شكّل الإعصار هيلين الذي أودى بحياة أكثر من 110 أشخاص في جنوب شرق الولايات المتحدة في حصيلة أولية، قد ترتفع إلى 600 قتيل، قضية تجاذب سياسي في إطار الحملة الانتخابية الرئاسية الأمريكية الإثنين، إذ رفض الديمقراطيون اتهامات الجمهوريين بشأن إدارتهم للكارثة.
وأعلنت مستشارة الأمن الداخلي في البيت الأبيض إليزابيث شيروود راندال الإثنين أن حصيلة الإعصار هيلين قد تصل إلى 600 قتيل بسبب الفيضانات المدمرة التي تسبب بها في جنوب شرق الولايات المتحدة. وقالت إن “هناك 600 شخص لم يعرف عنهم شيء”.
وصرح الرئيس الأمريكي من البيت الأبيض: “سنواصل تقديم الموارد، بما في ذلك الغذاء والماء والاتصالات ومعدات الإنقاذ”. وأضاف: “أكرر ما قلته في السابق، سنكون هنا مهما طال الوقت لإنهاء المهمة”. وينتقد المعسكر الجمهوري إدارة بايدن لعدم تدخلها بشكل كاف لمساعدة الضحايا.
وردا على ذلك قال بايدن: “توليت المسؤولية، قضيت ساعتين على الأقل متحدثا عبر الهاتف أمس، وكذلك في اليوم السابق”. وأكد مجددا أنه سيزور المناطق المتضررة حين سيتمكن من الذهاب إليها من دون تعطيل عمليات الإغاثة.
من جهته، اتهم دونالد ترامب الذي وصل إلى منطقة منكوبة في جورجيا الإثنين، السلطات الفيدرالية وولاية كارولاينا الشمالية التي يسيطر عليها الديمقراطيون بـ”تعمد عدم مساعدة الناس في المناطق الجمهورية”، وذلك في منشور على منصته “تروث سوشال”.
وتضررت ولايتا جورجيا وكارولاينا الشمالية بنحو خاص جراء هذه الكارثة الطبيعية، وهما من بين الولايات السبع المتأرجحة (تصوّت مرة للجمهوريين وأخرى للديمقراطيين) التي تعد حاسمة للفوز في الانتخابات الرئاسية في 5 تشرين الثاني/نوفمبر.
وأعلنت المرشحة الديمقراطية ونائبة الرئيس الحالية كامالا هاريس أنها ستزور المناطق المنكوبة قريبا وأنها ستعقد اجتماعا بشأن الكارثة في واشنطن الإثنين.
وقالت الأحد خلال تجمع انتخابي في لاس فيغاس: “سنساعد هذه المناطق طالما اقتضت الضرورة للتحقق من أنها ستتمكن من النهوض وإعادة البناء”.
دمار
وضرب هيلين شمال غرب فلوريدا مساء الخميس، كإعصار من الفئة الرابعة على مقياس من خمس درجات، مصحوبا برياح بلغت سرعتها 225 كيلومترا في الساعة. وتقدم الإعصار بعد ذلك شمالا مع تراجع قوته ليصبح عاصفة تاركا رغم ذلك دمارا واسعا.
وتسببت الفيضانات المفاجئة في جبال أبالاش الجنوبية بحدوث دمار هائل. وتُظهر صور من محيط آشفيل في كارولاينا الشمالية أحياء تحولت إلى ركام وطرق دمرتها مياه الفيضانات.
وبينما يحاول عناصر الإنقاذ العثور على ناجين وتقديم الطعام للسكان المتضررين من الفيضانات ومن انقطاع الكهرباء والاتصالات وانسداد الطرق والسيول الطينية، تحدث جو بايدن صباح الإثنين للدفاع عن استجابة حكومته في مواجهة الكارثة.
ونظرا لعدم إمكانية الوصول عن طريق البر، ترسل السلطات إمدادات الإغاثة والمياه والمواد الغذائية جوا.
وفي جنوب جورجيا بعيدا عن الجبال وطرقها المدمرة “فتح عدد قليل من المتاجر أبوابه” ليعرض عددا محدودا من البضائع، حسبما قال ستيفن ماورو، أحد سكان مدينة فالدوستا حيث سيتوجه دونالد ترامب الإثنين. وأضاف ماورو :”أنا قلق بشأن العائلات التي لديها أطفال”.
وقال بريان كيمب، حاكم ولاية جورجيا، إن “هذا الإعصار كان بمثابة زوبعة بلغ عرضها 400 كيلومتر”، مؤكدا أنه “غير مسبوق”.
فرانس24 / أ ف ب