يومياً يسقط ضحايا في مناطق من المفترض أن تكون مدرجة ضمن اتفاق خفض التصعيد الذي أبرم في شهر “أيار” من عام “2017”، بين الدول الضامنة لنظام الأسد “روسيا وإيران” و “تركيا” الدولة الضامنة للمعارضة.
ريف حلب الجنوبي وريفا ادلب الجنوبي والشرقي المدرجات ضمن مناطق خفض التصعيد والذي تتواجد فيها عدة نقاط مراقبة تركية، لم ينعم قاطنو تلك المناطق بالإتفاق، فالقصف المدفعي والصاروخي والجوي في بعض الأحيان، لم ينقطع عن القرى الخارجة عن سيطرة نظام الأسد، والتي كان آخرها يوم أمس.
قصف مستمر على ريف حلب الجنوبي والغربي
وتشهد بلدتي “زمار وجزرايا” قرب طريق “دمشق_حلب الدولي”، قصفاً مدفعياً وصاروخياً مستمراً، مصدره مدفعية النظام المتمركزة أعلى “تلة البنيجرة، تل علوش وجبل عزان”، والذي أدى إلى اصابة مايقارب “العشرين مدنياً” بينهم نساء وأطفال خلال الشهر الجاري، تم نقلهم إلى المشافي الميدانية في ريف حلب الغربي والحدود السورية التركية.
الناشط الإعلامي “أحمد الحسين” المتواجد في ريف حلب الجنوبي، أوضح لوطن اف ام: “أن قوات النظام لم تتوقف عن استهداف قرى ريف حلب الجنوبي أو حتى تخفف من حدته، فجميع القرى تشهد قصفاً مدفعياً وصاروخياً متواصلاً، أدى إلى ارتقاء واصابة عشرات المدنيين منهم نساء وأطفال”.
وقال “أحمد الحسين”: هناك شريط يمتد من بلدة الغور أقصى الريف الجنوبي الخارج عن سيطرة النظام، وصولاً إلى منطقة الراشدين، وضمن هذه المنطقة يوجد بلدات “زمار، جزرايا، حوير العيس، زيتان، برنة وخان طومان”، وهي مناطق لم يتوقف عنها القصف نهائياً.
وأضاف الحسين: يتركز قصف نظام الأسد على القرى والبلدات ذات الكثافة السكانية العالية، ومخيمات النازحين مثل “زمار، جزرايا، العثمانية، تل حديا والزربة”، بالإضافة إلى الطرق التي تربط القرى والبلدات المحررة والذي يعتبر طريق “دمشق_حلب الدولي” أبرزها.
وشهدت مناطق ريف حلب الجنوبي خلال الأيام القليلة الماضية استشهاد “خمسة مدنيين” بينهم طفل وامرأة، نتيجة القصف الذي يستهدف قريتي “حوير العيس وزمار”، إضافة إلى إصابة مايقارب الخمسين مدنياً في قرى “جزرايا، زمار، حور العيس والعثمانية”.
كما نشرت صفحات موالية لنظام الأسد خبراً أعلنت فيه قيام مدفعية نظام الأسد المتمركزة داخل حي “جمعية الزهراء” غرب مدينة حلب، باستهداف منطقتي الراشدين والبحوث العلمية بريف حلب الغربي بالمدفعية الثقيلة، صباح اليوم السبت، فضلاً عن استهداف مدفعية نظام الأسد في منطقة الراموسة، المناطق السكنية في بلدتي المنصورة وخان العسل غرب حلب، دون وقوع إصابات في صفوف المدنيين.
قصف عنيف يستهدف ريف إدلب
قرى ريف إدلب الجنوبي الشرقي القريبة من المناطق الخاضعة لسيطرة قوات نظام الأسد والمليشيات المساندة له في ريف إدلب وريفي حماة وحلب، تعتبر نقطة استهداف دائمة ومستمرة لمدفعية قوات النظام المتمركزة في مطار “أبو ضهور العسكري” وقرية “أبو دالي” والتلال المحيطة بمنطقة “تل السلطان والكتيبة الهجورة”، وهي مناطق تمركز ثكنات النظام العسكرية.
لكن قوات الأسد وخلال الأيام الأخيرة الماضية، صعدت من عمليات القصف على المنطقة، ووسعت من مناطق الاستهداف التي كانت تقتصر على القرى القريبة من خطوط المواجهة، حيث شهدت مدينة “معرة النعمان” قصفاً صاروخياً أدى إلى ارتقاء أكثر من عشرة مدنيين، لتتبعها عملية قصف مكثف على بلدات “جرجناز، التح وتلمنس” التابعة لمعرة النعمان، ما أدى إلى سقوط عشرات المدنيين بين قتيل وجريح.
وحسب إحصائيات المراكز المدنية والإنسانية العاملة بريف إدلب الجنوبي للقصف الأخير على ريف ادلب، فقد تم تسجيل استهداف بلدة “جرجناز” بما يقارب ” المئة” صاروخ ثقيل، إضافة إلى سقوط أكثر من “ثلاثمئة” قذيفة مدفعية، في حين قصفت بلدة “التح” بما يقارب “الثمانين” صاروخاً، ومايزيد عن “المئتي” قذيفة مدفعية.
هذا القصف أدى إلى مقتل مايقارب الثلاثين مدنياً بينهم نساء وأطفال، وكان من بين الضحايا خمسة نازحين من قرى ريفي حماة وحلب الجنوبي، في حين بلغ عدد المصابين أكثر من ثمانين مدنياً.
كما دفع القصف الأخير بحسب مراسل وطن إف إم بريف إدلب الجنوبي “حذيفة الخطيب”، إلى نزوح أكثر من “خمسين ألف مدني من بلدات ريفي إدلب الجنوبي والشرقي “جرجناز، التح، تلمنس” وقرى أخرى مجاورة لمدينة “خان شيخون” بريف إدلب الشرقي.
ريف إدلب مناطق منكوبة نتيجة القصف
القصف المدفعي والصاروخي الأخير الذي يستهدف مناطق ريف إدلب الجنوبي الشرقي، دفع المجلس المحلي في كل من بلدتي “جرجناز والتح” التابعتين لمدينة “معرة النعمان” لإعلان بلداتهم مناطق منكوبة نتيجة تصعيد قوات النظام قصفها المدفعي والصاروخي على المناطق المدنية.
ويأتي إعلان بلدة جرجناز منطقة منكوبة بعد أيام من إعلان المجلس المحلي لبلدة “التح” التابعة لمدينة “معرة النعمان” ريف إدلب الجنوبي، البلدة منطقة منكوبة نتيجة تصعيد قوات النظام قصفها للبلدة وسقوط عشرات الضحايا والجرحى بين المدنيين.
يبدوا أن قوات النظام لم تغير من مفهومها للسياسة، فمع اقتراب اجتماع الدول الضامنة لاتفاق الأستانة، الذي أعلن عنه لتثبيت الأوضاع في الشمال السوري، تصعد قوات النظام من قصفها مناطق المعارضة، وهي سياسة يتبعها نظام الأسد منذ انطلاق الثورة السورية، دونما أي اهتمام بالاتفاقات أو المفاوضات.