رياضة

هجوم برشلونة ومعضلة الطيب والشرير

برشلونة يمتع في الدوري الإسباني، عزف جماعي على نغمات الفن الكروي الراقي، تكامل في جميع الخطوط، وقدرة خارقة على السيطرة والاستحواذ، نعم فجميع هذه الصفات موجودة في فريق واحد أمتع الكون جمالا وروعة، ولكن للأسف، لوحته الجميلة غالبا ناقصة ونهاياته ليست سعيدة على الدوام.

كي تفوز على برشلونة أو تعطل مسيرته، ضع الحافلة أمام المرمى، وهي حافلة مورينيو التي اتهم بها منذ زمن ليس بقريب، وأثبت من خلالها أنه قادر على تحطيم أعتى خطوط الهجوم والتغلب عليها بتمريرات طويلة تعكس الهجمة وتجهز على الخصم.

لكن حافلة فالنسيا بالأمس القريب، لم تكن بذلك الحجم العظيم، ولا بالشيء المستحيل، ودليل ذلك أن هجوم برشلونة نجح مرات عديدة في تجاوزها، ودخل منطقة الجزاء، ولكن تهديده للمرمى كان ناعما وخجولا.

هناك ثلاث نقاط لا بد لبرشلونة من تجاوزها حتى يكون ذلك الفريق المرعب القادر على الاستمرار بنغمة الفوز حتى النهاية، بل وزيادة حصيلة الأهداف بشكل ثابت ومستمر دون هفوات تهدد قدرته على تحقيق الفوز:

التسديد للقادر على التسجيل

في لقطات عديدة، تكرر مشهد لويس سواريز وهو يآثر زميليه نيمار وميسي على نفسه، ويقوم بتمرير الكرة وهو في وضع مثالي للتسديد، على العكس تماما من شخصيته الشرسة التي عهدناها أمام ليفربول وأهدافه الرهيبة من مسافات بعيدة، ونتيجة هذا الإيثار دوما ذهاب الكرة بعيدا أو قطعها من المدافعين، وعدم استثمارها بالشكل المطلوب.

والأمر نفسه انطبق على نيمار بل وميسي في تسهيل المهمة على المدافعين وحارس المرمى، لذلك على اللاعبين الثلاثة أن يتحلوا بأهم صفة للمهاجم وهي استثمار أجزاء الفرص والتسديد في اللحظة التي يرونها مناسبة، بعيدا عن التفكير بما يقوله الإعلام أو الجمهور عن العلاقة القوية التي تربط الـ “ام اس ان”، فالأهم مما يقال..تسجيل الأهداف على الأرض، ودليل ذلك أن سواريز سجل هدفه في الحالة الوحيدة التي تخلى فيها عن الإيثار ومال نحو الأنانية.

ميسي يحتاج للمزيد من الوقت

انشغل ميسي في محاولات الهروب من الرقابة، وتجنب الإصابة، وهو أمر أثر كثيرا على تركيزه الذهني وقدرته على اختراق الجدار الدفاعي لفلنسيا، ولم يكن من الصعب على المدافعين دفعه لهذه النتيجة، فمبجرد تعرضه لأولى محاولات الخشونة، توقف تماما عن محاولاته ومحاوراته وتحول إلى مجرد مشاهد للمباراة فيما تبقى من دقائق، وهنا لا بد من الاقتناع بأن اللاعب الكبير أيضا يتعرض لضغوط نفسية بعد التعافي من الإصابة، وينبغي مساعدته بإراحته في بعض الأحيان حتى لا يكون عبئا على الفريق، وتأثيره سلبيا عليه.

معضلة الدفاع

لا يزال برشلونة يعاني في خطه الخلفي، فالثنائي ماسكيرانو وبيكيه لا يتناغمان معا لسبب بسيط، إن ماسكيرانو لا يلعب بمركزه الحقيقي، وبالتالي فخسره الفريق كلاعب وسط متأخر، وخسره الدفاع بسبب عدم تجاوبه مع الأحداث المفاجئة في الهجمات المرتدة التي كشفت ظهر الفريق في مشاهد عدة، ويساهم في ذلك نزوع الظهيرين داني الفيس وجوردي البا او ماثيا للتقدم للإسناد الهجومي، وهو أمر لا بد من دراسته والتفكير بمدافع قادر على القيام بهذه المهام.

الطيب والشرير

في فيلم الطيب والشرس والشرير، هناك عبارة خالدة في تاريخ السينما عندما كان القبيح يستحم ودخل عليه رجل أراد الانتقام منه، فبدأ بسرد قصته وكيفية البحث عنه طوال هذه المدة، فما كان من القبيح إلا وأن أطلق عليه النار من مسدسه وقال عبارته المشهورة: إذا أردت أن تطلق النار..فأطلقها دون أن تتحدث. وهذا ما ينبغي أن يكون عليه هجوم برشلونة في قادم الأيام، إذا أردت التسجيل، فسجل دون المبالغة في التمرير وإظهار روعة العلاقات على أرض الملعب.

المصدر : كووورة

زر الذهاب إلى الأعلى