توصلت دراسة حديثة إلى أن المجتمعات التي تُتّبع فيها قوانين صارمة لحظر التدخين في الأماكن العامة تتراجع فيها معدلات سرطان الرئة بالمقارنة مع الدول التي لا تُتّبع فيها مثل تلك القوانين.
أجريت هذه الدراسة في ولاية كنتاكي الأمريكية، والتي توجد فيها أعلى معدلات للإصابة بسرطان الرئة في عموم الولايات المتحدة الأمريكية. فقد قام باحثون من جامعة كنتاكي بمراجعة بيانات الإصابة بسرطان الرئة في الولاية على مدى عشرين عاماً، وذلك عند المرضى الذين يبلغون من العمر 50 عاماً أو أكثر. بعد ذلك قام الباحثون بمعاينة ما إذا كان المرضى يعيشون في مدن أو مجتمعات تُطبق فيها قوانين صارمة لمنع التدخين في الأماكن العامة أو لا.
وخلص الباحثون إلى أن معدلات الإصابة بسرطان الرئة كانت أدنى بنسبة 8 في المائة في المجتمعات التي تُتّبع فيها قوانين صارمة لحظر التدخين في الأماكن العامة، وذلك بالمقارنة مع المجتمعات التي لا توجد فيها مثل تلك القوانين.
تقول المعدة الرئيسية للدراسة إيلين هان، أستاذة التمريض بجامعة كنتاكي الأمريكية: “للأسف فإن معدلات تدخين السجائر هي الأعلى في ولاية كنتاكي بالمقارنة مع باقي الولايات الأمريكية، كما توجد فيها المعدلات الأعلى لتشخيص سرطان الرئة.”
وتُضيف هان: “للأسف أيضاً، فإن ثلث سكان الولاية فقط يقطنون في مجتمعات تُطبق فيها قوانين حظر التدخين في الأماكن العامة.”
وكانت دراسات سابقة أظهرت ارتباطاً قوياً بين تطبيق قوانين حظر التدخين في الأماكن العامة وتراجع معدلات النوبة القلبية والسكتة الدماغية والربو والنفاخ الرئوي emphysema، إلا أن أياً من الدراسات السابقة لم تتحرّ العلاقة بين قوانين حظر التدخين في الأماكن العامة ومعدلات انتشار سرطان الرئة.
من الجدير ذكره بأن التدخين المباشر وغير المباشر هما من الأسباب الرئيسية للإصابة بسرطان الرئة.
تقول هان: “يمكن للحكومات المحلية أن تمارس دوراً هاماً في الوقاية من سرطان الرئة عن طريق فرض قوانين تمنع التدخين في الأماكن العامة، مما يقي غير المدخنين من دخان السجائر، وهو ما يعرف باسم التدخين غير المباشر أو التدخين الثانوي.