برامجناتحت المواطنة

كيف تعاملت “الأكثرية السنية” مع “الأقليات” في سوريا ؟

ناقشت حلقة تحت المواطنة رؤية “الأكثرية السنية” في سوريا للمواطنة وكيف تعاملت مع الأقليات بالبلاد في ظل تنوعها عرقياً ودينياً.

واستضافت الحلقة كلاً من الباحث في مركز “جسور للدراسات” وائل علوان، والباحث السوري سعد الخطيب.

وقال الباحث السوري وائل علوان، إن “الأكثرية السنية في سوريا لا يوجد لها رأي، وإنما هناك تأثير كبير لصناعة من قبل النظام أوهم بها المجتمع الدولي بأن هناك قلقاً على الأقليات، وهذا القلق النظام صنعه عبر راوية أنه هو حامٍ للأقليات وأن هناك مشكلة وهو جزء من الحل، رغم أنه لم تكن هناك أي تخوفات ببداية الثورة، غير أن النظام صنع ما يثبت روايته وذلك من خلال وجود التطرف”.

وأشار علوان إلى أن النظام أطلق العديد من “المتطرفين والمؤدلجين” ببداية الثورة، وهؤلاء صنعوا داعش وأجساماً أخرى راديكالية شكلت تهديداً، الأمر الذي صبّ في مصلحة النظام وتعزيز رواية الخوف من الأكثرية على الأقلية.

ولفت علوان إلى أنه وفي كل المناطق ينشأ عن عدم الاستقرار سلسلة من التنازعات الداخلية؛ جزء منها طائفي أو إثني أو مناطقي، وهذه الاضطرابات نسبيًا تكثر وتقل حسب المناطق والأزمة المجتمعية، لافتاً إلى أنه وفي سوريا كان نظام الأسد له دورٌ كبيرٌ في تعزيز هذه النعرات المناطقية، بين الريف والمدينة، أو النعرات الإثنية، مثل القضية الكردية التي هي إنسانية قبل أن تكون أي شيء آخر.

وأكد علوان أن أزمة الريف والمدينة خلقها النظام بتجهيل الريف، وسحق الفلاحين والطبقة العاملة التي تسكن في الريف، وجعله كبرى المد بوصلة العمل في سوريا، مشيرا إلى أن النظام لعب على موضوع الأقليات بموضوع الطوائف والعشائر والقبائل، فالنظام رسّخ عبر الفن والإعلام التعليم أن البنية القبائلية “بدوية متخلفة”، كما جعل النظام المنطقة الشرقية أقل بدرجات من الغربية.

من جانبه.. قال الباحث السوري سعد الخطيب، إن الشعب السوري لديه ثقافات في التعامل مع جميع الأطياف، وليس لديه فرق بين طائفة وأخرى، لأن هناك قانون يساوي بين الجميع في الحقوق والواجبات، وكل القوانين لا تفرّق بين مذهب وآخر، وعرق وآخر.

وأضاف الخطيب أن الشعب السوري كله لا ينظر إلى أقلية على أن لها ميزة خاصة أو لها حقوق أو واجبات أكثر من غيرها، فعلى مر التاريخ كان الجميع في سوريا متساوين، لكن أعداء الشعب السوري والتركيبة السورية هم الذين بدؤوا بدق “الإسفين” ما بين عرقية وعرقية أخرى وطائفة وطائفة أخرى.

وأكد الخطيب أن “نظام الأسد وعائلته هم الذين بدؤوا الإجرام والتغلغل والتفريق بين السوريين كشعب كامل ومتعايش مع بعضه البعض”، مشيراً إلى أن النظام بدأ إجرامه بالتفرقة بين حقوق أقليلة وتجاهل حقوق أكثرية، وبحجة الأقليات يتحدث عن حقوق الأقليات ولا يتحدث عن حقوق الأكثريات، لافتًا إلى أنه يخدع النظام الدولي بأن هناك أقليات سيُعتدى عليها وتُسلب حقوقها.

وأجرت الحلقة استطلاعاً للرأي حول تعامل الأكثرية مع الأقليات في سوريا، ورأى الأغلبية أنهم لم يفرّقوا بين سني أو مسيحي أوعلوي، بل كان التعامل إنسانياً، لافتين إلى أنه كان هناك “ترهيب” للأكثرية في التعامل مع الدوائر بالمناصب العليا لأن جميعها للطائفة العلوية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى