وقعت اتفاقية “أضنة” بين سوريا وتركيا عام 1998 كي يتم ايقاف عمليات حزب العمال الكردستاني من الأراضي السورية ضد تركيا، وكانت الاتفاقية سبباً لإعادة البلدين من حافة حرب وشيكة، حيث أغلقت معسكرات الحزب المتواجدة على الأراضي التركية وسلم 73 ارهابي الى تركيا
وإن اتفاقية “أضنة” التي تواجدت على جدول أعمال الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين في لقائهما كانت سبباً في جعل رئيس حزب العمال الكردستاني عبد الله اوجلان يترك دمشق وفي انهاء تواجد الحزب على الاراضي السورية.
استمرارية الأزمة لسنوات
الاتفاقية التي منحت تركيا حقاً في الدخول للشمال السوري لمحاربة الإرهاب بدأت مع دعم نظام حافظ الأسد لحزب “ب ك ك”.
في 25 آب/ أغسطس 1982 ، كان ما يسمى بالمؤتمر الثاني لحزب العمال الكردستاني ، والذي شارك “أوجالان” أيضًا به، قرر التنظيم حينها عقده في سوريا.
في المؤتمر الذي عقد على الحدود السورية الأردنية، قرر (أوجالان) تدريب الإرهابيين في المخيمات التي سيتم تأسيسها في هذا البلد، وفتح مكتب تمثيلي في دمشق وحلب و القامشلي وعفرين، وبعد المؤتمر شهدت العلاقات بين أنقرة ودمشق أزمة لسنوات.
اقتراح التعاون
بعد تهديد تركيا باستخدام القوة عام 1983 تم اغلاق معسكرات التدريب، وفي عام 1984 تم اعادة فتحها، فأرسل حينها الرئيس التركي “كنان ايفران” رسالة “لحافظ الأسد” يعرض عليه التعاون المشترك.
ومع موافقة “حافظ الأسد” تم توقيع بروتوكول أمن الحدود في عام 1985 ولكن هذه الاتفاقية لم تجلب الحل حيث أن شقيقي حافظ الاسد رفعت وجميل أنشأوا علاقات متينة مع عبد الله اوجلان.
في عام 1987 ، ذهب الرئيس “تورغوت أوزال” إلى دمشق وحذر “نظام الأسد” وعاد إلى أنقرة بموجب بروتوكول التعاون الموقع عليه.
لكن الدعم السياسي واللوجستي من نظام الأسد إلى حزب العمال الكردستاني استمر دون انقطاع، وبلغ التوتر ذروته في التسعينيات.
في 14 نيسان/إبريل 1992، ذهب وزير الداخلية “عصمن سيزغين” إلى دمشق وأعطى نظام الأسد إنذاراً نهائياً
تم اعطاء مذكرة لسوريا
في 23 يناير 1996 ، أعطيت سوريا مذكرة لإنهاء وجود حزب العمال الكردستاني في سوريا وطلب منها المساعدة في عودة “أوجلان” إلى تركيا.
وكانت المادة الأخيرة في المذكرة واضحة جداً طالما تستضيف سوريا حزب العمال الكردستاني وأوجلان على أراضيها، تركيا لديها الحق في تطبيق أي إجراء ضد سوريا وسوف تستخدم تركيا هذا الحق بالشكل الذي تراه مناسبا”
تم الحشد للحرب
ثم جاء الحشد للحرب من أسماء عسكرية وسياسية رفيعة المستوى، في 16 أيلول/سبتمبر 1998 ذهب قائد القوات البرية الجنرال “أتيلا أتيس” إلى هاتاي وقال: “سيتعين علينا اتخاذ جميع أنواع التدابير كأمة تركية”.
في 1 تشرين الأول / أكتوبر 1998 ، صرح الرئيس “سليمان ديميريل” قائلاً: “أعلن للعالم أننا نحتفظ بالحق في الرد على سوريا”.
مهلة لمدة 45 يوم
بعد تصريحات التصميم من أنقرة، التي أعطت 45 يوماً لدمشق، بدأ الرئيس المصري “حسني مبارك” ووزير الخارجية الإيراني “كمال حرازي” دبلوماسية مكوكية بعد أن دقت أجراس الحرب في المنطقة.
في 17 تشرين الأول/أكتوبر 1998 ، بعد المبادرة من هذين الاسمين، أجبر “أوجلان” على مغادرة سوريا
عند اتخاذ هذه الخطوة الملموسة ، اجتمع مسؤولو البلدين في “أضنة” في 19-20 تشرين الأول/أكتوبر 1998
بعد الاجتماعات، وقع نائب وكيل وزارة الخارجية السفير “أوور زيال” عن الوفد التركي ورئيس اللجنة السياسية لنظام الأسد “عدنان بدر الحسن” على اتفاقية أضنا.
وهذه موادها
بعض القضايا المتفق عليها في توافق الآراء كانت:
- لن يدخل “عبدالله أوجلان” وأعضاء حزب العمال الكردستاني إلى سوريا.
- سيتم حظر أنشطة معسكرات حزب العمال الكردستاني.
- لن يسمح بأنشطة معادية لتركيا من الأراضي السورية .
- تعترف سوريا بأن حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية.
- لن يسمح بأنشطة تجارية لحزب العمال الكردستاني في سوريا.
- منح تركيا الحق في عملية عبر الحدود السورية
تسليم الارهابيين
التقى الطرفان في قيادة قاعدة “ملاطية ارهاش” وقام الجانب السوري بتسليم قوائم تحوي على أكثر من 600 إرهابي إلى السلطات التركية، طلب الوفد التركي برئاسة الجنرال “ايتاش يالمان” تسليم المقاتلين، فتم تسليم 73 من الارهابيين حسب القيود الموجودة.
بعد المصالحة تم تغيير مهام المعسكرات التي كانت يتواجد فيها الحزب والتي كان يتقاسم فيها مع منظمات أخرى، مخيم الباشا، معسكر حلوة، معسكر 22 شباط، معسكر منظمة التحرير الفلسطينية، معسكر الزبداني، معسكر معلولة، معسكر حموريه، معسكر اللاذقية، معسكر سرايا الدفاع، ومعسكرات صغيرة أخرى وأنهي تواجد حزب العمال الكردستاني.
المصدر: صحيفة يني شفق التركية