شهد سوق السيارات الأوروبية في منبج انتعاشاً بعد ركود دام لفترة لم تكن بالقصيرة، ونتيجة لكثرة السيارات غير المسجلة والتي دخلت إلى المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية في الآونة الأخيرة، فقد أصدرت إدارة المرور التابعة للإدارة المدنية الديمقراطية بياناً طالبت الأهالي بضرورة جمركة سياراتهم التي دخلت إلى المنطقة بشكل غير نظامي، وهذا ما خلق حركة وانتعاشاً في سوق السيارات الامر الذي انعكس ايجابا على الحالة الشرائية للأهالي، كما ساهمت في خلق العديد من فرص العمل في مجال السيارات.
البيان الصادر عن “قسد” وتكلفة جمركة السيارات.
أشارت “قسد” في بيانها إلى أنه “يسمح بمجمركة السيارات والمركبات الأوروبية المصنوعة عام 2000 وما فوق”، ودعت “أصحاب المركبات الأوروبية إلى جمركة مركباتهم وتسليمها أصولاً خلال مدة أقصاها 90 يوماً، بدء من تاريخ 15-06-2020 وحتى تاريخ 15-09-2020”.
هذا ولم يأت البيان على ذكر التسعيرة الخاصة بجمركة السيارات إطلاقاً.
وبحسب مراسلنا في منبج “شاهين محمد”، فإن تكاليف جمركة السيارات الأوروبية تختلف باختلاف النوع وتاريخ الصنع، فأغلب السيارات تعتبر من تاريخ صنع 2000 -2010، وتتراوح تكاليف جمركتها ما بين 200 دولار حتى 500 دولار، أما السيارات التي يبدأ تاريخ صنعها من تاريخ 2011 فتكون جمركتها مرتفعة إلى حد ما، وهي من 500 دولار وحتى 1000 دولار.
أما فيما يخص الاوراق المطلوبه لجمركة السيارات الأوروبية، فتمر بمرحلتين، إذ تحتاج السيارة في الأولى إلى أوراق الملكية التي جاءت معها، أو “الكرت الأحمر” أو ما يسمى بـ “الكرت الأوروبي”، حيث تقوم إدارة الجمارك بتدوين أرقام السيارات والمحرك، بالإضافة لأرقام “الشاصيه” وتستوفي جميع الرسوم المتعلقة بها، ومن ثم تأتي المرحلة الثانية التي يتم فيها تسجيل السيارة باسم المالك، وتتراوح رسوم تسجيل هذه المرحلة ما بين 200-400 ألف ل.س.
مصدر السيارات الأوروبية الداخلة إلى مدينة منبج
جميع السيارات الأوروبية تأتي من مناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني ، وتحديداً من مدينة سرمدا بريف إدلب الشمالي، التي تعتبر سوقاً نشطاً للسيارات الأوروبية، وتأتي إليها السيارات عن طريق تركيا لتدخل بعدها إلى سوريا عبر المعابر، حيث يتم إدخالها إلى مدينة منبج عن طريق التهريب من خلال الخط الواصل بين “قسد” و”الجيش الوطني”، حيث تكون تكلفة السيارة الواحدة على المهرب من 600 إلى 1000 دولار بحسب نوع السيارة، فالسيارة الحديثة مثلاً، والتي تم صنعها من تاريخ 2011 وما فوق تدخل عن طريق المعبر بشكل نظامي، أما من تاريخ 2010 وما دون فيتم إدخالها عبر طرق التهريب.
أكثر أنواع السيارات التي يقبل الأهالي على شرائها في منبج
حالياً، هنالك نوعان من السيارات في مدينة منبج، النوع الأول المعروف باسم السيارات “النظامية” أي “السورية”، والنوع الثاني هو النوع الأوروبية الذي يشهد إقبالاً أكثر من السيارات السورية، وتعتبر سيارات “الفان” المصنّعة من قبل شركة “هيونداي” موديل 2004-2007 من أكثر أنواع السيارات التي يقبل عليها الأهالي، وذلك لرخص سعرها وجودتها، فأغلبها تعمل على مادة المازوت، وتعتبر سيارات حديثة إلى حد ما وتتمتع بسعر مقبول، بينما السيارات “النظامية”، فأسعارها مرتفعة جداً ولا تكون معدة للاستعمال في الأرياف والمناطق البعيدة، واغلبها تعمل على البنزين، ولا يشتريها إلا من هو قادر على الذهاب إلى مناطق نظام الأسد، كما تعتبر السيارات الأوروبية ممنوعة في مناطق الأسد ويتم مصادرتها حال دخولها.
دورات السواقة ورخص القيادة الرسمية في منبج
افتتحت إدارة المرور “الترافيك” في منبج منذ عام 2017 مدرسة لتعليم السواقة وقيادة المركبات، حيث تتواجد المدرسة في قرية “الفرس” الواقعة جنوب غرب المدينة، وقد بدأت فعلياً باستقبال الراغبين بالتقدم لفحوصات القيادة، بعد انقطاع بسبب أزمة كورونا، كما فرضت إدارة المرور في المنطقة على جميع السائقين اتباع دورات القيادة وإصدار رخصة القيادة بشكل رسمي، أما فيما يتعلق بالأقساط فهي تبدأ بمبلغ 6500 ل.س للدراجات النارية و 8500 ل.س للسيارات الخاصة الصغيرة، فيما لا تتواجد في الوقت الحالي الدورات الخاصة بتعليم قيادة السيارات الكبيرة أو الشاحنات الثقيلة، وتبدأ الدورات ضمن فترات تدريبية مدتها 15 يوماً، يخضع فيها المتقدم بداية لفحص النظر ومن ثم ينتقل إلى الفحص الميكانيكي، وتأتي بعدها مرحلة الفحص العملي وقيادة المركبة.
أما فيما يخص الأوراق المطلوبة للإنتساب فتم تحديدها بـ:
وصل للتبرع بالدم وأربعة صور شخصية بالإضافة إلى صورة عن الهوية الشخصية.
يذكر ختاماً أنّ إدارة المرور “الترافيك” التابعة للإدارة الذاتية في منبج، حددت عقوبة مالية 5 آلاف ل.س على كل شخص لم يستخرج شهادة القيادة بشكل رسمي.