بحثت حلقة برنامج “في العمق”، السيناريوهات المحتملة، التي تنتظر مناطق شرق الفرات، بعد قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، سحب قوات بلاده من سورية، وهو القرار الذي ما زال يلقي بظلاله على شمال شرقي البلاد، حيث أن القرار الذي وُصِفَ بالمفاجئ، خلطَ أوراقَ مختلف القوى، إن كان في سورية عموماً، وفي شرقي الفرات خصوصاً، وبدا مُربكاً، من ناحية أن تبعاته لم تتضح حتى اليوم.
ففي حين تقول موسكو، أن لا تفاصيل كثيرة حول القرار الأمريكي، والجدول الزمني للانسحاب، وأنها تنتظر المزيد من التوضيحات، وهو ما ورد على لسان المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، التي قالت قبل نحو أسبوه، أن روسيا لديها سؤال جوهري آخر، وهو من سيسيطر على المناطق التي تتمركز فيها القوات الأمريكية بعد خروجها، ولتشير ذات المتحدثة إلى أن بلادها ترى، بأن سلطات النظام السوري، هي التي يتوجب أن تسيطر على المناطق التي يعتزم الجيش الأمريكي إخلائها في شرقي سورية.
بالتزامن مع هذا، يدفع الجيش التركي منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، بمزيد من التعزيزات العسكرية، نحو الحدود التركية السورية، وهي تعزيزاتٌ تتسارع وتيرة إرسالها كما ونوعاً خلال هذه الفترة، ما يوحي فعلاً أن أنقرة تكمل آخر استعداداتها لبدء معركتها ضد الفصائل الكردية شرقي الفرات.
ومنذ نحو عشرة أيام ، كشفت الرئيسة المشتركة لـ”مجلس سورية الديمقراطية” الهام أحمد، عن مفاوضاتٍ تجري بين المجلس والنظام السوري، برعاية مسؤولين مصريين، معربة عن أملها، في أن تفضي الجهود المصرية، بوقف التصعيد شرقي الفرات.
الى ذلك، وبالتزامن، تتجه الأنظار إلى آخر مدينة تحت سيطرة “الوحدات” الكردية غربي الفرات، وهي منبج، التي قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار مؤخراً، أنها ضمن حسابات بلاده في العملية العسكرية المرتقبة في شمالي سورية.
ومنذ أيامٍ، وبخطوة بدت مفاجئة للمراقبين أيضاً، وصل عسكريون روس إلى بلدة العريمة قرب منبج وفق ما أكد “المجلس العسكري لمدينة منبج وريفها” التابع لـ”الوحدات” الكردية، والذي أشار إلى أن قوات النظام عززت وجودها في العريمة وغربها.
وفيما قللت وزارة الدفاع التركية، من أهمية التغيرات في بلدة العريمة غربي منبج، فإن الحادثة تظهر ملامح خلاف روسي-تركي حول مستقبل منبج، التي تضع أنقرة العين عليها منذ أشهر، كآخر معقل للقوات الكردية المدعومة من واشنطن على الضفة الغربية لنهر الفرات.
وأجرى مراسلو “وطن اف ام”، استطلاعاً للرأي، سألوا فيه عدداً من السوريين والسوريات:”كيف تتوقع/ين مستقبل مناطق شرق الفرات، على ضوء إعلان الولايات المتحدة سحب قواتها من سورية، واستعداد تركيا لبدء عملية عسكرية ضد هناك.. وهل ستكون العملية العسكرية التركية واسعةk تمتد نحو العمق السوري، أم محصورة على الشريط الحدودي فقط؟.
وجائت الإجابات متباينة، مع ترجيح معظم الذين شاركوا في الاستطلاع، أن تقتصر العملية العسكرية التركية، على المناطق الحدودية، على غرار عملية “درع الفرات”.
واستضافت حلقة اليوم، مصطفى سيجري، مدير المكتب السياسي، في “لواء المعتصم”، التابع للجيش السوري الحر.
ويمكنكم الاستماع للتسجيل الكامل للحلقة عبر زيارة الرابط التالي: