على بعد 35 كم شمال غربي العاصمة المصرية القاهرة، يتجمع من يعرفون بـ”الفحَّامين” بقرية أنشاص، مركز بلبيس، بمحافظة الشرقية، في مساحة أرض واسعة، ورثوها عن آبائهم وأجدادهم، وذلك لتحويل الحطب إلى فحم، عبر مصنع تقليدي بدائي.
ومع مرور الزمن صار العمل البدائي مهنة أساسية يمتهنها العديد من رجال وأطفال القرية، ليصبح “التفحيم” مصدر رزق يدر دخلًا يوميا يبلغ 50 جنيها (حوالي 6 دولارات تقريبًا) للعامل الواحد، فيما يكسب صاحب المصنع ما يزيد عن 1500جنيه حوالي (185 دولارًا تقريبًا) مقابل الطن الواحد من الفحم.
تبدأ المرحلة الأولى من صناعة الفحم من خلال جمع الأشجار وتقطيعها بمقاسات محددة، ومصدرها الأساسي مخلفات الأشجار التي لم تعد تثمر كالمانجو والبرتقال، والأشجار غير المثمرة كالجازورين والكافور، والمنتشرة في الأماكن الحكومية خاصة.
في الصباح الباكر من كل يوم، يجمع محمد حسين ذو الفقار، رئيس جمعية مستثمري ومنتجي الفحم في الشرقية، عماله، مرتديًا زي مهندمًا، ويوزع عليهم الأدوار في عملية التحويل.
وبينما يرفع طفل لا يتخطى عمره 15 عامًا 4 إلى 5 أجزاء من شجر الجازوين والكافور، على كتفيه، يقوم شاب ثلاثيني بتفريغ كومة حطب أضعاف ذلك من سيارة نقل، ليقوم آخرون على وجوههم أثر سواد الفحم بوضعها في مكامير (مكان لتجميع أخشاب الأشجار من مخلفات الأراضي الزراعية التي تشتهر بها مصر) لحرقها في مراحلها النهائية.
{gallery}news/2016/1/24/33{/gallery}
المصدر : الاناضول