يعاني أهالي منبج من حالة اختناق مالي وأوضاع اقتصادية خانقة، زاد عليها الإعلان عن تفعيل “قانون قيصر” الذي يفترض أن يشكل ورقة ضغطة على نظام الأسد.
ومع الإعلان عن تطبيق القرار شهدت الليرة السورية انهياراً غير مسبوق، حيث وصل سعر صرف الليرة السورية في منبج إلى 3 آلاف ل.س، مما سبب خوفاً وقلفاً لدى معظم الأهالي في منبج، فعلى الرغم من الأخبار المتناقلة بين الأهالي حول عدم شمولية مدينة منبج للعقوبات فإن ذلك لم يخفف من حالة القلق التي يعيشها الأهالي في ظل الإنهيار الفعلي لليرة السورية وتأثيره على الأسواق في المدينة بشكل مباشر.
محاولة للتخفيف من حدّة الأزمة..
تدخلت الإدارة الذاتية مؤخراً وأصدرت بياناً يقضي بزيادة رواتب موظفيها، حيث منحه زيادة على الراتب الشهري المقطوع لكافة العاملين لدى الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بنسبة 150 في المئة اعبتاراً من تاريخ 01-06-2020، كما تسري هذه الزيادة على العاملين بموجب عقود قانونية لدى المؤسسات التابعة للإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا، كما تدرس المؤسسة العسكرية في اتخاذ خطوة مشابهة فيما يتعلق برواتب العسكريين.
تأثير “قانون قيصر” على المواد الأساسية والأسواق..
لازالت الأسعار مرتفعة بشكل كبير، حيث بدأ الباعة بقياس قيمة بضائعهم في عمليات البيع والشراء بالدولار الأمريكي بدلا من الليرة السورية، مما ساهم في ارتفاع جنوني للأسعار، فالعلبة الواحدة من حليب الأطفال تتراوح حالياً من 9 آلاف إلى 12 ألفاً، فيما وصل طن الإسمنت إلى 90 دولار، ووصل طن الحديد إلى 620 دولار، ويقاس الأمر بالنسبة نفسه على معظم المواد الغذائية، في حين حافظت أسعار الخضار على ثباتها نتيجة نضج الموسم المحلي منها في منبج وريفها.
في مقابل ذلك رفعت مخازن الأدوية نسبة أرباحها على معظم الأدوية، والتي وصلت إلى نحو 27 في المئة، كما بلغ سعر الكيلو الواحد من اللحم إلى14 ألف ل.س.
رفع حظر التجوال الجزئي وإبقاء المعابر مغلقة حتى إشعار آخر…
مع بدء سريان تطبيق قانون قيصر تم رفع حظر التجوال المفروض بسبب كورونا، وصدر تعميم من الإدارة الذاتية التي أصدرت بيانا أعلنت فيه عن رفع الحظر الجزئي الذي كان مفروضاً سابقاً، بينما بقي حظر التجوال مقتصراً على الدراجات النارية ضمن مدينة منبج من الساعة الثامنة مساء وحتى الساعة الخامسة صباحاً ابتداء من تاريخ 16-06-2020، مما ساعد على انتعاش حركة الأسواق إلى حد ما.
كما أصدرت الإدارة الذاتية قراراً بابقاء جميع المعابر مغلقة بسبب جائحة كورونا إلى حين صدور قرار من الرئاسة المشتركة، فيما تم استثناء معبري “التايهة والطبقة” للحالات الإنسانية والمرضى وطلاب المدارس فقط، مع تقديم الثبوتيات اللازمة، أما فيما يتعلق بمعبر “العون” الذي يربط مناطق قسد بمناطق “الجيش الحر” فمازال مغلقاً، بينما أبقت الإدارة الذاتية معبر “أم جلود” الواقع شمال غرب مدينة منبج مفتوحاً أمام الحركة التجارية فقط.