تقوم القناة الهضمية بمهامّ أكبر من مجرد هضم الطعام، حيث إنها تساعد في دعم الجهاز المناعي، والجهاز العصبي المركزي، وصحة القلب، والصحة العقلية، وغيرها من وظائف الجسم الأساسية.
في هذا السياق، قالت الدكتورة عبير حمزة جوداكري، خبيرة التغذية في مستشفى بنيندين بالمملكة المتحدة، لشبكة «فوكس نيوز» الأميركية: «إن ميكروبيوم الأمعاء هو نظام بيئي، ومن المهم أن تكون جميع الكائنات الحية الدقيقة المختلفة به متوازنة».
وأضافت: «عندما تكون البكتيريا الموجودة في ميكروبيوم الأمعاء متوازنة، يكون الجسم أكثر قدرة على معالجة الطعام، وتوزيع العناصر الغذائية في جميع أنحائه، والتخلص من النفايات، في حين أنها عندما تكون غير متوازنة، يمكن أن يواجه الناس مخاطر أعلى للإصابة بالأمراض، بما في ذلك متلازمة القولون العصبي، ومرض التهاب الأمعاء، والسكري، والسمنة، والسرطان، ومشكلات القلب».
وأكدت جوداكري أن هناك بعض التغييرات المحددة، التي يمكن لأي شخص إجراؤها على نمط حياته ونظامه الغذائي، لدعم صحة وتوازن قناته الهضمية، وهي كما يلي:
اتباع نظام غذائي صحي
تقول جوداكري إن النظام الغذائي يُعدّ المفتاح الأساسي لصحة الأمعاء.
وأكدت أنه «في الأغلب، فإن الأشخاص الذين يتمتعون بنظام أمعاء صحي ومتنوع هم أولئك الذين يأكلون مجموعة من الفواكه والخضراوات الملونة، كل يوم».
وحذّرت خبيرة التغذية من أن تناول كثير من الأطعمة المصنَّعة، والوجبات الخفيفة السكرية، والدهون غير المشبعة، يمكن أن يتسبب في اختلال التوازن بين بكتيريا الأمعاء السيئة والجيدة.
وقالت جوداكري: «من المهم أيضاً تضمين مصادر الألياف غير القابلة للذوبان، في نظامك الغذائي، والتي تساعد في تسهيل حركة الأمعاء، وتسريع مرور الطعام عبر المعدة».
ويتضمن بعض الأمثلة على مصادر الألياف غير القابلة للذوبان، المكسرات، والحبوب، والبقوليات، والقرنبيط، والفراولة، والتوت.
تناول الأطعمة المخمرة:
قالت خبيرة التغذية إن بعض أفضل الأطعمة التي يمكنك تناولها لدعم صحة الأمعاء هي الأطعمة المخمرة.
وأوضحت أن «تناول الأطعمة المخمرة يمكن أن يساعد في زيادة عدد البكتيريا النافعة، والمعروفة أيضاً باسم البروبيوتيك، في أمعائك، وهذا الأمر يفيد الجهاز الهضمي، في النهاية».
ومن أمثلة الأطعمة المخمرة الزبادي، والفطر الهندي، والملفوف، والقرنبيط.
الابتعاد عن التوتر والضغوط النفسية:
وقالت جوداكري إن الأبحاث أظهرت أن مستويات التوتر المرتفعة يمكن أن تؤدي إلى تقليل البكتيريا النافعة في الأمعاء، وإلى مشكلات في الجهاز الهضمي؛ مثل الإمساك، أو فقدان الشهية.
وأضافت: «حتى التغييرات الصغيرة، مثل ممارسة التمارين الرياضية البسيطة، وتمارين التأمل، والتحدث إلى اختصاصي في الصحة العقلية، يمكن أن تُحسّن من صحتك العامة وصحة أمعائك».
النشاط البدني:
يمكن أن تؤدي زيادة مستويات النشاط البدني إلى الحفاظ على صحة القناة الهضمية.
وقالت جوداكري: «تتسبب التمارين الرياضية في زيادة الأكسجين بمجرى الدم، وارتفاع درجة حرارة الجسم، وهي بالضبط الظروف التي تزدهر فيها بكتيريا الأمعاء الجيدة».
الحد من المُحليات الصناعية:
تقول جوداكري إن المُحلّيات الصناعية يمكن أن تُخلّ بتوازن البكتيريا المفيدة في الأمعاء.
وأكدت أن هذه المُحلّيات يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات في المعدة، مثل الغازات، والانتفاخ، بالإضافة إلى المزيد من الأعراض طويلة المدى؛ مثل تغيرات الوزن غير المقصودة، أو التعب المستمر.