لم تعرف سوريا منذ الاستقلال شكلاً سياسياً غير النظام الرئاسي المركزي، فتركزت كل السلطات عسكرياً وسياسياً واقتصادياً في دمشق، شأنها في ذلك شأن أكثر من 160 دولة حول العالم تتبع ذات الشكل الاداري.
ساهم تركز السلطات في العاصمة في قوة الدولة بالمعنى الأمني والسياسي، لكنه أدى أيضاَ لغياب النمو ليس عن ريف العاصمة فقط، بل أيضاَ عن مدن بكاملها طالما سميت بالمدن النائية، كدير الزور والرقة والحسكة.
تَرَكُزُ السلطات في العاصمة، أدى لتركز رأس المال الخاص فيها ايضاً، فظهرت المشاريع الكبيرة والنوعية في دمشق فقط، فيما غابت عن بقية المحافظات، باستثناء حلب التي وجدت لنفسها مكاناً في اقتصاد البلاد.
حتى النشاطات الثقافية والاجتماعية بقيت أكثر ازدهاراً في العاصمة، عنها في بقية المحافظات.
بالنسبة لرئيس تجمع المحامين السوريين الأحرار غزوان قرنفل، فإنه يرى أن نظاماً فيدرالياً سيكون مناسباً لسوريا في المستقبل، ويستدرك أن أي فيدرالية يجب أن تكون على أساس جغرافي وليس قومي أو طائفي.
قرنفل يقول إن المركزية التي عاشتها سوريا طوال سنوات، أدت لظهور الدكتاتورية في البلاد، حالها كحال جميع البدان العربية.
لا يرى النائب السابق في البرلمان الألماني جمال قارصلي النظام الفيديرالي حلاً للبلاد، ويقول إن لا مركزية في الحكم ستمسح بقيام العدالة في توزيع الثورة وتسهيل حياة الناس.
قارصلي، ابن مدينة منبج، يستعرض مرت به الكثير من المدن التي صنفت بالنائية في سوريا، بسبب النظام المركزي الذي كرس كل السطات في العاصمة دون غيرها.