أخبار سورية

خالد الخوجة: “يا أيها الناس”! .. (التفاصيل الكاملة للقاء رئيس الائتلاف بوفد من الناشطين والاعلاميين)

أكد الدكتور خالد خوجة رئيس الائتلاف الوطني أن خطاب الثورة يجبُ ان يعودَ لـخطه الوطني السوري الأصيل (يا أيها الناس) .. وأن هناك مراجعات وتقييمات لكل مفاصل العمل (العسكري والسياسي والاعلامي) مؤكداً أن الأسبوع القادم سيشهد حملة “تخسيس وزن” أو “تخفيف دهون” في مفاصل الائتلاف والهيئات التابعة له بغية الحد من الهدر وتكثيف العمل بما يخدم الثورة السورية في الداخل والخارج، ويعجّل باسقاط نظام الأسد.

وأوضح “خوجة” خلال حوار مفتوح جمعهُ بعدد من الاعلاميين والناشطين داخل مدرسة سورية باستانبول، أن تنسيقاً عال المستوى يجرى بين المكونات الثلاثة ” الأركان و الائتلاف والحكومة” في ظل “الديناميات” المتغيرة للمشهد السوري وصراعات الدول الاقليمية والعالمية، للخروج بما يفيد الثورة السورية. لافتاً الى أن”الوضع السوري يزداد تعقيداً يوماً بعد يوم، لكن هناكَ بارقة أمل كبيرة، ويجبُ علينا جميعاً ان نسهم باستغلال الفرص من خلال رؤية مشتركة”.

إن مع العسر يُسرا .. ولن يغلبَ عسرٌ يسرا

وبدأ الخوجة حديثه بالقول : “أتشرفُ بلقائكم .. هذا أول لقاء لي مع الصحافة الثورية والاعلام الثوري .. ونحنُ روادف معاً لخدمة الثورة ، وكل واحد من موقعه (السياسي .. الاعلامي .. حامل السلاح) . مضيفاً : “لايخفى عليكم أن الوضع السوري يزداد تعقيداً، لكن هناك بارقة أمل كبيرة، وقد قال تعالى (فإن مع العسر يسرا .. إن مع العسر يسرا)، ولن يغلبَ عُسرٌ يسرا”.

وأضاف الخوجة: “كل ماعلينا الآن أن نعرف كيف نستغل الفرص، وهو مايفرض علينا ضرورة المراجعة والتقييم لحيثيات الثورة (الديناميات في سوريا متغيرة جداً ولا احد يستطيع قراءة المشهد بسهولة نتيجة صراعات دول اقليمية ودولية .. و تضاد مصالح هذه الدول) لذلك يجب ان تكون هناك مراجعة لكل مكون (السياسي و العسكري و الاعلامي)”. كما يجب ان يكون النقد بناءً “ربما نتيجة الاحباط العام ممايجري في سوريا أصبحنا نتقاذف التهم وكل واحد بدأ يضع السبب على الآخر، سواء مناطقياً أو ايديولوجياً أو سياسياً، وأصبح هناك حالة عامة من الاحباط والنقد غير البناء . حتى طبيعة الخطاب الاعلامي والشعبي بحاجة الى اعادة تقييم أيضاً”.

يا أيها الناس ..

وتابع رئيس الائتلاف بالقول “الثورة بدأت ثورة شعبية بهتافات وطنية (الشعب يريد .. وأيد وحدة)، ووصلنا الى شعارات سيطرت على صيرورة الثورة .. محاولات الهمينة على الثورة أخّرتنا من 10 – 20 سنة الى الوراء .. ولو بقينا على الخط الوطني السوري الأصيل لكسبنا الكثير”.

وأضاف : “بدأت تجربتي مع الثورة كناشط، وتجربتي أقرب لتجربة الناشط من السياسي، إلى ان أصبحتُ رئيساً للائتلاف .. لكن السنوات الأربع الماضي علمتنا الكثير (…) كنتُ منفتحاً على الجميع، وقد خضتُ تجارب مع كل مكونات الشعب السوري، مع التيار الليبرالي والسلفية الجهادية و منظمات المجتمع المدني وغيرها”.

وأكمل: “ما استطيعُ قولهُ الآن، أننا نحتاجُ الى الخطاب القرآني (يا أيها الناس) وهو الخطاب الذي يشمل الجميع.. اعتقد ان خطاب الثورة في البداية كان يا أيها الناس، وفي مرحلة لاحقة انتقل الخطاب (يا أيها المؤمنون) .. هناك من سعى لتحجيم الثورة عبر خطاب ايماني، ما أبعدنا عن شرائح أخرى من المجتمع”.

كنتُ قد بحثتُ في هجرة الرسول بحكم ثقافتيا الدينية، ووجدتُ ان وثيقة المدينة التي أرقها الرسول مع القبائل كانت تؤسس لعهد مدني ودولة .. كان عدد سكان المدينة حوالي 10 آلاف بينهم 1500 مسلم فقط وأكثر من 4500 يهود .. الخ ، ولكن الرسول استطاع بخطاب (يا أيها الناس) تأسيس الدولة المدنية .

جيش وطني

كما كشف الخوجة عن عمل يجري بالتنسيق مع وزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة اللواء سليم إدريس لتشكيل جيش وطني واحد يضم كل القوى الثورية العسكرية السورية، ويعمل وفق الأنظمة والقوانين الدولية. و دعا الخوجة الفصائل الثورية المقاتلة إلى توحيد صفوفها، والتنسيق مع وزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة، كخطوة أولى لمأسسة جيش سوريا الوطني المقبل.

وأوضح رئيس الائتلاف أن وزارة الدفاع ستكون معنية بالشأن العسكري من خلال هيكلية تتبع تراتبية تنظيمية تبدأ بوزير الدفاع فرئيس الأركان و المجلس العسكري أو المجلس الثلاثيني الذي سيتشكل بحلة جديدة ، حيث سيتم تأليفه من الفصائل الفاعلة على الأرض بشكل واقعي ، هذا المجلس الذي سيحتار رئيس للأركان و سيكون معني بإدارة العمليات العسكرية الميدانية .

زمام المبادرة

من جهة أخرى أوضح رئيس الائتلاف خالد الخوجة أنه يتم العمل حالياً على تأسيس صندوق دعم للائتلاف وهيئاته، ليكون المكان الذي سيجمع الدعم من عدة دول وليس من دولة بعينها.ووضع الخوجة كبرنامج زمني لإنهاء مأسسة الائتلاف التي تمتد لست أشهر، ومن أهم بنود المأسسة هو الفصل التام بين الائتلاف، كهيئة معنية بالشأن السياسي والتشريعي، و الحكومة المؤقتة و وزارة الدفاع ، و أكد خوجة على أنه سيتم تقوية الحكومة لتعمل في الداخل من خلال إقرار ميزانيات جديدة .

وأشار خوجة إلى أن المرحلة القادمة يمكن عنونتها بأن زمام المبادرة سيكون بيد الائتلاف سواء على الصعيد السياسي أم الاجتماعي أم الخدمي من خلال المؤسسات التابعة له. مؤكداً أن التحرك سيكون بعقلية دولة “وسنتعامل هكذا حتى نكون بديل عن النظام و نثبت ذلك للعالم “.

و فيما يتعلق بالحوار السوري – السوري فأكد الخوجة أن الائتلاف يفتح أبوابه على جميع أطياف المعارضة طالما أنها تجتمع معنا تحت سقف إسقاط بشار الأسد و الزمرة المحيطة به

و اعترف خوجة بوجود حواجز بين الائتلاف و الشارع السوري مرجعاً السبب إلى طريقة تشكيل الهيئات المعارضة (بناء على رغبة الدول الداعمة) من مجلس وطني إلى الائتلاف ، الذين تم تشكيلهم بشكل يناسب مجتمع ديمقراطي ، الأمر الذي أدى لإشراك كافة الأطياف العرقية و الدينية و السياسية ، و هذا لا يناسب حالة ثورة ، لافتاً إلى أن الأمر ذاته تم التعامل مع الكتائب على الأرض بشكل مستقل عن الهيئات (مجلس وطني – ائتلاف ) الأمر الذي أحدث شرخ بينهما و ينسحب ذات الشيء على منظمات المجتمع المدني .

أكد أن العمل سنصب في المرحلة الحالية على العودة من جديد إلى شعار” يد واحدة ” و ” الشعب السوري واحد”.

لنعرف قدراتنا

واعتبر رئيس الائتلاف الوطني أن كل مقاتل في الجيش الحر لديه من أي شخص سيأتي لتدريبه، وكذلك الناشط سواء أكان في منظمة مدنية أو إعلامية مؤكداً على أن ” كل ما نحتاجه أن نعرف قدراتنا ونضع خارطة بعقل دولة تستوعب كل المكونات.

و استعرض رئيس الائتلاف الأرقام المتعلقة بالدعم فقال أن ما وصل من دعم للداخل السوري من خلال الحكومة المؤقتة خلال ثلاث سنوات و نصف لا يتجاوز 214 مليون دولار ، في حين أن الميزانية التي صرفت من خلال نظام الأسد فاقت الـ 78 مليار دولار.

لافتاً إلى أن الحكومة المؤقتة تعمل حالياً على جرد للاحتياجات العامة ومقارنتها مع المتوافر لمعرفة حجم العجز بين المطلوب والمتوافر للعمل على سده قدر المستطاع، لافتاً إلى أن الحكومة ستعمل على تقديم تقرير شهري عن إنجازاتها ، كاشفاً عن عمل متواصل لأن يكون الدعم الموجه للداخل السوري سيكون عن طريق الحكومة المؤقتة ، و هذا ما جاء بعد لقاءه مع الدكتور “قاني قول” مستشار رئيس الوزراء التركي المعني بالملف السوري الذي ابدى تعاون كبير مع الائتلاف و وعد بإيجاد حلول لمشكلة إقامة السوريين في تركيا

و فيما يتعلق بوحدة تنسيق الدعم فقد أكد الخوجة أنه قد أعطيت فرصة الخيار بين العمل تحت مظلة الحكومة و وفق لتوجيهاتها أو الانفصال عن الهيئة ككل و العمل بشكل مستقل .

محور جديد لإنهاء الأسد

و رأى خوجة بوادر مبشرة لإنهاء الأزمة السورية من خلال بداية تشكل محور “تركيا – قطر – السعودية – فرنسا ” هذا المحور الذي يعنبر فاعل و قوي و سقفه يتفق مع سقف الائتلاف بإنهاء نظام الأسد .

وأضاف خوجة بالنسبة لروسيا ورأى أن غايتها من السعي لإيجاد حل بأسرع وقت هو ما نقل عن الروس أنفسهم أن “الحرب في سوريا هي حرب استنزاف، واذا ما استمرت بهذه الطريقة فإن النظام لم يتمكن من البقاء “.

ولخص خوجة المشكلة الحاصلة أن هناك محور شيعي بقيادة إيران التي تلعب دوراً مسيطراً عليه، على خلاف المحور السني الذي لا يملك جهة مسيطرة، الأمر الذي دفع الغرب وأمريكا للعمل نحو إيران.

لكنه أكد في الوقت ذاته على أن ردة فعل الدول الخليجية جاء عكسي سيما بعد التطورات في اليمن والعراق، وبدا الدفع بضرورة انتصار الثورة السورية وإسقاط بشار الأسد لان بقاءه يعني استمرار سيطرة إيران.

وميّز خوجة بين موقفي روسيا وإيران أن روسيا تتمسك بنظام الأسد ككل بغض النظر عن وجود بشار أو عدمه، بينما إيران تتمسك بشخص بشار الأسد فهي لا تملك بديل كما هو الوضع في العراق.

و قال الخوجة أنه هناك تحدي كبير يواجه الجميع حالياً وهو أن نثبت أن الإرهاب و الأسد وجهان لعملة واحدة و الثورة و نجاحها هو الخلاص ، كلام خوجة جاء في بعد أحاديث أمريكية للمعارضة بأن “إسقاط النظام ليس مشكلتنا ، فهذه مشكلتكم .. فمشكلتنا الأساسية محاربة الإرهاب “.

مجلس تعاون استراتيجي مع تركيا

كما كشف رئيس الائتلاف الوطني السوري “خالد خوجة” خلال اللقاء، عن اجتماعات عقدها مؤخراً مع مستشار رئيس الوزراء التركي للشؤون السورية الدكتور “قاني تولون” تمخّض عنها الاتفاق على تشكيل مجلس تعاون استراتيجي بين كل من الحكومة التركية و الحكومة السورية المؤقتة .

واوضح “خوجة” أن الاجتماع جرى في اليوم التالي لانتخابه رئيساً للائتلاف، استمر لأكثر من 6 ساعات مع “الدكتور قاني” الذي كان يشغل منصب سفير تركيا في الصومال، قبل ان يتم تعيينه مؤخراً كمساعد لرئيس الوزراء للشؤون السورية .

وأسفر الاجتماع عن اتفاق لتنسيق عال المستوى يتجسّد على شكل مجلس تعاون يضمُّ 11 وزيراً من كل جانب، بما يخدم مصالح السوريين، اضافة الى حل مشكلة الهويات والاقامات والعمل وغيرها من المسائل التي تُعنى بها كل وزارة .

جوازات السفر 

بعد نهاية حديث الخوجة وفي ردٍ على سؤال لـ وطن اف ام يتعلّق بموضوع تمديد جوازات سفر السوريين عبر مكاتب الائتلاف، أوضح خوجة أنّ اللصاقات التي اعتمدتها سفارة الائتلاف في الدوحة مُعترف بها في قطر فقط، ولا تخوّل أي سوري السفر الى أي دولة، بل وتوقعُه في تبعات قانونية قد تؤدي للسجن سنوات، الأمر الذي دعاه الى الطلب من سفارة الدوحة ايقاف العملية .

و كشف خوجة على أن رياض حجاب يعمل في ألمانيا على إيجاد حل يتمثل بدعم ألماني يقوم على تعاون مع أوربيين و الأمم المتحدة لإعتبار السوريين كالمهاجرين العراقيين في 2003 أو الألمان الفارين في زمن الهلكوست ، ليتم إصدار جوازات سفر عن طريق الأمم المتحدة .

خاص – وطن اف ام 

زر الذهاب إلى الأعلى