العادات والتقاليد جزء لا يتجزأ من ثقافة الشعوب، ومكون أساسي لأعراف المدن التي يرتبط بها تفاصيل كثيرة في المناسبات والأفراح والأتراح.
انضم مراسل وطن إف إم عبد الملك العلي، لفقرة (خدني على بلادي)، للحديث عن عادات وتقاليد الأعراس في محافظة الحسكة، وأكد أن “أغلب العادات والتقاليد في الحسكة مازالت موجودة، وما زال الأهالي متمسكين بها في محافظة الحسكة، كعادات الزواج”، مضيفاً أن “العريس عندما يقرر أن يخطب، تذهب والدته أو أخته لمنزل العروس، ثم يذهب أهل العريس بعد أن تتم الخطبة بشكل رسمي مع أكثر من 50 رجل وامرأة، ويقرؤون الفاتحة، وحتى اليوم أهالي الحسكة، متمسكون بقراء الفاتحة بعد قبول الطرفين بعرض الزواج”.
أما عن المهور، فبيّن العلي أن “العروس إن كانت من أقارب العريس فتكون المهور أقل، أما إن كانت العروس من غير عشيرة فتكون المهور أغلى، وتصل المهور أحيانا بين الأقارب، في العشيرة نفسها إلى 700 ألف ليرة سورية، بينما تتراوح بين 800 ألف ومليون ليرة سورية إن كانت العروس من غير عشيرة، ويتم دفع المهر لأهل العروس”، مشيراً إلى أن “الخطبة تستمر بين الشهر والشهرين، وأحياناً قد لا تستغرق أسبوعاً واحداً”.
وأفاد العلي أن “المهر يُدفع في يوم الخطوبة وتُقرأ الفاتحة، ويُعقد قران العريسين في يوم واحد”.
ولفت العلي أن “سكان الحسكة كانوا يحتفلون بالعرس قبل أسبوع، ويقرعون الطبول ويدبكون، أما الآن مع ظهور الآلات الموسيقية، والفنيين الشعبيين فتستمر الأفراح يوم واحد، أو يومين، ويكثر الفنيين الشعبيين في محافظة الحسكة”، مضيفاً أن “أهل العريس يذهبون لإحضار العروس من بيت أهلها، وتشارك عشرات السيارات بالزفة، بعدها يقام الحفل، وقديماً كان ينتهي الحفل عندما تأتي العروس، أما حاليا فيستمر الحفل ليلة واحدة”.
وعن ولائم العرس، قال العلي إن “الأهالي يذبحون عشرات رؤوس الغنم يوم الزفة، وتصنع النساء الرز واللحم والمرق، والثرود، ويحضر أكثر من ألف شخص لمأدبة الطعام، وينضج الطعام ظهراً ثم يتغدى المعازيم، ويذهبون للزفاف”، لافتاً إلى أن “تكاليف العرس كلها يدفعها العريس وأهله”.
ونوه العلي أن “الأعراس تتشابه بين العرب والأكراد والمسيحيين بنسبة 90 %، لكن الأعراس تختلف بينهم بالمغنيين الشعبيين، فلكل منهم موسيقاه الخاصة خلال العرس، فالعرب يدبكون الدبكة العربية، أما الأكراد فلهم دبكتهم الكردية، ويشارك الجميع بالدبكة، النساء والرجال، وكبار السن”.
وعن تأثير الثورة السورية على الأعراس، فأكد العلي أن “الأعراس تأثرت بشكل كبير بعد اندلاع الثورة في محافظة الحسكة، فالعديد من الشبان هاجروا، والعائلة الواحدة تفرقت، وأصبح أفرادها، كل منهم في دولة خارج البلاد، مما أثر على الأعراس، فقديماً كانت جميع العشائر تجتمع في العرس الواحد، أما الآن فهناك غصة بعد انقسام العديد من العائلات، وتفرقها”، متمنياً “لم الشمل في أقرب وقت”.