ناقشت حلقة “مستقبلنا” الأحزاب والتيارات السياسية السورية الناشئة بعد الثورة السورية عام 2011، وخاصة في حال التوصل لحل سياسي.
واستضافت الحلقة كلاً من رئيس تجمع الحرية والقانون نادر عثمان، ومدير وحدة التوافق والهوية المشتركة في مركز الحوار السوري الدكتور أحمد قربي، والكاتب والمحلل السياسي درويش خليفة.
وقال عثمان، إن غياب تأثير الفاعلين فيما يخص الملف السوري يتطلب عملاً ميدانياً مباشراً لتشكيل كتلة من السوريين مدعومة من الجماهير لاستعادة دورهم في رسم مستقبلهم، مشيراً إلى أن العمل الميداني المباشر لابد منه، للوصول لسوريا المستقبل.
ولفت إلى أن الهدف من “تجمع الحرية والقانون” إنشاء حزب في المستقبل نظراً للحاجة للعمل السياسي بهدف حماية”ظهور” السوريين لكون لا يوجد تأثير للمعارضة السورية الرسمية في لعب دور أو المحافظة على موقع قدم للسوريين في المعادلة الدولية، مشيرا إلى أن أول اجتماع للتجمع كان قبل نحو عامين ولا يزال في طور التأسيس والعمل لم يتوقف.
من جانبه، قال مدير وحدة التوافق والهوية المشتركة في مركز الحوار السوري الدكتور أحمد قربي، إن فكرة الأحزاب نشأت مع نشوء الدولة الحديثة باعتبار أنها نفسها جاءت للمنافسة في عملية تداول السلطة، مؤكداً أنه في حكم آل الأسد لم يكن هناك أي وجود حقيقي للأحزاب ، فهي كانت مجرد غطاء شكلي يهدف من خلاله لإيجاد نوع من التعددية الشكلية غير الحقيقية ليغطي بها عورة الحزب الواحد، وذلك منذ انقلاب 8 آذار.
وأضاف قربي أنه وبعد الثورة كانت هناك محاولات من قبل عدة شخصيات لتشكيل تيارات سياسية جديدة، ولكن أغلب هذه التيارات لا يمكن تسميتها أحزاب المعنى التقليدي، فهي أقرب إلى التيار والرؤية العامة حتى لو حملت اسم حزب.
وأوضح قربي “أن الأحزاب يجب أن تكون في بيئة مستقرة وتكون لديها حاضنة شعبية وكتلة من الأشخاص المؤمنة برؤية الحزب، وبالرغم من عدم وجود أحزاب بالمعنى الحقيقي إلا أن ذلك ليس عيباً في الأحزاب الموجودة حالياً، لأن السياق حتى الآن لا يساعد على إقامتها لتمارس عملها بالمعنى الطبيعي”.
وأجرت مراسلو وطن اف ام استطلاعاً لرأي سوريين شمال سوريا بشأن الأحزاب والتجمعات الموجودة حالياً، وقال البعض إنه غير مقتنع بهذه الأحزاب لكونها مؤقتة أو إنها قد تكون مرتهنة، بينما قال آخرون إنهم انضموا لتجمعات وأحزاب ناشئة بهدف تقوية الثورة والعمل على تحقيق أهدافها، كما دعوا إلى وجود تجربة جديدة في الأحزاب بعكس فترة الحزب الواحد في عهد نظام الأسد.
بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي درويش خليفة، إن مسرحية هزيلة كانت تُمارَسُ في وضع السياسة السورية في عهد الأسد تحت مسمى “الجبهة الوطنية التقدمية”، حيث كانت جميع أحزاب تلك الجبهة حوامل لحزب البعث ولا تخرج عن طاعته قيد أنملة وليس لها أي نشاط دون العودة للأفرع الأمنية.
وأضاف خليفة أنه وبعد الثورة أصبحت هناك أحزاب لديها نظرة تفاؤلية لحياة سياسية جديدة ومبادرات تطوعية وطنية، داعياً للذهاب إلى الخيارات المجتمعية وطرحها على المجتمع كي ينتج نفسه بنفسه، كما لفت إلى أن الجغرافيا السورية باختلاف سيطرة الأطراف فيها حالياً تؤثر على عمل الأحزاب وعدم الوصول للنضج السياسي.