ناقشت الحلقة الرابعة من برنامج “كورونا في سوريا” موضوع انتشار الفيروس في منطقة إدلب وريف حلب المجاور لها، والإمكانيات المتاحة لمواجهة الفيروس وطريقة تعامل الناس في المنطقة بعد تسجيل أول إصابة في 9 تموز 2020.
واستضافت الحلقة الدكتور “محمود الحريري” مسؤول وحدة المعلومات الصحية في مديرية الصحة شمال سوريا.
وقال الحريري إن دخول المرض إلى الشمال السوري أمر طبيعي لا يمكن تجنه لكونه وباء عالمي، سواء دخل عن طريق الكوادر الطبية أو غيرها، مشيرًا إلى أن دخوله عن طريق الكوادر الطبية خلق تحدياً للكوادر وتمت السيطرة عليه بشكل جيد، لافتا إلى أنهم كانوا على “درجة عالية من الوعي وقاموا بعزل أنفسهم قبل حتى إجراء التحاليل”.
وأضاف الحريري أن المشكلة في الشمال السوري تعود إلى النظام الصحي، وما يهم لدى الكوادر الصحية هناك هو تصحيح منحنى الإصابات، قائلاً : ” نقلل عدد الحالات للحد الأدنى بما يتناسب مع قدرة النظام الصحي على استيعاب الجائحة”.
ولفت الحريري إلى أن عدد الشرائح العمرية الكبيرة قليل جداً ومعظم المجتمع هو مجتمع شاب وهذا أمر يساعد نوعاً ما في مواجهة الفيروس، مضيفاً : “لكن بالمقابل لدينا كثافة سكانية عالية ما يعني احتمال انتشار الفيروس أكبر وخاصة في المخيمات التي تفتقر للرعاية الصحية وغسيل الأيدي”، مردفاً : ” وهناك ضمن البيوت اكتظاظ سكاني مثل سرمدا والدانا التي فيها قرابة 500 ألف نسمة وهو عامل سلبي، والنظام الصحي لا يستطيع استيعاب أعداد كبيرة مهما ضُخَ فيه من الأدوات من الكوادر والتجهيزات”.
وأكد الحريري أن زيادة عدد الإصابات في الأيام المقبلة أمر حتمي، مضيفاً : “ولكن دورنا أول شيء توعية المواطن والوقاية هي من سيحمينا جميعاً وهي من يخفض المنحنى”.
وأجرت الحلقة استطلاعاً لرأي عدد من السكان في إدلب ومحيطها سألنا فيه كيف تغيرت نشاطاتكم اليوم بعد تسجيل أول إصابة بكورونا وهل تعتقدون أن المجتمع حولكم بدا يلتزم بإجراءات الوقاية بكشل أكثر جدية؟، وذكر البعض أنهم تأثروا فعلياً بعد تسجيل أول حالة بكورنا، وهو ما تجلى من خلال توقيف المدارس والنشاطات، وعدم مراجعة المشافي إلا للحالات الضرورية، كما بدأت الناس ترتدي كمامات في الشارع وهو أمر لم يكن معتاداً من قبل في مناطق سيطرة فصائل المعارضة.