قد يعتقِدُ البعض أنَّ التهاب المفاصِل هُو واحِدٌ من الأمراض التي تُصِيب كِبار السنّ وليس الأطفال، ولكن تُبيِّنُ الإحصائيَّات أنَّ أكثر من 300 ألف طفلٍ في الولايات المتَّحِدة لوحدها يُعانُون من التهاب المفاصل اليفعيّ المزمِن مجهُول السَّبب.
قالت الدكتورة باربارا أستروف، اختصاصيَّة أمراض الرُّوماتيزم عند الأطفال والبالغين لدى مستشفى ولاية بنسلفانيا في هيرشي: “يختلِفُ التهاب المفاصل اليفعيّ المزمِن مجهُول السَّبب عن التهاب المفاصِل المرتبِط بالتقدُّم في العمر والذي ينجُم عن البلى والاهتراء في الغضاريف والعظام، حيث يتمحوَر الأوَّل حول التهاب الفصل ولكن لا يُعرف بدقَّة ما الذي يُحرِّضُ هذا الالتِهاب”.
تنطوي أعراض التهاب المفاصل اليفعيّ المزمِن مجهُول السَّبب على تورُّم المفاصل بشكلٍ مستمرّ مع تيبُّس أو التهاب، كما يُؤثِّرُ المرض في العينين في بعض الحالات ويُمكن أن يُشكِّل خطراً على الرؤية إذا لم يُشخَّص ويُعالَج بشكلٍ فوريّ. ينبغي أن يخضع جميع الأطفال الذين يُعانون من هذا المرض إلى فحصٍ من قبل اختصاصي أمراض العيون.
بالنسبة إلى الصِّغار الذين لديهم التهاب المفاصل اليفعيّ المزمِن مجهُول السَّبب، لا يشتكون من الألم عادةً، وتنطوي العلامات التي قد تظهر لديهم على الرغبة في أن يجري حملهم لأوَّل ساعات النَّهار بسبب التيبُّس الصباحيّ أو تورُّم الرُّكبة أو الأطراف.
قالت أستروف: “بالنسبة إلى مُعظم الحالات، يتكيَّف الأطفال مع المشكلة ويقومون بوظائفهم مع تعديلاتٍ ثانويَّةٍ في طريقة استخدامهم للمفاصِل المُصابة، ولكن يميل الأطفال الأكبر سنَّاً إلى التعامُل مع التهاب المفاصل بطريقةٍ مُختلفةٍ، وقد يُعانون من انزعاجٍ أكثر”.
بالنسبةِ إلى الأطفال الذين يُعانون من التهاب المفاصل اليفعيّ المزمِن مجهُول السَّبب ولديهم التهاب في مفصلٍ أو اثنين، قد تُخفِّفُ حُقن الكورتيزون من الأعراض لمدَّةٍ تصِل إلى عامينِ، كما يُمكن أن تُساعد الجرعات المنخفِضة من دواء ميثوتريكسات methotrexate على التخفيفِ من الاعراض والالتِهاب عند العديد منهم.
إذا استمرّ الالتهاب، قد يصِفُ الطبيب أدويةً بيولوجيَّةً لكبح فرط الاستجابة المناعيَّة.
قالت أستروف: “نحمد الله على وجود أدويةٍ لضبط هذا الالتِهاب، فهي نافعةٌ مع الأطفال كما أنَّ تأثيراتها الجانبيَّة قليلة بالمقارنة مع البالغين”.
“يُمكننا القول إنَّ المآل بالنسبة إلى الأطفال الذين يُعانون من التهاب المفاصل اليفعيّ المزمِن مجهُول السَّبب أصبح أفضل بكثيرٍ عمَّا كان في العقود الماضية”.
“احتاج الأطفال في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي إلى استبدال مفصل الورك والرُّكبة ومفاصِل أخرى، ولكن ينطوي علاج التهاب المفاصل اليفعيّ المزمِن مجهُول السَّبب في أيَّامنا هذه على تناوُل الأدوية ومراقبة الأعراض ومن دون الحاجة إلى أيَّة تدخُّلاتٍ جراحيَّة”.