لا يزال ظهور فيروس كورونا في سوريا مخيماً على السوريين في مناطق سيطرة الأطراف كافة، وسط عجز طبي في التعاطي مع هذه الكارثة في حال وقوعها.
شمال غربي سوريا:
وجّه وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة “مرام الشيخ” اليوم السبت 21 آذار رسالة إلى مكتب منظمة الصحة العالمية في مدينة غازي عنتاب التركية، لحثّهم على البدء بتنفيذ الخطة المتفق عليها للتصدي لجائحة فيروس كورونا في المناطق المحررة.
وأوضح الشيخ أن جميع الاستعدادات باتت جاهزة، ووزارة الصحة أنجزت المهام الملقاة على عاتقها ضمن الخطة التي تم وضعها قبل نحو شهر من قبل منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع وزارة الصحة في الحكومة المؤقتة ومديريات الصحة والمنظمات العاملة في القطاع الصحي.
وحذّر وزير الصحة من خطر تفشي فيروس كورونا في المناطق المحررة، وخاصة بعد عمليات النزوح الجماعي التي جرت خلال الأشهر القليلة الماضية بسبب العدوان الروسي على محافظة إدلب وريف حلب الجنوبي الغربي وتهجير السكان منها.
وبلغت ذروة الخوف بعد أنباء عن وجود 3 مصابين بكورونا في مشفى أطمة الحدودي بريف إدلب الشمالي، وأشارت مصادر محلية إلى أن يتم إجراء فحص على المشتبهين.
كما تم في عفرين فحص 3 حالات مشتبه بالفيروس، توفي اثنان منهم، وقالت مصادر محلية إن نتائج الاختبار تمت في تركيا وكلها كانت سلبية، أي عدم وجود مصابين حتى الآن.
“نقابة أطباء الشمال المحرر” أصدرت بيانا جديدا تحذر فيه من خطر فيروس كورونا، وتشير لتراخي المدنيين عن أخطاره، وطالبت النقابة بحظر التجمعات وإغلاق المدارس والجوامع والجامعات والمشافي والأسواق وكل مؤسسة تسمح بالتجمعات التي ستكون بؤرة لانتشار المرض وطالبت المدنيين بالتزام المنازل.
مخيم الركبان جنوب سوريا:
أصدرت هيئة العلاقات العامة والسياسية لمخيم الركبان جنوبي سوريا بياناً طالبت فيه الأهالي بالحجر الصحي وعدم الخروج إلا للضرورة، مشيرة إلى نقص حاد أبسط وسائل التعقيم والحجر الصحي والكمامات وجهاز كاشف للحرارة، داعياً إلى الحجر الطوعي وعدم خروج الأطفال.
ويأتي ذلك وسط مناشدات لنازحي المخيم المحاصر منذ سنوات لدعمهم في مواجهة “كورونا”.
مناطق نظام الأسد:
اتخذ النظام اليوم جملة من القرارات في إطار الوقاية من الفيروس، كان أبرزها وقف عمليات السوق إلى الخدمة العسكرية، مؤكداً في الوقت نفسه عدم تسجيل أي إصابة حتى الآن.
إضافة لذلك.. أصدرت وزارة داخلية الأسد قراراً بإيقاف العمل بتجديد ومنح جوازات ووثائق السفر والإقامات بأنواعها وإجازات السوق ووثائق السجل العدلي من تاريخ 22-3-2020 وحتى إشعار آخر.
كما أصدر رئيس مجلس الوزراء بحكومة الأسد تعميماً بتعليق العمل في الوزارات والجهات التابعة لها والمرتبطة بها والتي لا يشكل تعليق العمل فيها عائقاً أمام مواجهة مخاطر انتشار الفيروس، وتقليص أعداد العاملين المداومين في الجهات التي يكون من الضروري استمرار العمل فيها إلى أدنى حد ممكن بدءاً من يوم الأحد الواقع في ٢٠٢٠/٣/٢٢ وحتى إشعار آخر مع التأكيد على أن تعليق العمل لا يشمل المنشآت الإنتاجية على مختلف أنواعها.
كما أصدر رئيس مجلس الوزراء بحكومة الأسد عماد خميس تعميماً آخر للمحافظين يتضمن الطلب منهم اتخاذ القرارات اللازمة لإغلاق الأسواق والأنشطة التجارية والخدمية والثقافية والاجتماعية باستثناء مراكز بيع المواد الغذائية والتموينية والصيدليات والمراكز الصحية الخاصة.
وزادت المخاوف من انتشار فيروس كورونا بعد تداول شريط فيديو مصور يظهر سقوط أحد الأشخاص في دمشق، وسط حديث في الشارع بأنه مصاب بكورونا، لكن وزارة الداخلية في حكومة الأسد نفت ذلك وزعمت أن “الشخص الذي ظهر بالفيديو مصاب بانخفاض ضغط الدم، وتم نقله إلى مستشفى المجتهد لتقديم العلاج اللازم له وفق الأصول، وتنظيم ضبط شرطة بالواقعة قبل أن يخرج بعد تحسن حالته”.
الناس بدأت تتساقط بشوارع #دمشق ولازال النظام السوري ينكر أن عندهم حالات #كورونا .. pic.twitter.com/gzAo7UNxnp
— محمد ياسر (@Assdd_assdd) March 21, 2020
ومن خلال مكبرات الصوت.. عممت وزارة الداخلية بحكومة الأسد عبر مكبرات الصوت في دمشق للتقيد بالقرارات الصادرة عن النظام للوقاية من فيروس “كورونا”.
وزارة الداخلية تعمم عبر مكبرات الصوت في دمشق التقيد بالقرارات الصادرة عن مجلس رئاسة الوزراء للوقاية من فايروس "كورونا" pic.twitter.com/3gXvKDMsaH
— Yusha Yuseef 🇸🇾 (@MIG29_) March 21, 2020
لكن المشكلة الأكبر بالنسبة للسكان في مناطق سيطرة الأسد تبقى التجمعات التي لا يمكن لهم الابتعاد عنها، وخاصة على الأفران والمؤسسات التي توزع مواد غذائية بالبطاقة الذكية، وقالت صفحات موالية إنه قبل فرض الحجر الصحي يجب على الحكومة إيجاد حلول لقضية التجمعات على الأفران في مختلف المناطق السورية.
مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية:
أصدر المجلس التنفيذي التابع للإدارة الذاتية في منبج قراراً بحظر التجوال في مدينة منبج بدءا من 23 من الشهر الجاري، مضيفاً أنه سيمنع الحركة والانتقال ما بين الإدارة المدنية في منبج والإدارات المدنية والذاتية في شمال وشرقي سوريا بدءاً من صباح اليوم السبت 21 آذار، كما سيتم إغلاق المطاعم والمقاهي والتجمعات والحدائق العامة والعيادات الطبية الخاصة وصالات الأفراح والعزاء.
ويستنثى من هذا الحظر المشافي والمراكز الصحية العامة والخاصة والمنظمات الدولية والصيدليات ولجان التعليم وعمال النظافة والأفران ومحلات بيع المواد الغذائية، مطالباً الأهالي بالقيد بتلك التعليمات.
جاء ذلك بعد أن أصدر المجلس المحلي في مدينة تل أبيض شمالي الرقة قرارات هامة للوقاية من فيروس كورونا.
وأفاد مراسل “وطن إف إم” أن مجلس تل أبيض حث الأهالي على عدم اقامة حفلات الزفاف و عدم بناء بيت عزاء للحد من التجمعات السكانية بهدف عدم انتشار العدوى.
كما أعلنت مديرية الأوقاف والشؤون الإسلامية في المجلس المحلي في منطقة تل أبيض وريفها، تعليق أداء الصلوات الخمس جماعة وصلاة الجمعة حتى إشعار آخر، وذلك ضمن الإجراءات الاحترازية ضد وباء فيروس كورونا.
يشار إلى أن منظمة الصحة العالمية حذرت في الـ 19 من الشهر الحالي من انفجار عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في سوريا بسبب نقص حالات الإصابة بفيروس كورونا المبلغ عنها.