كشف موقع “ساينس ألرت” عن عثور العلماء على دواء حي غير عادي في الدم لأحد الناجين من السرطان في مراحله الأخيرة، ما يعطي آمالا واعدة بإيجاد علاجات ناجحة للكثير من المصابين بذلك المرض.
وذكر الموقع، أن جسم ذلك المريض كان محميا بأسطول من الخلايا المناعية القاتلة المعروفة باسم “الخلايا التائية”، بعد عام من العلاج.
ووجد الباحثون في جامعة كارديف البريطانية أن هذه الخلايا التائية الخاصة قد تلعب دورا أفضل بكثير في التعرف على الأورام ومهاجمتها من الخلايا التائية العادية.
ويوضح عالم الأحياء في جامعة كارديف، آندي سيويل أن “النتائج التي توصلنا إليها فاجأتنا حقا لأن لا أحد يعرف أن الخلايا التائية الفردية يمكنها التعرف على الخلايا السرطانية عبر عدة بروتينات مختلفة مرتبطة بالسرطان في وقت واحد”، بحسب الموقع.
وتابع: “أردنا أن نعرف كيف شفي بعض المرضى المصابين بالسرطان في المراحل النهائية والذين عولجوا بعلاج (الخلايا الليمفاوية المتسللة إلى الورم TIL) في التخلص من السرطان لديهم، لذلك بحثنا عن إجابات.”
وأوضح الموقع أن العلاج بالخلايا الليمفاوية المتسللة إلى الورم (TIL) كطريقة جديدة وقوية لاستئصال الورم في المراحل المتأخرة، ظهر في العقد الماضي ويتضمن علاج”TIL” أخذ خلايا الدم البيضاء الخاصة بالمريض مباشرة من الورم وجعلها تنمو مع تعزيزها بشكل مصطنع لمهاجمة السرطان بشكل أفضل.
وبين أن العلاج يعمل بشكل ناجع بأكثر من 80 بالمئة حتى الآن، في التجارب السريرية، لافتا إلى أن العلماء لا يعرفون كيف يعمل ذلك العلاج على المستوى الخلوي، حيث يحاول الباحثون في كارديف الوصول إلى ذلك السر، وقد حققوا تقدما كبيرا نوعا ما.
وأردف الموقع المعني بالعلوم، أن الباحثين وجدوا عند فحص نتائج المرحلتين الأولى والثانية من التجارب السريري، حيث تلقى 31 مريضا مصابا بسرطان الجلد علاجا لخلايا الليمفاوية المتسللة “TIL”، وجدوا أن أولئك الذين نجحوا في التخلص من المرض لا يزالون يظهرون استجابات قوية للخلايا التائية بعد أكثر من عام.
ولوحظ عند أحد المرضى أن الخلايا التائية كانت “متعددة الجوانب”، ما يُظهر القدرة على الاستجابة لمعظم أنواع السرطان، وليس سرطان الجلد فقط، وفق الموقع.
وحول ذلك، قال سيويل: “الأهم من ذلك إننا رأينا أعدادا كبيرة من الخلايا التائية متعددة الشُعب في دم الناجين من السرطان حيث أننا لم نعثر حتى الآن، على مثل هذه الخلايا التائية متعددة الشُعب في الأشخاص الذين يتقدم فيهم السرطان”.
وتابع، لتأكيد ما يحدث علينا أن نشاهد بعناية هذه الخلايا التائية متعددة الجوانب وهي تهاجم السرطان في المختبر، عندها سنكون قادرين على تحديد ما إذا كانت هذه الخلايا المناعية مسؤولة عن النتائج العظيمة للعلاج بـ”تي آي إل”.
من جهته قال عالم المناعة في جامعة كارديف، جاري دولتون، وأحد المشاركين في الدراسة: “نأمل في التحقق من إمكانية استخدام الخلايا التائية متعددة الشُعب المهندسة لعلاج مجموعة واسعة من السرطانات بطريقة مشابهة لكيفية استخدام خلايا CAR-T المهندسة الآن لعلاج بعض أنواع اللوكيميا، وفق الموقع.
وتعرف وخلايا “CAR-T” على أنها علاجات خيمرية لخلايا تائية لمستقبلات المستضدات، وقد تمت الموافقة عليها بالفعل كعلاج لسرطان الدم من قبل هيئة الغذاء والدواء الأميركية، بحسب الموقع.
ويختلف “CAR-T” قليلا عن علاج “TIL” لأنه يعيد برمجة خلايا تائية معينة لاستهداف أجزاء معينة من الخلية السرطانية.
وختم الموقع بالقول، إن الخلايا التائية المستخدمة في “علاج تي آي إل” تأتي مباشرة من ورم صلب، فهي أكثر تنوعا، ولا يحتاج العلماء إلى العبث بآليات هجومهم بنفس القدر، ربما هذا ما يجعلها فعالة للغاية ضد العديد من أنواع السرطان.
عربي 21