تُوّج نادي “الثورة الرياضي” ببطولة الدوري السوري لكرة القدم للاجئيين في تركيا بنسخته الأولى، بعد فوزه على “حطين سبور مرسين” في مباراة إياب النهائي، التي أقيمت يوم الأحد الماضي، في ولاية “كليس” التركية قرب الحدود مع سوريا، بأربعة أهداف دون رد.
وشهدت المباراة النهائية حضور أكثر من “ألف مشجع” لمؤازرة الفريقين، وهو مادعى نادي الثورة إلى تقديم طلب بحضور قوى الأمن التركية لحفظ النظام داخل الملعب البلدي في ولاية “كليس”، كما شهدت المباراة حضور والي كليس ونائب مدير الرياضة والشباب في الولاية، وعدد من منظمي البطولة والداعم لها، إضافة إلى رئيس رابطة مشجعي نادي الإتحاد سابقاً “محمد أبو عباية”.
وكانت مباراة الذهاب التي أقيمت في ولاية “مرسين”، في “اليوم الثاني من الشهر الجاري” قد انتهت بفوز أصحاب الأرض نادي “حطين سبور” بهدفين لهدف سجلت جميعها من علامة الجزاء في شوط المباراة الأول.
الدوري السوري الأول في تركيا
الدوري السوري للاجئين الذي انتهى يوم الأحد الماضي، يعد التجربة الأولى من نوعها للفرق السورية في تركيا، فقد ضمت البطولة فرقاً من ولايات وأقاليم تركية متعددة، وتوزعت على درجتين “أولى وثانية”، بعد أن كانت البطولات تقام على مستوى محلي.
الحكم الدولي السوري “عبد الله الناصر” رئيس اللجنة المنظمة للبطولة، يقول: نجاح البطولات المحلية، والتفاعل الجماهيري معها، ووجود أندية كروية قوية في تركيا، إضافة إلى التطور الملحوظ في بعض الأندية مع توجه بعض رجال الأعمال لرعايتها، دفعنا إلى انشاء بطولة موسعة تضم الفرق الموجودة في تركيا.
وأضاف أن “الدوري الحالي ضم فرقاً سورية من خمس عشرة ولاية “الريحانية، أنطاكيا، قيصري، طرسوس، العثمانية، أضنا، دورتيول، باياز، مرعش، الإصلاحية، عينتاب، كيليس، مرسين ونزيب” وقد اختير أقوى “عشرين” فريقاً للمنافسة على بطولة دوري الدرجة الأولى”.
بدوره يرى المدير الفني لنادي الثورة المتوج بالبطولة “يوسف باشا”، أن “البطولة قد حققت نجاحاً ملحوظاً بنسختها الأولى، من خلال تواجد الفرق ولمسات اللجنة المنظمة، إلا أنها في الوقت ذاته لم تقدم اللجنة المنظمة للبطولة الدعم المالي المنشود الذي يغطي كامل احتياجات التنقل والإقامة”، مشيراً إلى أن “البطولة أضافت الخبرة للاعبين الشباب من خلال احتكاكهم مع فرق ولاعبين آخرين، وقد تساعد في إبراز المواهب الشابة التي نشأت في المخيمات بعيداً عن المدارس الكروية المعتمدة”.
في حين يجد لاعب نادي الثورة “محمد النبهان”، “أن مثل هذه البطولة قد تكون بوابة للاعبين الذين أجبروا على اعتزال اللعب خلال فترة الحرب واللجوء، للعودة إلى طريق الإحتراف والانتقال إلى الأندية الرياضية في تركيا”.
نظام البطولة
الحكم الدولي “عبد الله الناصر” رئيس اللجنة المنظمة للبطولة، شرح النظام المتبع في منافسات الدوري السوري، والذي يلعب بنظام الدرجتين “أولى” تضم عشرين فريقاً بالإضافة إلى الدرجة “الثانية”.
وأوضح الناصر: “بعد اجتماع الأعضاء المؤسسين للدوري السوري وأبرزهم اللاعبيين الدوليين “يحيى الراشد” و”فواز مندو”، وتبني الشيخ “أمين العساني” رعاية البطولة وتقديم الدعم المالي، وضع النظام الداخلي للبطولة”.
وينص على تقسيم الفرق السورية إلى درجتين “أولى” تضم “عشرين فريقاً” ودرجة “ثانية” تضم مايقارب “الخمسين فريقاً”، مقسمين على مجموعات يصعد أفضل ستة فرق من الدرجة الثانية، ويهبط ستة من أصحاب المراكز الأخيرة في الدرجة الأولى”.
ويضيف أن “النظام الداخلي للبطولة يعتبر مشابه لبقية البطولات والدوريات الكروية، آخذين بعين الإعتبار الأوضاع الراهنة التي يعيشها اللاجئون، وبعد وضع النظام الداخلي، قمنا بالتواصل مع الأندية، وعليه أطلقنا الدوري الأول في شهر “آذار” الماضي للدرجة الأولى، وفي الشهر السادس انطلقت منافسات الدرجة الثانية”.
آلية تصنيف الفرق والقوانين
وعن آلية تصنيف الفرق وتوزيعها ضمن الدرجتين الأولى والثانية، قال “عبد الله الناصر”، إن “توزيع المقاعد العشرين لبطولة الدرجة الأولى على الولايات التركية تم بحسب تعداد الفرق التي تم قبولها ضمن هيكلة بطولة الدوري، وكان اختيار الفرق المشاركة في بطولة الدرجة الأولى قد تم من خلال لعب مباريات تصنيفية تجمع الفرق المحلية للولايات، والفائز يصنف كفريق درجة أولى، وعليه تم اختيار الفرق العشرين”.
وتابع أن “الأندية المعتمدة للمشاركة في البطولة يفرض عليها توفير الشروط المطلوبة من إرسال كشوف باللاعبين الذين تم اعتمادهم، وعليه يمنع مشاركة أي لاعب جديد قبل انتهاء مرحلة الذهاب، وتقديم ملعب صالح لإقامة المباريات ويكون متمم المواصفات التقليدية المعتمدة من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA”.
بدوره أكد اللاعب الدولي السابق “فواز مندو” أن “الهدف من البطولة هو جمع الرياضيين السوريين في تركيا في جسد واحد، وجذب الشباب السوري لممارسة هوايته وبناء قاعدة جماهيرية، وزيادة الألفة والتعاون بين الرياضيين، إضافة إلى إعطاء فرصة للمواهب الشابة للكشف عن نفسها ومحاولة إيجاد فرص لها للاحتراف”.
ويحاول المنظمون والمشرفون على بطولة الدوري فرض قانون على الأندية الرياضية المعتمدة من قبلهم، مثل إنشاء مدارس كروية تهتم بالفئات العمرية في الولايات التركية التي تنحدر منها الفرق، إلا أن هذه الخطوة بحسب اللجنة المنظمة ستكون من الأولويات بعد دوران عجلة البطولة بشكل سليم”.
انتهت منافسات بطولة الدوري السوري للاجئين في تركيا بنجاح مقبول من حيث التنظيم والتواصل بين الفرق، كما يقول غالبية مسؤولي الأندية الرياضية المشاركين في البطولة، في حين تستعد اللجنة المنظمة للبطولة لإطلاق “بطولة الكأس” في ولاية “أضنة” التي ستحمل اسم كأس “الشيخ أمين العساني” باعتباره الداعم للبطولة.