توفي الفنان العالمي عمر الشريف عن عمر يناهز الثالثة والثمانين عاما، بعد أن ترك بصمة في سجل الخالدين فنيا على المستوى الدولي.
فقد نعى التلفزيون المصري الفنان الراحل، وكذلك فعلت هيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي»، فيما وصفه إعلام هوليوود بالراحل الكبير.
بدأ مشواره الفني عندما عرض عليه المخرج الراحل يوسف شاهين بطولة فيلم «صراع في الوادي» عام 1954 ، مع الفنانة فاتن حمامة، الذي حقق نجاحا كبيرا، وشارك بعدها بين عامي 1954 و 1962 في أكثر من عشرين فيلمًا سينمائيًا، أهمها فيلم «أيامنا الحلوة» أمام الفنان عبد الحليم حافظ عام 1955، وفيلم «لا أنام» مع مجموعة كبيرة من الفنانين، منهم عماد حمدي ورشدي اباظة ومريم فخر الدين وفاتن حمامة، وفيلم «سيدة القصر» مع فاتن حمامة عام 1958.
بدأ نجم الراحل بالصعود بعد قصة حب جمعته بالفنانة الراحلة فاتن حمامة عقب فيلم «صراع في الوادي»، تكللت بزواجهما اعتناقه الإسلام عام 1955، وأنجب منها ابنهما طارق، فيما قدما معا مجموعة من كلاسيكيات السينما المصرية أبرزها فيلم «نهر الحب» عام 1962.
وانطلقت شهرته في السينما العالمية عام 1962 بعد اختيار المخرج الانكليزي ديفيد لين له للقيام بدور في فيلمه «لورانس العرب»، وهو أحد أفضل ما أنتجته السينما البريطانية وحصل من خلاله على أول ترشيح لجائزة «الأوسكار» العالمية كأفضل ممثل مساعد.
ومن أشهر أدواره في السينما العالمية شخصية «د. جيفاجو» إخراج ديفيد لين، وحصد عليه جائزة «الكرة الذهبية»، وفي عام 1965 قرر الشريف أن يستقر في اوروبا، وكان من تبعات هذا القرار انفصاله عن الفنانة فاتن حمامة، حيث تعرف على الوسط الفني فيها، وشارك كبار الفنانين أنذاك في النشاطات الفنية الكبيرة.
عاد الى مصر بداية التسعينيات، وشارك بعدد من المسلسلات الهامة، وظل يتنقل بين القاهرة وفرنسا، حتى وافته المنية ظهر الجمعة في أحد مشافي القاهرة.
تنوعت الأدوار التي قدمها في السينما المصرية، في فيلم «صراع في النيل»، حيث قدم نموذج الشاب الريفي الساذج الى جانب الفنانة هند رستم ورشدي اباظة، وانتقل بعدها الى الادوار الرومانسية في سلسلة أفلامه مع الفنانة الراحلة فاتن حمامة، وكان آخر أعماله فيلم «المسافر» الى جانب الفنان خالد النبوي وسيرين عبد النور عام 2010.
حصل الشريف على عدة جوائز هامة أشهرها كانت من منظمة «اليونسكو» العالمية وهي جائزة «سيرجي آيزِنشتاين» الخاصة تقديرًا لإسهاماته في صناعة السينما والتنوع الثقافي وهي جائزة خاصة تمنح بشكل غير دوري وهو واحد من 25 فردًا حازوا عليها.
وحصل أيضا على جائزة «المشوار الفني» من «مهرجان دبي السينمائي» في دورته الأولى عام 2004 وعلى جائزة «المشوار الفني» من مهرجان «فينيسيا» الرفيع عام 2003
وعمر الشريف من مواليد مدينة الاسكندرية في العاشر من أبريل/ نيسان عام 1932، والإسم الحقيقي له هو ميشيل ديمتري شلهوب، وهو من أب لبناني، كان يعمل في تجارة الأخشاب، هاجر من زحلة في لبنان إلى مصر في أوائل القرن العشرين، ووالدته كلير سعادة من أصل لبناني- سوري، نشأ على الديانة المسيحية بمذهبها الروماني الكاثوليكي، وبعد تخرجه من الكلية درس التمثيل في الأكاديمية الملكية للفنون الدرامية في العاصمة البريطانية لندن.
المصدر : القدس العربي