نعلم جميعاً المضار الناتجة عن التدخين والآثار المترتبة على إدمان السجائر سواء على المدى القريب أو البعيد، لكن رغم كل التحذيرات ومحاولة جميع الحكومات في منبع التبغ والتدخين، إلاّ أحداً لم يستطع منع انتشار التدخين وخاصة بين فئة الشباب.
الكثير من الشباب ابتعد عن التدخين والمدخنين، لكن ليس لما له من مضار صحية ومشاكل يمكن أن يسببها على المدى البعيد على الرئتين والشرايين والقلب وحتى الدماغ، بل كانت حجة هذه الفئة هي رائحته غير المفضلة وعدم زوال هذه الرائحة من الملابس والأثاث إلاّ بشق الأنفس، بالإضافة إلى العبئ الاقتصادي الذي يترتب عليه، أما المقبلون على التدخين فكانت حجتهم في أنها تحقق لهم السكينة وتبعد عنهم القلق والتوتر وتجعلهم في جالو ذهنية جيدة خلال يومهم..
إلى جانب هاتين الفئتين أيضاً ظهرت فئة المقبلين على النارجيلة بأنواعها بحجة طعمها الذي يختلف بالتأكيد عن التبغ وارتباطها إجمالاً بجلسات الشباب والسمر، وضمن الفئات الثلاث، اتخذ البعض موضعاً وسطاً في الإقبال على المادة التي يتعاطونها، سواء أكان سجائراً أم نرجيلة، ومنهم من وصل به الأمر حدّ الإدمان، وهو ما نسميّه بالمدخن الشره.
في حلقة برنامج (شباب سوريا) أشار الدكتور النفسي محمد الدندل إلى التأثيرات المؤقتة التي قد يعطيها التدخين نتيجة رفعه لمستوى “الدوبامين” في الدماغ، والذي يعطي راحة مقداره خمسة دقائق لا أكثر، لهذا السبب يدخل التدخين ضمن نطاق “العادة” التي يصعب على المدخن التخلص منها، كما لا يمكن نكران حالة الرمزية التي يتمتع بها التدخين خلال فترات معينة من حياة الشباب، وخاصة المراهقين، حيث يربط البعض عملية التدخين بدخول مرحلة الرجولة والنضج والسلطة، وهي حالة عبثية طفولية خلال مراحلها الأولى، وإنما المشكلة الأساسية في التدخين تبدأ عندما يحاول المدخن الإقلاع عن هذه العادة بشكل جدي، وهنا تظهر لديه الأعراض الإنسحابية، وفي هذه المرحلة يقوم الشخص بالتدخين على الرغم من معرفته لكافة المخاطر المترتبة على ذلك من أمراض ومشاكل صحية وجوانب اقتصادية، لأن عملية التدخين هنا تكون لأجل عدم الشعور بالأعراض الانسحابية التي ترافق المدمن بمجرد محاولته الإقلاع عن المادة التي أدمن عليها.
ما يجب على المدخن معرفته في هذه الحالة هو أن الأعراض الانسحابية التي تظهر أثناء محاولة الإقلاع، هي أعراض مؤقتة ستختفي عاجلاً أم آجلاً، وهي لا تحتاج من المدخن إلاّ فترة معينة يتحمل فيها هذه الأعراض ومن ثم سيعود جسمه إلى الحالة التي كان عليها سابقاً، وهي حالة نراها بشكل واضح خلال شهر رمضان المبارك وأثناء صيام المدخن.
كما أشار الدكتور “الدندل” إلى بعض أنواع الأدوية التي يمكن للمدخن أخذها والتي تكون بمثابة حافز له على ترك التدخين، وإنما لا بدّ من الحذر في استخدام هذه الأدوية التي تكون لها آثار جانبية بالحزن والكآبة والقلق، لذلك لا بدّ من استشارة أخصائي يدرس حالته ومدى إدمانه ويصف له بناء على ذلك نوع الدواء المناسب والجرعات التي يجب عليه أخذها.
حالات الإقلاع التام عن التدخين على الرغم من سنوات التدخين الطويلة، بالإضافة إلى المدخن الشره الذي يدخن برضى وقناعة ولا يرغب في الإقلاع إيماناً منه بأنها تجلب لهم السكينة والطمأنينة، إلى جانب العديد من الحالات الأخرى التي شاركتنا هذه الحلقة من (شباب سوريا)..
الحلقة كاملة تتابعونها عبر الرابط التالي: