما تسمى بـ قوات سوريا الديمقراطية ” قسد”، على قريتي ” السلحبية الشرقية ” بدأت فكرة العودة تراودني، وفعلاً عدت ، وها أنا في قريتي، فبعد وصولي إليها بأربعة أيام اجتمعت مع المعلمين المتواجدين في القرية وطرحت عليهم مشروع إعادة افتتاح المدرسة،  الجميع أبدى استعداده ورغبته بإعادة تأهيل المدرسة.

ويذكر الهادي ،قمنا بافتتاح المدرسة مع بداية العام الدراسي بكادر تدرسي يتألف من ثلاثة معلمين وثلاث معلمات ، اثنان منهم من خارج الرقة وقد لجؤوا إليها، وجميعنا نعمل كمتطوعين بدون أجر ولم نتلقى دعماً من أحد حتى الآن وعملنا مستمر منذ 3 أشهر ونصف.

يضيف الهادي، أن المدرسة بحاجة إلى إعادة تأهيل كامل وليس جزئي ، حيث لايوجد مقاعد دراسية والألواح غير جاهزة والنوافذ مكسرة، ولا يوجد مياه للشرب أو لدورات المياه بالإضافة إلى عدم وجود تدفئة أو حتى محروقات للتدفئة.

وبحسب الهادي ، يوجد في المدرسة 250 طالب وطالبة، وكان افتتاح المدرسة بمثابة تحدي كبير لنا وكنا نتخوف من الفشل وعدم قدرتنا على ضبط جيل من الأطفال عاش مع تنظيم داعش وتعرض لأفكارها بشكل مباشر وفجأة يرى نفسه في مدرسة مختطلة ويتلقى التعليم على يد معلمة وهذا ماكانت يرفضه تنظيم داعش.

وعن التحديات يختم الهادي  ، لكن كسبنا التحدي ولم نتعرض لمثل هذه المشاكل واستطعنا إقناع الـطفال بالتعلم والالتحاق بالمدرسة، وتوافدت إلينا أعداد كبيرة من الطلاب وباشرنا بالعمل ولم نتوقف رغم الكثير من الصعوبات التي تواجهنا بسبب عدم وجود دعم لإعادة تأهيل المدرسة، والتي تعرض قسم منها للدمار بسبب المعارك التي دارت في المنطقة علماً أن غالبية المعلمين في المدرسة تم فصلهم من مدرية التربية التابعة لنظام الأسد بسبب معارضتهم للنظام الدكتاتوري”وجميعنا يعمل الان كمتطوعون، لم نتقاضى شيئاً ولم نتلقى مساعدات من أحد وكل مانفعله هو بمجهود شخصي لإعداد جيل جديد قادر على إدراة البلد عبر التوعية والتعليم وهم أساس بناء مجتمعنا.

{gallery}news/2017/11/12/22{/gallery}

وطن اف ام / مهاب ناصر 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى