تحدث وزير الخارجية التركي حقان فيدان عن الصعوبات التي تقف بوجه التطبيع بين أنقرة ونظام الأسد.
وقال وزير الخارجية التركي في تصريحات صحفية، إن “هناك تأثيرا إيرانيا وروسيا على قرارات دمشق، حينما يتخذ نظام الأسد قراراً يجب عليه أن يأخذ بعين الاعتبار الإيرانيين وروسيا في حساباته.. هذه معادلة صعبة”.
وفي شباط الماضي، قالت وزارة الخارجية الروسية إن موسكو تشجع تركيا ونظام الأسد على مواصلة الاتصالات لتطبيع العلاقات، مشيرة إلى أن “حجر العثرة هو الخلافات الجوهرية بشأن انسحاب القوات التركية من سوريا”.
وقال مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في وزارة الخارجية الروسية، ألكسندر كينشاك، إن روسيا تدعو دائماً إلى استعادة العلاقات بين تركيا ونظام الأسد، مشيراً إلى ان هذه المهمة تبقى ضمن أولويات بلاده.
وأشار كينشاك إلى أنه عقدت اجتماعات “مفيدة للغاية” في موسكو في العام ألفين وثلاثة وعشرين بين روسيا وإيران وتركيا ونظام الأسد بما في ذلك اجتماعات على مستوى وزراء الخارجية ووزراء الدفاع ورؤساء أجهزة المخابرات.
وأوضح أن “حجر العثرة الذي يعقد عملية التفاوض بشكل كبير هو الخلافات الجوهرية المتبقية بين النظام السوري وتركيا حول مسألة انسحاب الوحدات العسكرية التركية من الأراضي السورية”.
وأشار كينشاك إلى أن روسيا، وبالتعاون مع شركائها الإيرانيين، تشجع نظام الأسد وتركيا على مواصلة الاتصالات، من خلال إدارات السياسة الخارجية وقوات الأمن، بهدف التوصل إلى اتفاقيات شاملة تأخذ في الاعتبار مخاوف الجانبين، لافتاً إلى أن “تطوير مثل هذا الحوار البنّاء بين الدول المجاورة سيساعد في تهيئة الظروف المواتية للتطبيع المستدام للوضع في سوريا وما حولها”.
وقبل ذلك، قال وزير الخارجية التركية هاكان فيدان، إن نظام الأسد لا يملك قراره بيده وينتظر شركاءه الذين يقدمون له الدعم الحيوي، وذلك وسط جمود يلف مفاوضات التطبيع بين تركيا ونظام الأسد.
وأضاف فيدان في مقابلة تلفزيونية أن هناك عوائق بالنسبة لتركيا تقف في طريق إتمام المحادثات السورية، ومن بين هذه العوائق، أن نظام الأسد لا يستطيع اتخاذ قرارات بمفرده، وشركاؤه لا يتشاركون دائما نفس الأولويات الاستراتيجية، أي إن لروسيا وإيران وسوريا كدول منفصلة شراكة كبيرة ولديهم اهتمام مشترك ببقاء نظام الحكم في سوريا، لكن عندما يتم النظر إلى التوازنات العامة في المنطقة، لديهم أيضا تفضيلات وأولويات مختلفة جدا.
وأكد أن محاولات نظام الأسد لفرض شروط مسبقة على تركيا كخطوة دبلوماسية هي طريقة خاطئة، لافتاً إلى أنّ الحكومة التركية توصل هذه الرسالة للنظام عادة، مضيفاً أن “القضايا بيننا كبيرة ولكل طرف تفضيلات مختلفة. لكن كما قال أردوغان: نحن نبقي باب الحوار مفتوحًا. نحن دولتان جارتان وندعم وحدة الأراضي السورية”.
وتابع الوزير التركي: “إذا كنتم تضعون شروطًا حتى للتحدث، فهذا يعني أنكم لستم مهتمين بالحلول حقًا، أو أنكم لا تفهمون أولويات ومواقف الطرف الآخر. إذا دخلتم في التزام دبلوماسي، فإن الواجب الأول هو تطوير استراتيجية لفهم أولويات ومواقف وخطوات الطرف الآخر. يجب أن يكون لديكم هذا الوعي حتى تتمكنوا من تطوير خطواتكم وفقًا لذلك”.
وفي تشرين الأول الماضي، جدّد نظام الأسد مطالبه إلى تركيا بضرورة الانسحاب من شمال سوريا لتطبيع العلاقات بين الجانبين، في وقت تتزايد فيه عوامل تراجع التطبيع بين الجانبين.
ونقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن نائب وزير خارجية الأسد، بسام صباغ، قوله إنه “يتعين على تركيا سحب قواتها العسكرية من الجمهورية العربية السورية وإلا فإنها ستقضي على أي جهود تهدف إلى إقامة أي نوع من العلاقات”.
وأضاف: “يتعين على تركيا أن تسحب قواتها العسكرية. أي جوانب أخرى، نعم، بالطبع، سنكون منفتحين للمناقشة معهم، ولكن ليس للقيام بذلك والإصرار على البقاء – فهذا احتلال غير قانوني ومن ثم سيعرقل كل الجهود الرامية إلى ذلك”.
وفي أواخر أيلول، قال وزير الدفاع التركي، يشار غولر، إن أنقرة على استعداد لاستئناف المحادثات مع نظام الأسد بمشاركة روسيا وإيران.
وأضاف غولر رداً على سؤال بخصوص ما إذا كان تم إيقاف آلية المفاوضات بين وزراء دفاع الدول الأربع أن أنقرة مستعدة دائماً للحوار والجلوس والمناقشة، مشيراً إلى أن مطالب الجانب السوري ليست شيئاً يمكن قبوله على الفور، خاصة فيما يتعلق بمطالب مغادرة تركيا.
وتابع الوزير التركي أن الجانب السوري قد لا يجد وقتاً للتعامل مع بعض المناطق التي أرست فيها تركيا السلام والأمن، ومع من يستخرج ويبيع نفط شعبه، حسب تعبيره.