تشير البحوث العلمية إلى أن فقدان الوظيفة سواء خلال عمليات التسريح أو عند التعرض للطرد أو إثر إغلاق الشركة يؤدي إلى المرور بمحنة نفسية ربما تبدأ بالاكتئاب وقد تنتهي بما هو أخطر منه.
مجلة “سيكولوجي توداي” الأميركية نشرت تقريرا للكاتبة كريستين ميخوف عرضت خلاله مجموعة من النصائح التي يجب اتباعها بعد فقدان الوظيفة للمحافظة على الصحة والاستعداد للمستقبل.
1- الحفاظ على عقلية مرنة
قد تشعر عند سماع هذا الخبر بالانهيار، بيد أن المحافظة على الانفتاح العقلي يجب أن تكون من أولوياتك، لأنك في هذه الفترة إذا تمسكت بأفكارك الجاهزة وضيقت خيارات البحث عن وظيفة أخرى فستحرم نفسك من العديد من الفرص التي قد تبدو لك من الوهلة الأولى غير مناسبة.
وإذا كنت تبحث عن الوظيفة السابقة نفسها وبنفس المرتب والامتيازات فإن بحثك سيكون دون جدوى، ولكن إذا كنت مستعدا لقبول العديد من المواقف والمهمات والبحث في مجالات مختلفة فإن فرصك في إيجاد عمل ستزيد.
2-لا تكثر من النحيب
لا يعني هذا أنه لا يحق لك الشعور بالحزن على خسارتك سواء في خلوتك أو أمام أصدقائك المقربين، ولكن تجنب التعبير عن حزنك بشكل متكرر على شبكات التواصل الاجتماعي لأن ذلك قد يمنحك صورة سلبية.
كما أن التعبير عن غضبك على شبكة الإنترنت قد يجعلك تبدو شخصا غير مستقر نفسيا ومتهورا، وقليلون هم الأشخاص المستعدون لمنح فرص وظيفية لشخص ناقم وتحركه مشاعر الكراهية.
كما أن عدم الإكثار من النحيب يمكن أن يساعدك على التحلي بالمرونة العقلية، أما الجلوس في السرير للتفكير في أن وظيفتك الجديدة لا تعجبك ولا تناسب منزلتك، فهذا تفكير سلبي ولا يقوي حظوظك في الحصول على وظيفة جديدة.
3- ضع خسارتك في حجمها الطبيعي
الحياة ليست دائما عادلة، وقد تحدث أمور سيئة للأشخاص الطيبين، ولا يوجد علاج سحري لتخفيف الألم الناتج عن فقدان الوظيفة، لكن هناك بعض الأفكار التي يمكن أن نحدث بها أنفسنا للتحلي بالهدوء وقبول الأمر الواقع.
فعلى سبيل المثال، يمكن أن تقول لنفسك إن هناك الآلاف من الموظفين الذين تعرضوا للتسريح، وإنك مجرد شخص من بينهم، ولكنك ستجتهد في البحث عن فرصة أخرى، ومجرد التفكير في هذا الأمر يخفف صدمتك.
كما ينصح في هذه الحالة بالتفكير في الحاضر، وعدم الالتفات إلى الماضي أو القلق من المستقبل، وهذا الأمر لا يعني التصرف بلا مبالاة وإضاعة الوقت والموارد في أشياء عبثية، بل التركيز على أهداف قصيرة المدى والسعي لإنجازها عوضا عن الاكتفاء بالقلق بشأن الغد.
4- استشارة الخبراء
على الرغم من أن هذا الأمر قد لا يخطر ببالك في هذه الفترات الصعبة فإن الحصول على المشورة بشأن خياراتك المهنية والمالية من محامي ضرائب أو خبير في المحاسبة يمكن أن يساعدك على رسم صورة صحيحة وواضحة عن وضعك المالي، ويمكن أن يشرح لك هؤلاء ما إذا كان سحب المال من حسابك الاستثماري يعرضك لعقوبات وخسارة بعض الامتيازات.
كما أن التعامل مع أصحاب الاختصاص يمكن أن يساعدك على مجابهة مصادر الضغط النفسي التي تواجهها في هذه الفترة، فنحن جميعا لدينا نقاط ضعف وأشياء نجهلها تثير ذعرنا، ولذلك إن أخذ المشورة من شخص مطلع يمكن أن يساعدنا على تقييم وضعنا والتوصل إلى مخطط ناجح.
5- وظيفتك ليست هويتك
يعتقد الكثير من الموظفين أن هويتهم بأكملها تتلخص في مسماهم الوظيفي، وعندما يخسرون هذا المنصب يشعرون بأنه لا قيمة لهم.
ولكن تذكر أنك أكثر من مجرد موظف، وأنك أرفع من تلك الأخطاء التي ارتكبتها، فقيمتك أكبر من رقم حسابك البنكي أو الرمز البريدي، وعندما تقتنع بهذه الأفكار ستتنازل قليلا عن كبريائك وتقبل بوظيفة أقل درجة -على الأقل خلال فترة انتقالية- إلى أن تعثر على المنصب الذي يناسب طموحاتك.
6- العطاء للآخرين
الحديث عن العطاء لا يعني سحب مدخراتك المالية وتقديمها لجمعية خيرية، فعندما يفقد المرء وظيفته ينتابه الشعور بالحاجة الشديدة لتأمين وضعه المالي.
ولكن عندما تقنع نفسك بأهمية تقديم جزء من وقتك أو ممتلكاتك لفائدة الفقراء والمحتاجين فأنت تضيف لمسة إيجابية إلى يومك وتاريخك، والانخراط في هذه الأعمال الخيرية سيساعدك على توضيح وتنظيم أفكارك.
7- أشغل نفسك
على الأرجح أنك كنت قبل فقدان وظيفتك شخصا منظما ومنشغلا تذهب إلى العمل كل يوم في الوقت نفسه لمدة خمسة أيام في الأسبوع وتأخذ عطلة في الفترة نفسها من كل عام، كانت حياتك منظمة بشكل واضح، وتعود عقلك وجسمك على هذا الروتين.
ولكن ذلك النظام السابق كان يساعدك على إبقاء نفسك مشغولا كامل اليوم، لذلك أنت الآن تحتاج لإعادة تنظيم وقتك حتى تتمكن من قضاء اليوم دون أن تشعر بثقل الوقت، وتحسن تنظيم مواعيدك، والمهام التي ستقوم بها في إطار البحث عن عمل.
قد يتضمن ذلك القيام بأشياء بسيطة مثل ضبط المنبه للاستيقاظ في الوقت نفسه كل صباح، والخروج للمشي أو التأمل، كما أن إيجاد مكان مناسب للبحث عن عروض العمل، مثل مكتبة هادئة أو مقهى جميل، من الطرق المناسبة للابتعاد عن مصادر الإلهاء.
ويمكنك استخدام مفكرتك لوضع أهدافك الصغيرة والكبيرة، فعلى سبيل المثال يمكن أن تضع بين أهدافك إخبار ثلاثة أشخاص كل أسبوع بأنك تبحث عن عمل آخر من خلال توضيح أنك مستعد لقبول العروض التي تقدم لك، وبهذه الطريقة تعبر عن حاجتك بشكل لطيف وغير مباشر.
هذا الأسلوب اللطيف سيجعل الناس يتذكرونك ويتحمسون لمساعدتك، وتنظيم وقتك والبقاء منشغلا سوف يجعلان روتينك اليومي يعكس التزامك وجهودك الجادة في البحث عن وظيفة.
قد تكون التحديات التي نواجهها عند البحث عن وظيفة جديدة معركة داخلية ضد اليأس، أو خارجية ضد العوائق، وهذه العملية قد تتخللها بعض الإهانات والمواقف المحرجة التي تتطلب منا صلابة نفسية لا يتحلى بها إلا المحاربون، حيث إن الحفاظ على الهدوء والثبات في هذه الفترة يساعدك على الحفاظ على صحتك النفسية.
المصدر: الجزيرة