برامجناتحت المواطنة

تحت المواطنة.. كيف تعامل نظام بشار الأسد مع الأقليات؟

ناقشت حلقة “تحت المواطنة” طريقة تعامل نظام بشار الأسد مع الأقليات قبل الثورة وبعدها، خاصة مع تقديمه خطاباً “منفتحاً” بعد تنصيبه رئيساً وفق  مخطط قال عنه محللون أن الأسد رسمه قبيل وفاته.

واستضافت الحلقة كلاً من مدير “مركز آفاق مشرقية للدراسات” “فواز تلو”، ورئيس وفد المعارضة إلى أستانا الدكتور “أحمد طعمة”، والصحفي السوري “حسام محمد”، كما أجرت استطلاعاً للرأي بين مجموعة من السوريين.

وقال “فواز تلو” إن الاختبار الأهم والأكبر لبشار كان في الثورة السورية لأن كل الحركات التي حصلت قبلها بما فيها “إعلان دمشق” كانت لنخب ومجموعات صغيرة من الناشطين، ولكن في الثورة أخذ الموضوع أبعاداً أخرى، رغم أن السوريين عبروا بأرقى الأساليب عن توقهم للحرية، لكن القرار كان قراراً أمنياً قمعياً بامتياز من قبل النظام.

وأشار “تلو” إلى أن “إعلان دمشق” كان يقول للنظام أن المرحلة السابقة انتهت ولتبدأ مرحلة جديدة لكن النظام لم يستجب، وكل ما جرى قبل الثورة لا شيء أمام ما جرى في الثورة لأن الحراك على مستوى واسع جداً، و”إعلان دمشق” لم يكن قادراً على التغيير.

ولفت “تلو” إلى أن مظاهرات السويداء الأخيرة تعامل معها النظام بشكل حذر فهو لم يطلق الرصاص على المتظاهرين الدروز، واعتقل أشخاصاً ثم أخرجهم، ومن خلال هذا الأسلوب نلاحظ أن النظام يحاول استخدام التمييز، واستخدمه منذ اليوم الأول للثورة.

كما استدل “تلو” على متظاهرة مسيحية اعتقلها النظام ببداية الثورة ولم يتعامل معها بالطريقة التي تعامل بها مع بقية السوريين، مؤكداً على عدم صحة مقولة أن العلويين يتعرضون لعقاب مضاعف من النظام، مشيرا إلى أن الأقليات بشكل عام لم يتعرضوا لما تعرض له بقية السوريين، في إشارة إلى المكون السني الذي يشكل الأكثرية من السوريين، كما لفت إلى أن الطائفة العلوية شريكة للنظام وانخرطت بكل ما أوتيت من قوة في الصراع.

وأجرت الحلقة استطلاعاً للرأي حول الصورة التي قدمها بشار الأسد وتعاطيه مع الأقليات، وأشار معظم من في الاستطلاع أن النظام استثمر بشباب الأقليات لخدمة مصالحه الشخصية وبقائه في الحكم، كما إنه لم يطبق الانفتاح والتطور الذي زعم أنه سيأتي به إلى السوريين.

من جانبه.. قال الدكتور “أحمد طعمة” “إننا لم نتفاءل بأن يكون لبشار الأسد أدوار إيجابية خاصة بعد أن تم تغيير الدستور بطريقة زمنية سريعة جدًا”، مشيرًا إلى أن انتهاك الدستور أعطى انطباعًا أن مثل هذا النظام لن يتغير سلوكه وطبيعته، ويبقى الشعب عدوه الأول ومنطلقه كيف يقمع هذا الشعب وكيف يذله.

وأضاف طعمة أن الشعب السوري بالنسبة لبشار الأسد سواسية، لكن هو يلعب على الحبال فيما يتعلق ببعض الطوائف، ويحاول تملق الأوروبيين من خلال أنه حامٍ للأقليات وأنه الراعي لها وأن في سوريا حرية أديان وأنه يدعم المسيحيين.

وأشار طعمة إلى أن النظام السوري كان يصور دائمًا للغرب أنه يقمع الإسلام المتشدد حماية للمسيحيين وهذا كله “كذب في كذب”، مؤكداً أن مثل هكذا أنظمة دائمًا تلعب على الأوتار وتحاول زرع الكراهية بين فئات المجتمع وتصور نفسها أمام المجتمع الدولي أنها تحمي الأقليات وأنها الوحيدة القادرة على حماية الأمن والسلم الأهليّين.

من جهته.. قال الصحفي السوري “حسام محمد” إن نظام الأسد هو نظام بوليسي أمني استخباراتي يقوم على هذا الأساس وهذا عكسه على طائفته العلوية، مشيرًا إلى أن النظام استخدم العلوية لبسط نفوذه على بقية مكونات الشعيب السوري ففتح أمامهم أبواب الاستخبارات وفرق الجيش وقادة المليشيات، لافتًا إلى أن النظام أقحمهم على مدى العقود الماضية لمواجهة الشعب السوري.

وأشار حسام إلى أن ما يميز الطائفية العلوية أنها دخلت بكامل نسيجها الاجتماعي ضمن الدوامة العسكرية للنظام، لافتا إلى أن  بشار الأسد استكمل صورة النموذج السياسي والأمني لحافظ الأسد، مضيفاً : ” ومن يحكم سوريا هو حافظ الأسد من خلال أجهزته الأمنية، وسوريا تُدار من قبل المخابرات التي أسسها حافظ الأسد، وهذا لا ينفي أن بشار الأسد متورط، ولكن لولا شبكة حافظ الأسد لم يكن بشار ليصل إلى سدة الحكم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى