عيش صباحك

ما سبب انتشار التسول في مدينة منبج؟

تعتبر ظاهرة التسول من أكثر الظواهر التي تؤرق الإدارة المدينة في مدينة منبج، فحال المدينة كحال العديد من المدن السورية التي انتشرت فيها هذه الظاهرة نتيجة استمرار الحرب حيث لازمن محدد لنهايتها.

يعد الفقر من أهم الأسباب التي أدت بالناس إلى التسول، بالإضافة إلى انتشار البطالة بين الشباب وكونها طريقة سهلة للحصول على المال، مما شجع الكثير من الأهالي على ممارستها واتخاذها كمهنة، إلى جانب ذلك لا يمكن نكران تأثير الإزدياد الكبير لأعداد النازحين الذين استقروا في المدينة هرباً من الموت، وتعتبر مشكلة ارتفاع سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار سبباً مهماً إلى جانب الأسباب انفة الذكر، حيث ارتفعت أسعار المواد الأساسية بشكل جنوني وفق وصف السكان ولم يعد بإمكان ذوي الدخل المحدود تلبية كافة احتياجات العائلة، إذ حتى الموظفين في منبج، ممن لديهم دخل شهري ثابت، يشتكون غلاء الأسعار وعدم كفاية راتبهم حتى نهاية الشهر.

المتسولون وأماكن انتشارهم في مدينة منبج

بدأت الظاهرة بالتصاعد شيئاً فشيئاً منذ بداية الأحداث في سوريا حتى باتت تشمل معظم المدينة، كما أنهم لا يكتفون بالوقوف في الشوارع فقط، بل بدؤوا بطرق أبواب المنازل خلال ساعات الصباح، الأمر أزعج الأهالي وبات يؤرقهم، يضاف إلى كل هذا انتشارهم في أماكن كثيرة، كأبواب المساجد والعيادات والمشافي والأسواق في قلب المدينة، إلى جانب وجودهم في المحلات والكراجات، كما أنهم بدؤوا بالانتشار أيضاً الأرياف ومعظم الأماكن الحيوية في منطقة منبج.

أشكال عديدة للتسول في منبج بحسب الزبون..!!

يأخذ التسول في منبج أشكالاً عديدة يستخدمها المتسولون بحسب الزبون، فالنوع الأول، وهو الأكثر إنتشاراً، هم من الذين يطلبون النقود أو الطعام أو أي شكل من أشكال المساعدة بشكل مباشر، والنوع الثاني  متمثل في الذين يعانون من إعاقات أو مشاكل صحية أو من يستخدم تقاريرا طبية مزورة ويدعون إصابتهم بالسرطان أو بالأمراض القلبية وما شابه، وتطلب هذه الفئة إجمالاً الصدقة والنقود بشكل غير مباشر، أما النوع الثالث فهم من يتستر خلق خدمات رمزية يقدمها للناس كبيع المناديل الورقية أو مسح أحذية المارة..

هل يقتصر التسول على فئة عمرية أو جنس معين.!؟

لا يرتبط التسول بفئة عمرية معينة، إلاّ أن أغلب المتسولين هم من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 إلى 20 سنة من ذكور وإناث، كما أن هنالك نسبة واسعة من النساء المتسولات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 40 إلى 60 سنة، وايضاً هنالك نسبة قليلة من الرجال المتقدمين في السنة والذين تتجاوز أعمارهم الـ 50 أو 60 سنة.

كما أصبحت ظاهرة التسول مهنة بحد ذاتها أكثر من أن تكون حاجة، كونها مربحة للمتسولين بمختلف أعمارهم وأجناسهم، إلى جانب كونها مهنة خالية من أي جهد، وهذا هو سبب امتهانها من قبل الكثير من النازحين، وحتى ممن هم من سكان المنطقة، إلى جانب إرسال العديد من العائلات لأطفالهم إلى التسول بشكل مباشر أو غير مباشر.

هضموا حقّ المحتاج الذي يخجل سؤال الناس..!!

تطورت بعض حالات التسول لدى عدد من النساء والأطفال لتصل إلى مرحلة السرقة، حيث يتداول السكان قصصاً حول سرقات حدثت في المحال التجارية وحتى المنازل، وهذا ما أثّر بشكل سلبي أكثر على المحتاج الحقيقي الذي يخجل من سؤال الناس عن حاجته، لذلك تعمل لجنة الشؤون الاجتماعية والعمل  التابعة للإدارة المدنية الديمقراطية في المدينة حالياً على عدة مشاريع تهدف من خلالها إلى الحد من انتشار هذه الظاهرة، حيث تسعى من جهة إلى تأمين فرص عمل للشباب والحد من البطالة، إلى جانب الندوات والمحاضرات الرامية إلى توعية الناس بمخاطر وتداعيات الموضوع على أطفالهم مستقبلاً.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى