شاركت كافة مكونات الشعب في محافظة الحسكة، من مسيحيين وعرب وأكراد ، بالتجهيز لاحتفالات أعياد رأس السنة والفصح المجيد، كما اكتظت الأسواق بالأهالي لشراء الألبسة والزينة.
وأوضح مراسل وطن إف إم في مدينة الحسكة “عبد الملك العلي” أن “التحضيرات بدأت منذ ثلاثة أيام بمشاركة كافة المكونات والطوائف، للاحتفال بعيد رأس السنة، وتمثلت بالذهاب إلى السوق، وشراء الملابس والمكسرات والفاكهة، كما قام الأهالي بمحافظة الحسكة بتحضير ديوك الدجاج المعروف باسم “المصري”، وتميزت أعياد الميلاد ورأس السنة بالإقبال على أسواق مدينتي الحسكة والقامشلي“.
وأضاف العلي أن”فعاليات الاحتفال في الريف تعد أخف بهجة لأن غالبية الأهالي من المكون العربي، خاصة في رأس العين، وذلك بسبب قيام الوحدات الكردية بحفر الأنفاق والحفر وفرض منع التجوال وإغلاق غالبية الأسواق التجارية، فضلاً عن قطع الطرقات تخوفاً من احتمالية دخول القوات التركية، بالإضافة لتحليق طائرات الاستطلاع التركية، مما أدى لحركة نزوح كبيرة من المنطقة إلى مناطق أخرى“.
ونوه العلي أن “التحضيرات تختلف في محافظة الحسكة من مدينة لأخرى، فمدينة رأس العين الحدودية مع تركيا كانت مظاهر احتفالها بسيطة، نظراً لتخوف السكان من عملية شرق الفرات المرتقبة، بينما شهدت مدينة القامشلي حركة كبيرة في أسواقها، كما زين سكانها الشوارع ووضعوا شجرة الميلاد”.
وأردف العلي أنه “ريف الحسكة وتحديداً من مدينة تل تمر إلى محافظة الحسكة وكل تلك القرى على هذا الخط، بالإضافة لحي الوسطي، يتجمع العديد من المسيحيين الذين احتفلوا بأعياد الميلاد ورأس السنة”، لافتاً إلى أن “مدينة تل تمر وخط الخابور، شهدا احتفالات أقل من الأعوام السابقة، تخوفاً من العملية التركية، فضلاً عن الإجراءات الأمنية التي اتخذتها الوحدات الكردية في الدرباسية ورأس العين على الحدود السورية التركية“.
وأكد العلي أن “المسيحيين يشكلون نسبة 17 بالمئة من سكان محافظة الحسكة، أما الآن فقد انخفضت نسبتهم في المدينة إلى 12 و 13 بالمئة، بسبب هجرة الكثير منهم إلى أوروبا، فالمسيحيون تكون هجرتهم أسهل من سوريا إلى البلدان الأوروبية، فضلاً عن أن التجنيد الإجباري الذي تمارسه الوحدات الكردية، كما يفرضه نظام الأسد في المناطق التي يسيطر عليها كان سبباً لهجرة الكثير من الشباب”.
وعن مشاركة باقي الطوائف في احتفالات رأس السنة وأعياد الميلاد، أوضح العلي أن “المنطقة شهدت مشاركة كبيرة من كافة الطوائف في الاحتفالات، من عرب وأكراد، والتعايش واضح بين كافة المكونات في محافظة الحسكة، وهذا ليس جديداً على السكان، فتعايشهم مع بعضهم موجود منذ القدم“.
وتزينت واجهات المحال التجارية باللون الأحمر وتصدرتها مجسمات لبابا نويل وهداياه، وزينت شرفات المنازل بحبال ضوئية ملونة، وعبارات المباركة بقدوم الأعياد، كما وضعت أشجار الميلاد في أماكنها الخاصة في المنازل.
وحاول نظام الأسد مراراً استغلال تعدد الطوائف في سوريا كورقة رابحة له، لكنه فشل بذلك، فمن المعروف عن الشعب السوري تعايشه وترابطه مع بعضه على مر الزمن.
تفاصيل أكثر يمكنكم سماعها عبر الرابط: