أخبار سورية

المقاهي وصالات الألعاب في ريف حلب “متنفس جديد” للشباب

تشهد مراكز الترفيه، وصالات الألعاب، والمقاهي بريف حلب الشمالي والشرقي، الخارج عن سيطرة نظام الأسد، إقبالاً كبيراً من الشباب والرجال، لممارسة بعض الألعاب الشعبية، أو متابعة البطولات الرياضية.

مقهى جرابلس
يكاد “أبو عيسى” وهو في العقد السادس من عمره لايتغيب عن الحضور يومياً إلى مقهى مدينة “جرابلس” بريف حلب الشمالي الشرقي، للعب الطاولة وتدخين “النرجيلة العجمية”، ومشاهدة نشرات الأخبار عبر التلفاز القديم الموجود في المقهى”
ويقول أبو عيسى: “بعد سيطرة “داعش” على المدينة أغلق المقهى أبوابه، ولم نعد نجتمع للترفيه مع الأصدقاء، إلا في المناسبات وداخل منازلنا، وعلى الرغم من أن هذا المقهى يعتبر لكبار السن مثلنا، إلا أن داعش أجبرت صاحبه على الإغلاق بحجة أنه يلهي عن الصلاة”.
ويضيف: “بعد طرد التنظيم بأشهر من مدينة جرابلس، أعيد افتتاح المقهى، وعاد الزبائن للاجتماع فيه مجدداً، وأصبح بإمكاننا شرب الأراكيل، ولعب الطاولة، ومشاهدة الأخبار”.
ويتابع ضاحكاً أن “الأهم من هذا كله، أصبح لدينا مكان نجتمع فيه نحن العجائز بعيداً عن صراخ الأطفال، ومطالب النساء، وهموم الحياة التي تقصر العمر”، حسب وصفه.

مقاهي حديثة
الإستقرار الأمني، وغياب القصف والمعارك، إضافة لارتفاع الكثافة السكانية في مناطق ريف حلب الخارجة عن سيطرة نظام الأسد، أسباب عدة ساهمت بانتشار المقاهي ضمن المدن المركزية بريف حلب الشمالي والشرقي، وعودة أصحاب المقاهي القديمة لافتتاح صالاتهم.
وتعتبر مدينة “اعزاز” من المدن الأولى التي شهدت افتتاح مقاهي ترفيهية بريف حلب، بعد تحرير محيط المدينة من تنظيم الدولة، وقوات سورية الديمقراطية”.ويقول “أبو محمد كلجبيني” أحد سكان مدينة “اعزاز”: “من الطبيعي جداً انتشار المقاهي الشعبية وصالات الإنترنت، خاصة وأن المنطقة تشهد ارتفاعاً سكانياً ضخماً، مع قلة العمل بين الشباب وغياب الكهرباء ووسائل الحياة الخدمية الأخرى، فأصبحت المقاهي ضرورة بالنسبة لنا نحن “محبو الرياضة”.
ويضيف: “أواظب على المجيئ إلى المقهى لمتابعة مباريات كرة القدم، كأس العالم الماضي الدوريات الأوربية الحالية، فعلى الرغم من أن المباريات نشاهدها أحياناً بتعليق تركي، إلا أنها تبقى أفضل من عدم المتابعة، أو مشاهدتها بمفردنا في المنزل”.

صالات ترفيهية
وتعتبر صالات لعب البلياردو المنتشرة بكثرة في الشمال السوري، ومناطق ريف حلب الشمالي والشرقي خاصة، من أبرز الأماكن الترفيهية التي تشهد إقبال الشباب عليها، إضافة إلى صالات لعب مايعرف بـ”طاولة الفيشة الإنكليزية”، وهي عبارة عن طاولة خشبية مستطيلة، وعيدان تحمل مجسمات بلاستيكية يتم تدويرها من قبل اللاعبين لضرب الكرة.

ويقول “أبو خليل” صاحب مركز للعب البلياردو والفيشة الإنكليزية في ريف حلب الشمالي: “أصبح مشروع إنشاء صالة للعب البلياردو والفيشة في ريف حلب الشمالي من أكثر المشاريع ربحاً، نتيجة الإقبال الكبير عليها من قبل الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين “14_30″، وتحولها إلى متنفس ترفيهي في متناول أيديهم”.ويضيف أن “الكثافة السكانية المرتفعة، وعدم توفر الكهرباء الدائمة في المناطق السكنية، وغياب المنشآت الترفيهية العامة، كان له الأثر الكبير في ازدهار هذه الصالات، خاصة وأنها ليست بحاجة إلى موارد بشرية لتشغيلها، فضلاً عن أن أسعار اللعب فيها منخفضة لاتتجاوز “المئتي ليرة سورية” لمباراة البلياردو الواحدة، و”عشرة ليرات” لكرة الفيشة الواحدة، كما أنها تمكن الشباب والفتية المهجرين من الإندماج مع المجتمع الجديد الذي انتقلوا إليه”.

ملاعب رياضية مأجورة
تعتبر ملاعب كرة القدم الخماسية، والصالات الترفيهية ومراكز الألعاب والمقاهي،التي بدأت بالإنتشار حديثاً في ريف حلب الشمالي، نقطة استقطاب للشباب الرياضيين، نظراً لتكاليف استئجارها المتوسطة مقارنة بجودتها والتي تبلغ “5000” ليرة لمدة ساعة ونصف.
ويقول الشاب “عمر المحمد” عضو أحد الفرق الشعبية الخماسية في مدينة اعزاز : الإستقرار الأمني وغياب القصف والمعارك، كان عاملاً مهماً في عودة الشباب لممارسة هواياتهم وتأسيس الأندية الرياضية في المناطق المحررة، ما دفع المجالس المحلية والتجار لبناء ملاعب عشبية وصالات رياضية مأجورة، فأصبح لكل بلدة ومدينة في ريف حلب الشمالي والشرقي ملعب عشبي خاص بها، مثل “ملعب الباب البلدي، ملعب اعزاز البلدي وملعب بزاعة البلدي” وهي ملاعب أنشأت أو رممت حديثاً”، مشيراً إلى “أن تكلفة اللعب في ملعب عشبي صغير لمدة ساعة ونصف، تتراوح بين “4000_5000″ ليرة سورية، وهو مبلغ مناسب لنا كلاعبين بعد تقسيم المبلغ على عشرة أشخاص وأكثر”.

المراكز الترفيهية في ريف حلب الشمالي والشرقي وبمختلف الخدمات التي تقدمها والألعاب والهوايات التي تتيح ممارستها، تشكل متنفساً اليوم للشباب ولكبار السن أيضاً، في ظل العودة التدريجية للحياة الطبيعية إلى المنطقة التي عانت خلال السنوات الماضية ويلات حروب معقدة ومتعددة، ويزاداد الإقبال عليها في ظل ارتفاع معدلات البطالة، الأمر الذي يجعل من توفير مراكز ترفيه عامة ومجانية، حتى البسيطة منها، أمراً ملحاً في منطقة تشهد في الوقت نفسه مستوى مرتفعاً من الاستقرار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى