رغم الآمال المعلقة على الرياضة كوسيلة للتقارب بين الشعوب، إلا أن الخلافات السياسة طغت هذا العام على الكثير من المناسبات الرياضية. وغزت السياسة ملاعب الرياضة عبر لافتات وهتافات وغيابات عن منافسات رياضية، ما فجر أزمات سياسية جديدة، وعمق أزمات أخرى قائمة.
وبين ملاعب العديد من الرياضات حول العالم، تم رصد حضورا طاغيا للسياسة في تلك الملاعب خلال عام 2014.
مارس/ آذار:
كالعادة، ألقى الصراع العربي الإسرائيلي بظلاله على أكثر من مناسبة رياضية؛ حيث انسحب لاعب الجودو اللبناني، ناصيف إلياس (وزن تحت 81 كغم) من بطولة الجائزة الكبرى في تركيا يوم 31 مارس/ آذار الماضي، لرفضه مواجهة لاعب إسرائيلي في الدور الأول من البطولة. وكان إلياس من أبرز المرشحين للفوز بالميدالية الذهبية أو الفضية على الأقل، بعد فوزه بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب الفرنكوفونية بمدينة نيس الفرنسية.
12 يونيو/ حزيران:
مونديال كرة القدم هو دوما الحدث الأبرز في عالم الساحرة المستديرة، ولم يخلو مونديال البرازيل، بين يومي 12 يونيو/ حزيران و13 يوليو/ تموز الماضيين، من الأجواء السياسية، فقبل وأثناء منافسات البطولة العالمية، اندلعت مظاهرات، بدعم من المعارضة البرازيلية، في محيط الملاعب التي تحتضن مباريات المونديال، حيث تحول المزاج الشعبي العام في البرازيل من تأييد استضافة المونديال والزهو به إلى تحفظ، فاستياء، ثم غضب شعبي، تجسد في تظاهرات ومواجهات مع الشرطة.
الدافع وراء ذلك التطور هو التأثيرات السلبية لارتفاع تكاليف استضافة المونديال، حيث تجاوز الإنفاق الفعلي، وهو حوالي 11 مليار دولار، الميزانية المحددة سلفا لإنشاء الملاعب الاثني عشر، التي بنيت أو أعيد بناؤها خصيصا لهذا الحدث، وهو ما أدى إلى إلغاء أو تأجيل العديد من المشروعات الحضرية والخدمية التي وعدت الحكومة بتنفيذها.
23 يوليو/ تموز:
حتى المباريات الودية لم تخلو من السياسة. ففي مباراة بين فريقي ليل الفرنسي ومكابي حيفا الإسرائيلي في النمسا يوم 23 يوليو/ تموز الماضي، اقتحمت مجموعة من الجماهير أرض الملعب، واعتدت على لاعبين إسرائيليين على خلفية الحرب التي شنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، يوم 7 يوليو/ تموز الماضي، ودامت 51 يوما، وأسقطت 2145 شهيداً فلسطينيا، في مقابل مقتل 68 عسكريا و4 مدنيين إسرائيليين، إضافة إلى عامل أجنبي واحد.
وأنهى الحكم المباراة في الدقيقة 85 بعد أن فوجئ باندفاع مجموعة من الجماهير، حاملين الأعلام الفلسطينية إلى أرض الملعب، قبل أن يشتبكوا مع بعض لاعبي الفريق الإسرائيلي، فرفض الحكم استكمال المباراة حفاظا على سلامة اللاعبين والجماهير.
18 أغسطس/ أب:
لاعبا كرة القدم المصرية محمد أبو تريكة، ووائل جمعة، يعتذران عن عدم تلبية دعوة من الفاتيكان للمشاركة في مباراة ودية من أجل السلام أقيمت في روما مع نجوم العالم، على رأسهم النجم الأرجنتيني، ليونيل ميسى، وذلك بسبب مشاركة الإسرائيلي، يوسى بن عيون.
23 أغسطس/ أب:
وفي أحد تداعيات الصراع السياسي المسلح في أوكرانيا، أعلن نادي شاختار دونيتسك الأوكراني، يوم 23 أغسطس/ أب الماضي، انهيار أجزاء من ملعب دونباس أرينا، إثر وقوع انفجارين جراء قصف على مدينة دونيتسك قرب الحدود مع روسيا خلال القتال بين القوات الحكومية وانفصاليين موالين لروسيا.
وملعب دونباس أرينا هو الملعب الذي يخوض عليه شاختار دونيتسك مبارياته محليا وقاريا، واستضاف الملعب، الذي يسع 52 ألف متفرج، خمس مباريات في بطولة كأس أمم أوروبا عام 2012.
23 أغسطس/ أب:
جراء الصراع السياسي المسلح بين الفرقاء في ليبيا والتدهور الحاد في الأوضاع الأمنية، سحب الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف)، يوم 23 أغسطس/ أب الماضي، من ليبيا حق تنظيم بطولة كأس الأمم الأفريقية لعام 2017. وهناك سبع دول حالياً مرشحة لاستضافة نسخة عام 2017، لكن “الكاف” لم يحدد بعد الدولة التي ستستضيفها.
30 أغسطس/ أب:
لاعب المنتخب السعودي للجودو، عيسى المجرشي في وزن (تحت 60 كغ)، الفائز ببرونزية العالم 2011، رفض منازلة اللاعب الإسرائيلي، أرتيوم أرشنكي، خلال بطولة العالم التي أختتمت فعالياتها في روسيا يوم 30 أغسطس/ أب الماضي.
23 أكتوبر/ تشرين الأول:
نشبت أزمة بين منتخبي ألبانيا وصربيا لكرة القدم خلال مباراة في بلجراد يوم 23 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي ضمن التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس الأمم الأوروبية في فرنسا 2016، وهو ما عرف إعلاميا بـ”أحداث بلجراد”.
تلك الأحداث بدأت عندما أطلق أحد مشجعي ألبانيا طائرة يتم التحكم فيها عن بعد، لتجوب سماء الملعب، حاملة علم ما يطلق عليه “ألبانيا الكبرى”، وهي منطقة تضم أقاليم في ألبانيا وصربيا ومنتنجرو ومقدونيا وشمال اليونان، وكوسوفا التي تعترف بها أكثر من 100 دولة، ليس بينها صربيا، التي تقول إنها جزءا من أراضيها.
وقام المدافع الصربي برانيسلاف إيفانوفيتش بانتزاع العلم وجذبه أرضا لتندلع اشتباكات بين عدد كبير من اللاعبين، ثم تطور الأمر إلى اشتباكات بين مجموعة من الجماهير؛ ما اضطر لاعبو الفريقين إلى مغادرة ملعب المباراة التي ألغاها الحكم.
10 نوفمبر/ تشرين الثاني:
قرر الاتحادان الإماراتي والبحريني يوم 10 نوفمبر/ تشرين الثاني الانسحاب من مونديال اليد المقرر في قطر بين 15 يناير/ كانون الثاني والأول من فبراير/ شباط المقبلين؛ جراء الخلافات السياسية مع قطر، وبعد التصالح قرر الاتحادان العودة إلى المشاركة في البطولة، إلا أن الاتحاد الدولي للعبة رفض عودتهما.
وإثر اتهامات لقطر بالتدخل في الشؤون الداخلية لدول خليجية أخرى، سحبت كل من السعودية والإمارات والبحرين سفرائها من الدوحة، قبل أن تتصالح تلك الدول في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
23 ديسمبر/ كانون الأول:
في بطولة كأس العالم للأندية لكرة القدم بالمغرب، وتحديدا خلال مباراة بين وفاق سطيف الجزائري وأوكلاند سيتي النيوزيلاندي يوم 23 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، رددت جماهير مغربية هتافات ورفعت شعارات سياسية بينها، “الصحراء مغربية”، و”ملكنا واحد محمد السادس”، “المغرب من طنجة إلى الكويرة”، ووجهت شتائم إلى الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة.
وبدأت قضية إقليم الصحراء عام 1975، بعد إنهاء تواجد الاحتلال الإسباني بها، ليتحول النزاع بين المغرب وجبهة البوليساريو (تنازع الرباط على الإقليم) إلى نزاع مسلح استمر حتى عام 1991، وتوقف بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية الأمم المتحدة.
وتصر الرباط على أحقيتها في إقليم الصحراء، وتقترح كحل حكمًا ذاتيًا موسعًا تحت سيادتها، بينما تطالب جبهة البوليساريو بتنظيم استفتاء لتقرير مصير الإقليم وفقا للوائح الأمم المتحدة، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تؤوي النازحين الفارين من الإقليم بعد سيطرة المغرب عليه.
وطن اف ام