يعتبر فطر الكمأة من أغلى أنواع الفطر بالعالم وهو يعتمد على الأمطار البعلية ولا يحتاج لزراعة أو عناية، ويكتفي متقفوا الأثر بالبحث عنه في البوادي وجمعه ثم بيعه ولكن هذه العملية باتت الآن تشكل خطرا كبيرا على منفذيها بعد عمليات القتل الأخيرة .
وقد تحدث مراسل وطن اف ام محمد ناصر في فقرة (شو في بالبلد) عن موعد قطاف فطر الكمأة الموسمي في فصل الربيع حيث تتراوح كثافة إنتاجه طردا مع كمية الأمطار التي تهطل على البادية السورية مكان وجوده في الأرض الصلبة أكثر من غيرها، كما ينبت في الأرض التي تكون فيها أعشاب وأشواك إذ تكون بين فطر الكمأ وبعض النباتات علاقة تعايشية، ويتم البحث عنه عن طريق النظر بدقة على الأرض إذ توجد علامة على الأرض تدل على وجوده في المكان، حيث يُلاحظ وجود نتوء على شكل شق وعن طريق نبش التراب في الشق يتم الحصول على الكمأة.
وأضاف “ناصر” أنه ومنذ سيطرة قوات الأسد والمليشيات الطائفية على البادية الشامية في ديرالزور أواخر عام 2017 أصدرت قوات النظام قراراً يمنع تجوال المدنيين في البادية إلا بتصريح خطي من الأفرع الأمنية وذلك بحجة تواجد خلايا لتنظيم داعش في البادية.
ويرى مراسلنا أن وراء هذا المنع مقاصد اقتصادية، إذ يقوم الضباط في ميليشيا النظام بأخذ ورشات من المدنيين للبحث عن الكمأ لمصلحته الشخصية، وإعطاء العاملين 3000 ليرة لقاء عملهم طوال اليوم في البحث، كما يقوم ضباط آخرين بإعطاء العاملين 2000 ليرة على الكيلو غرام الواحد، وذلك لتشجيعهم على العمل وجمع أكبر كمية من الفطر. في حين يصل سعر الكيلو في السوق المحلية الى 5000 ليرة، كما يتم تصدير كميات كبيرة من الكمأة إلى دول الخليج وبالتالي يعتبر الكمأة مورد اقتصادي كبير لبعض الشخصيات في ميليشيا الاسد.
ويلفت مراسلنا النظر إلى أنه لا يخفى على أحد وجود عناصر من تنظيم “داعش” في البادية الشامية حيث تم تنفيذ عشرات الكمائن لعناصر الأسد والمليشيات الطائفية وراح ضحيتها المئات من عناصرهم، وبالتالي الضباط يضعون هؤلاء المدنيين في مآزق ومواقف خطيرة قد تكلفهم حياتهم في كثير من الأحيان، فقد حصلت حالات كثيرة منها انفجار عبوات ناسفة في السيارات التي تنقل هذه الورش أو انفجار ألغام أرضية في الورش أثناء البحث عن الكمأة.
فضلا عن حالات الاختطاف التي حصلت وآخرها ما حصل منذ يومين في بادية التبني جنوب غرب دير الزور حيث خطف 8 اشخاص بينهم سيدتين وتم العثور على جثثهم في اليوم الثاني ملقاة في البادية.
جدير بالذكر أن هذه الحوادث غالبا ما تُسجل ضد مجهول، وتختلف الروايات والتحليلات بالنسبة للجهة المنفذة هل هي داعش أم المليشيات الطائفية؟ .