يهدد مصير مجهول مستقبل الخيول العربية الأصيلة في محافظة الرقة، وذلك بعد أعوام من الحرب وظروفها التي أتت على الخيول الأصيلة أيضاً.
وقال مراسل وطن إف إم اليوم الثلاثاء 16 حزيران، إنه تم تصدير بعض الخيول الأصيلة إلى كردستان العراق، وذلك من الرقة ومنبج و دير الزور و الحسكة عبر تجار محسوبين على وحدات الحماية الكردية.
ونقل مراسلنا عن “لجنة الثروة الحيوانية” في مجلس الرقة المدني التابع للإدارة الذاتية أن الرقة كانت تحتوي في عام 2012 على ألفي رأس خيل أصيلة موزعة في ريف الرقة عمومًا وموثقة ببطاقات خاصة، ولكن بعد سيطرة قسد على الرقة لم يتبق من هذه الخيول سوى 150 رأس خيل أصيل موزعة ضمن مزارع خيل محددة وهي “الجرنية والسلحبية و الكرمنجي” في ريف الرقة الغربي، و”مزرعة القادسية و مزرعة المرندي وحوس” شرقي الرقة.
وأكدت مصادر لمراسل وطن إف إم أن 30 رأساً من الخيل الأصيلة تم بيعها خلال شهر حزيران الحالي إلى العراق عبر تجار من الحسكة، محسوبين على وحدات الحماية الكردية بأسعار تراوحت بين 4 إلى 10 آلاف دولار لرأس الخيل الواحد.
وقال “محمد الظاهر” وهو خيّال ومربي خيول منذ ١٥ سنة لراديو وطن إف إم حول هذا الموضوع : ” للأسف بدأ هذا التراث يختفي من الرقة والمناطق الشرقية وخصوصاً بعد سيطرة قوات قسد حيث أنه في عام 2012 كانت الرقة تحوي 2500 رأس خيل تقريباً، بالإضافة لحوالي 5 إلى 6 مضامير سباق وتدريب، وكانت هناك جمعية لدعم الخيل أيضاً. أما اليوم فلا نجد إلا 170 رأس فقط، ولا توجد مضامير جاهزة بسبب قلة الدعم وعدم اهتمام الإدارة الذاتية بهذا القطاع نهائياً وخصوصاً أنه قطاع حساس جداً”.
وأضاف الظاهر ” تربية الخيل حالياً تواجه تهديداً كبيراً، وهناك تجار من العراق يأتون ويدفعون من 10 إلى 15 ألف دولار لرأس الخيل الأصيل الواحد وصار أغلب المربّون -وليسوا جميعًا- يطمعون بالمال، صارت تربية الخيل عندهم خسارة ولم تعد ربحاً ولا تجلب أية فائدة”.
وتعرضت الثروة الحيوانية عمومًا والخيول العربية الأصيلة خصوصاً لانخفاض كبير جدا في أعدادهاـ لا سيما في عهد تنظيم داعش والذي نقل عدداً كبيرًا منها إلى العراق إضافة لتهريب أعدادٍ كبيرة منها إلى مناطق سيطرة قوات الأسد.