يومياً نرى الغيوم وهي تطفو في السماء وربما من المنطقي أن نتساءل لماذا لا تسقط ؟ أليست الغيوم أجساماً ذات كتل، إذاً لماذا لا تخضع لقوة سحب الجاذبية الأرضية؟
قد لا يخفى على أحد أن السحب أو الغيوم عبارة عن تجمّع مرئي لجزيئات دقيقة من الماء أو الجليد أو كليهما، تبدو سابحة في الجو على ارتفاعات مُختلفة كما تبدو بأشكالٍ وأحجامٍ وألوانٍ مُتباينة، كما تحتوي على بخار الماء والغبار وكميّة هائلة من الهواء الجاف ومواد سائلة أخرى وجزيئات صلبة مُنبعثة من الغازات الصناعيّة.
تبدو السحب وكأنها بالونات من الهيدروجين ولكن في الحقيقة هي ليست كذلك، حيث أن الهيدروجين أخف من الهواء ولكن الماء أثقل، إذاً لماذا قطرات الماء المكوّنة للغيوم لا تسقط أرضا؟
الجواب باختصار: إن جزئيات الماء التي تتكون منها السُحب تكون ذات حجوم صغيرة جداً يقاس قطرها بالميكرون (حيث الميكرون الواحد يساوي 6-^10 متر، ويدعى أحيانا بالميكرومتر) وحجم قطرات الماء الصغير هذا يساعد على تكوين قوة تماسك كبيرة جداً فيما بينها تمنعها من السقوط إضافة إلى أن الهواء النافذ داخل السحابة يدفعها صعوداً للأعلى لهذا يكون تأثير محصلة القوى المسلطة على السحابة (قوة تماسك الجزئيات وقوة دفع الرياح للأعلى) أكبر من تأثير قوة جذب الأرض وهذا ما يمنعها من السقوط للأسفل.