ناقشت حلقة “إيران في سوريا” الجمعة 22 أيار، إجراءات نظام الأسد “الاستعراضية” لمكافحة فيروس كورونا، في ظل سماحه وتغاضيه عن انتشار المليشيات الإيرانية في سوريا، فضلاً عن دور إيران في تصدير الفيروس إلى الدول العربية وفشلها باحتواء الفيروس ضمن أراضيها.
وقال ضيف الحلقة الدكتور “أيمن خالد” إن تعامل كلٍ من نظام الأسد وإيران والعراق في إجراءات كورونا مشابه لبعضه، فهؤلاء منظومة واحدة، ولم يكن يُنتظر بالنسبة لنظام الأسد أن يعترف بخصوص الوباء بشكل يناسب بقية الدول، مشدداً على أن انتظار اعتراف النظام بإصابات كورونا ليس أمراً مهماً.
وأضاف أن هناك العشرات من المليشيات المتداخلة ما بين الإيرانية والعراقية والسورية ولا أحد يستطيع ضبطها، والأمر الآخر هناك تضليل صحي من قبل نظام الأسد، ولا يوجد مراكز صحية على الحدود.
ورأى الدكتور “أيمن خالد” أن الظروف التي تمر بها سوريا في ظل وجود نظام الأسد حولتها من دولة إلى مجموعة أفشلت سوريا، كما هو الحال في العراق وإيران، مشيراً إلى أن إيران أثرت بتدخلاتها في المنطقة على الوضع بسوريا.
وشدد خالد على أن إيران تعمدت تصدير فيروس كورونا إلى الدول العربية، كما إنها غارقة بمجموعة من الملفات الخاسرة، وتحاصر نفسها من الداخل بسبب النظام نفسه وطبيعته المغلقة، مضيفاً أن إيران لعبت دور الهدم المجتمعي بعد أن سمحت لها أمريكا بأن تمتد من العراق نحو سوريا، حيث عملت على التغيير الديمغرافي.
أما الأستاذ “حسن راضي” الخبير بالشأن الإيراني ومدير المركز الأحوازي للدراسات الاستراتيجية، فرأى أن تعاطي إيران مع أزمة كورونا أثبت فشل نظامها بشكل كبير جداً في معالجته والتصدي له، وهو ما اعترف به المسؤولون الإيرانيون أنفسهم بأن الوقاية فشلت في إيران، وشدد راضي على أن كورونا في إيران ينتشر كالنار في الهشيم.
ولفت راضي إلى أنه في البداية كان باستطاعة النظام الإيراني حصر مدينة قم التي ظهر فيها كورونا وينتهي الأمر، لكن الحرس الثوري تدخل ورفض إغلاق قم والمراقد الشيعية، ما تسبب بانتشار الفيروس إلى كل المدن الإيرانية، وشدد على أن الانتشار الواسع لكورونا في إيران سيستمر وقد يصيب نحو 35 بالمئة من السكان، مؤكدا أن إيران تكذب في قضية إيجاد علاج للفيروس، لأنها فشلت في أبسط الأمور، وهناك عشرات الأطباء والمسؤولين توفوا جراء الفيروس.
ولفت رضا إلى أن تركيز إيران في دعم المشروع التوسعي العسكري خارج البلاد أثر بشكل سلبي على الجوانب الحياتية الأخرى في إيران، منوهاً بأن قرابة 50 من الإيرانيين يعيشون تحت خط الفقر، في حين أن الثروة التي يمتلكها النظام الإيراني تذهب إلى المشاريع التوسعية ودمار وخراب المنطقة، وشدد رضا على أنه وبعد انتهاء أزمة كورونا من المتوقع أن يخرج الإيرانيون باحتجاجات ليعبروا عن غضبهم من هذا النظام بعد فشله في التعاطي مع الأزمة.
وأضاف أن “النظام الإيراني لا يبالي بحياة المواطنين في الداخل فكيف يبالي بحياة المواطنين في المنطقة، يريد النظام الإيراني تصدير كل أزماته الداخلية إلى المنطقة، وتم تصدير كورونا بشكل ممنهج ومتعمد إلى دول المنطقة، والدليل أنه نقل كورونا إلى السجناء السياسيين في الداخل للتخلص منهم”.
الباحث في مركز “الحوار السوري” الدكتور “محمد السالم” رأى أن “النظام لا يملك الإمكانية التقنية لكشف فيروس كورونا، وفي ظل وجود عجز وهشاشة كبيرة في النظام الصحي بسوريا فإن الفيروس على الأغلب انتشر بحسب تقارير في عدد من المحافظات في حمص واللاذقية ودمشق ، وهذا ما تحدث به حتى الناشطون على مواقع التواصل الموالون للنظام السوري، الذين يتحدثون عن موت جيرانهم بأعراض كورونا”.
وأضاف السالم أن هناك بعض رجال المخابرات بنظام الأسد يتعمدون قتل بعض المصابين بفيروس كورونا، مشيرا إلى أنه يتوقع تدخل الهيئات الأممية بسوريا لمكافحة فيروس كورونا في المستقبل كي لا تبقى سوريا بؤرة موبؤة، الأمر الذي يؤدي عمليًا إلى خطر على الأمن العالمي، وذلك في ظل مراوغة النظام السوري في قضية كورونا.
من جهته وزير الصحة في الحكومة المؤقتة الدكتور “مرام الشيخ” تحدث عن وجود إصابات كثيرة وحالات وفيات غير معلنة بمناطق النظام، لكن الإحصائيات الرسمية لا تصدر إلا عن وزارة الصحة، وهذا الأمر يُستغل سياسياً لأن النظام لا يريد وجود مشكلة أخرى تُضاف إلى مشاكله الاقتصادية لأن ذلك سيؤدي لضغط شعبي عليه، فضلاً عن أن النظام غير مهتم بصحة المواطنين الموجودين في مناطقه.
وأكد الشيخ عدم وجود إصابات بفيروس كورونا في مناطق سيطرة فصائل المعارضة، لافتا إلى أن ذلك يعود لكون المنطقة مغلقة مع نظام الأسد باستثناء بعض حالات المرور غير الشرعي.