ناقشت حلقة “تحت المواطنة” أهداف روسيا من عقد مؤتمر دولي في دمشق بخصوص عودة اللاجئين السوريين، في ظل الظروف التي تمر بها سوريا، واستضافت الحلقة كلاً من الخبير بالشأن الروسي رائد جبر، والنائب الألماني السابق والخبير في شؤون اللاجئين جمال قارصلي، ورئيس وفد المعارضة السورية إلى أستانا أحمد طعمة.
وقال الخبير بالشأن الروسي رائد جبر، إن هناك نشاطاً لروسيا في عقد جولات من أجل الترويج للمؤتمر مع الأطراف المختلفة، إلا أنه لا يوجد تفاصيل كثيرة عن المؤتمر حول الأطراف المدعوة والأجندة المطروحة، مشيرًا إلى أن المؤتمر لا ينسجم مع الخط الدبلوماسي السياسي.
وأشار جبر إلى أن موسكو لم تنسق مع أنقرة لعقد المؤتمر رغم أن تركيا تحتضن قرابة 3.6 مليون لاجئ سوري، كما يوجد بالمناطق التي تنتشر بها القوات التركية في الشمال السوري قرابة 3 مليون، وفي هذا الصدد كذلك لم تضع موسكو رعاية للأمم المتحدة، رغم أن قضية كبرى مثل هذه تحتاج إشرافاً دولياً مباشراً، وبدون دعم دولي لإعادة الإعمار لا يمكن طرح موضوع إعادة اللاجئين، ويبدو أن الهدف من هذا المؤتمر تحريك ملف إعادة الإعمار وتقديم المساعدات.
وأجرت الحلقة استطلاعاً للرأي حول مؤتمر اللاجئين الذي تنوي روسيا عقده، وثقة السوريين بما ينتج عن المؤتمر، وأكد السوريون الذين تم أخذ رأيهم أن روسيا كانت شريكة في قتل السوريين وتهجيرهم بشتى الوسائل، وساعدت النظام في المجازر التي ارتكبها بحق السوريين، كما إنه لا يمكن العودة بأمان دون رحيل النظام، كما أشار البعض إلى أنه لم يسمع بالمؤتمر من أصله، واصفينه بـ “الفخ”.
من جانبه.. قال النائب الألماني السابق والخبير في شؤون اللاجئين جمال قارصلي، إن الاستطلاع السابق للسوريين يوجز المشروع الروسي وأهدافه، مشيرا إلى أن الجميع مع إعادة الإعمار لكن ليس لمصلحة الذين دمروا سوريا وهم روسيا وإيران والنظام، كما أوضح أنه لا يمكن الثقة بروسيا والنظام، ضارباً مثالاً على ذلك باتفاق سوتشي.
وأضاف قارصلي أن روسيا لا تبحث عن مصلحة السوريين، وإنما تقوم بالهروب إلى الأمام وتحاول الخروج منتصرة، وأن تقول إنها حققت السلام وأعادت اللاجئين، كما يرغبون بالربح مادياً من خلال ملف إعادة الإعمار.
وبدوره.. قال رئيس وفد المعارضة السورية إلى أستانا أحمد طعمة، إن موقف المعارضة واضح بأنها لا توفق على أي مؤتمر ما لم تتحقق البيئة الآمنة والمحايدة، مشيرا إلى أن محاولات روسيا هدفها إلغاء قرارات الأمم المتحدة وتوجهاتها من أجل إعادة الناس وبناءً على عودتهم يطالبون المجتمع الدولي بتقدم الدعم والأموال.
وأضاف طعمة أن موقف المبعوث الأممي لسوريا غير بيدرسن وعدم تطرقه للمؤتمر يدلل على أن الأمم المتحدة لا توافق عليه المؤتمر ولا تؤيده، ومن المتوقع أن يفشل المؤتمر، خاصة بعد أن تم تأجيله، كما إن مفهوم البيئة الآمنة غير موجود في سوريا من أجل عودة اللاجئين.