باتت تركيا شبه منتهية من كافة التحضيرات لقمة مجموعة العشرين المرتقبة، والمزمع عقدها في ولاية “أنطاليا”، والتي قام الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” بزيارة شخصية إليها لتفقّد التحضيرات، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: ما هي قمة مجموعة العشرين؟ ومن هم الزعماء الذين سيشاركون فيها؟ وما هي أبرز القضايا التي ستناقش خلال القمة؟ وغيرها العديد من الأسئلة، ولذلك كان لا بدّ من تحضير دليل يجيب عن هذه التساؤلات وغيرها.
ما هي قمة مجموعة العشرين؟
جاءت تسمية القمة من ترجمة المصطلح من اللغة الإنجليزية (Group of 20)، وتضم أكبر الدول المتطوّرة صناعيا واقتصاديا، والتي يبلغ عددها 19 دولة بالإضافة إلى منظمة الاتحاد الأوروبي. وهذه الدول هي:الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وكندا، وإيطاليا، واليابان، وأستراليا، وتركيا، والبرازيل، والأرجنتين، والهند، والصين، وأندونيسيا، والمكسيك، والمملكة العربية السعودية، وجنوب أفريقيا، وكوريا الجنوبية، وروسيا، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي.
ومن هنا يتضح أن القمة لا تستضيف فقط الدول الأغنى عالميا وإنما الدول النامية التي تشهد تطورا اقتصاديا ونموّا كبيرين، وأهم ما يميز الدول المشاركة في القمة أنها تدير ما يقارب 85 بالمئة من اقتصاد العالم، و75 بالمئة من التجارة العالمية، ولكن على الرغم من أن اقتصاد سويسرا، والنرويج وإيران وفنزويلا، يعدّ أكبر من اقتصاد بعض الدول المشاركة في القمة إلا أنها ليست موجودة فيها، كما أن بعض الدول الأوربية المنطوية تحت منظمة الاتحاد الأوروبي لا تشارك بشكل مستقل، وإنما تحت سقف الاتحاد نفسه.
من سيحضر إلى قمة مجموعة العشرين؟
بدأت قمة مجموعة العشرين تنعقد في بداياتها على مستوى وزراء المالية، إلا أنها بعد الأزمة الاقتصادية التي مرّ بها العالم بدأت تنعقد على مستوى رؤساء وزعماء دول، ومن بين هؤلاء الزعماء والرؤساء الذين سيحضرون إلى القمة في “أنطاليا” التركية: الرئيس الأمريكي “باراك أوباما”، والرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”، رئيس مجلس الوزراء البريطاني “ديفيد كاميرون”، ورئيسة مجلس الوزراء الألماني: “أنجيلا ميركل”، والرئيس الصيني “شي جين بينغ” والرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” الذي سيترأس القمة، بالإضافة إلى زعماء ورؤساء العديد من الدول.
ومن المتوقّع أن يصل إجمالي عدد الذين سيحضرون إلى القمة 25 ألف.
لماذا أزمع على عقد القمة في تركيا؟
تولّت تركيا رئاسة القمة لعام 2015 في نهاية قمة مجموعة العشرين التي أجريت في أستراليا العام المنصرم، وعلى أساس ذلك تستضيف تركيا القمة لهذا العام، ويذكر أن القمة نظّمت حتى الآن ما يقارب 60 اجتماعا في إطار قمة مجموعة العشرين، في مختلف الفعاليات وأنحاء مختلفة من العالم، كما أن تركيا هي من ستقوم بتغطية الفعاليات المتعلّقة بالقمة على مدار العام وستكون قد استقبلت ما يقارب 60 ألف شخص، ضمن فعاليات القمة.
ما هي أبرز القضايا التي ستتطرق إليها القمة؟
أنشئت قمة مجموعة العشرين في عام 1999، وكانت تناقش في بداياتها فقط القضايا المتعلقة باستقرار الاقتصاد العالمي، وكيفية الحفاظ عليه، وزيادته، إلا أنه في السنوات الأخيرة بدأت تناقش إلى جانب القضايا المرتبطة بالاستقرار الاقتصادي العالمي، قضايا أخرى، مثل الإرهاب العالمي، والتغييرات الإقليمية، وبحث آليات التنمية، وغيرها العديد من القضايا السياسية والاجتماعية المهمة.
وفي قمة مجموعة العشرين وخصوصا في اللقاءات الثنائية إلى جانب المشاكل الاقتصادية العالمية يتوقّع أن تتم مناقشة أزمة اللاجئين التي هزّت العالم، وكذلك إرهاب تنظيم “داعش”، كما أنها ستسلط الضوء على قضايا اقتصادية مهمة، انطلاقا من الاستثمارات، والتجارة، والتوظيف، والمنافسة، وصولا إلى الإصلاحات والحلول واستراتيجيّات التنمية.
بالإضافة إلى ما سبق سيتم تناول ملف المتخلفين من الضرائب والبحث عن خطّة فعّالة لملاحقتهم وإيجاد الحلول المناسبة، وفي إطار خطة العمل هذه سيتم وضع استراتيجية تجبر الدول التي تتواجد فيها شركات من مثل “جوجل” و”أبّل” و”ماكدونالدز” على دفع ضريبة أعلى.
ومن المنتظر أن يتطرق الرئيس الأمريكي “باراك أوباما” إلى وضع خطة اقتصادية قويّة، متوازنة عالمية، تسهم في النمو الاقتصادي.
ما هي أولويات تركيا؟
باقتراح من الرئيس التركي ستتم في اليوم الأول من انعقاد القمة مناقشة أزمة اللاجئين، وقضية الإرهاب، وبهذا ستكون الأزمة السورية، وقضية اللاجئين، ومكافحة الإرهاب على رأس القضايا التي ترغب تركيا بمناقشتها وإثارتها في القمة، وتفيد معلومات واردة من مسؤولين من الوزارة الخارجية: أن تركيا ستنوّه إلى أن استمرار نزيف الدم في سوريا، ليس من شأنه أن يؤثر على المواطنين في الداخل السوري، أو في دول الجوار فحسب، وإنما من شانه أن يلقي بظلاله بفعل موجة الهجرة الأخيرة على الدول الأوروبية أيضا.
ما هو عدد الصحفيين الذين سيشاركون في القمة؟
بلغ عدد الصحفيين المحليين والأجانب الذين سيشاركون في القمة حتى الآن ما يقارب 2500 صحفي، وقد تم تخصيص مركز خاص بهم، يتسع لـ3000 صحفي.
ما هي التدابير الأمنية المتّخذة في القمة؟
وصلت التدابير الأمنية المتّخذة في مدينة “أنطاليا” إلى أعلى مستوياتها، إذ بلغ عدد رجال الشرطة 14 ألف و400، 1400 منهم من شرطة المرور، و13 ألف من الشرطة المدنية الذين سيتولّون حماية 25000 مشترك في القمة، ولتجنّب حدوث أي عقبات تم تكليف 270 مرافق و1400 شرطي مرور بالعمل على مدار 24 ساعة، كما تم إعلام جميع الفنادق التي لا تمتلك بطاقات اعتماد، بعدم استقبال أي زائر خلال يومي القمة، كما بدأت السلطات منذ 10 تشرين الثاني/ نوفمبر بتمرير فقط من يحمل بطاقة تعريف معلّقة، وسيبقى الأمر جاريا حتّى 17 نوفمبر، وكما تم تخصيص محطة كاملة في قسم الخطوط الخارجية لتسيير الإجراءات الخاصة بقمة مجموعة العشرين، بالإضافة إلى أنه تم تركيب 350 كاميرا مراقبة أمنية، و100 كاميرا كاشفة للأوجه، في المنطقة المحيطة من مقر القمة، ولتفادي أية تهديدات محتملة من جهة البحر فقد تم تخصيص سفن أمنية، نشرت على امتداد الساحل في المدينة.
ما هي الدول التي دعتها تركيا؟
يحق للدولة المستضيفة أن توجّه دعوة لدول تختارها هي، وقد اختارت تركيا لهذا العام بحكم أنها الدولة المستضيفة دولة “أذربيجان”، كما ستتمكّن كل من إسبانيا وماليزيا، وزيمبابوي، والسنغال، من الحضور.
ما هي الوزارات والمؤسسات التي تعمل فيما بينها من أجل قمة مجموعة العشرين؟
تم تحديد هذه الوزارات والتنسيق فيما بينها من قبل نائب رئيس مجلس الوزراء “جودت يلماز”، وهي كالتالي، وزارة التفتيش، وزارة الخارجية، وزارة العمل، وزارة المالية، وزارة السياحة، وزارة الثقافة، وزارة الزاعة، مستشارية الخزانة، بالإضافة إلى رئاسة البنك المركزي.
أين ستنعقد القمة في العام المقبل؟
بعد تولّي تركيا استضافة قمة مجموعة العشرين، من أستراليا في العام الماضي، من المقرر أن تنعقد القمة لعام 2016 في الصين.
ما هو عدد الفنادق التي وظّفت لخدمة القمة؟
يشمل عدد الفنادق الموجودة في المنطقة 46 فندقا، 30 فندقا اعتماديا سيعمل من أجل القمة، أما باقي الفنادق ستستقبل المنظمات النسائية، المشاركة في القمة.
هل تم اعتماد برنامج خاص بالقمة عبر الهواتف الذكية؟
تم تطوير برنامج ذات صلة بالقمة يعرف باسم (G20 Antalya Summit)، ويتضمّن معلومات النقل، وخرائط، ومعلومات خاصة بالمنطقة التي ستقام فيها القمة.
هذا ويذكر أن قمة مجموعة العشرين أنشئت على هامش قمة مجموعة الثمانية في 25 أيلول /سبتمبر 1999، في واشنطن، وتستقبل مجموعة العشرين في اجتماعاتها كلا من المؤسسات التالية: بريتون وودز، والرئيس التنفيذي لصندوق النقد الدولي، ورئيس البنك الدولي، واللجنة النقدية والمالية الدولية، ولجنة التنمية التابعة لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
المصدر : ترك برس