مع رحيل نيمار دا سيلفا عن برشلونة، والفشل في إبرام الصفقات المهمة التي أرادها الفريق في ظل التضخم الهائل بسوق انتقالات اللاعبين، لم يعد أمام النادي الكتالوني سوى العودة للخطة “ميسي”.
ورحل النجم الذي كان يُعوَّل عليه في استكمال مسيرة ميسي مع الفريق، بعدما فسخ عقده، متجهًا صوب باريس سان جيرمان.
كانت هذه الصفقة الإجبارية، سببًا في الأزمة التي مرَّ بها برشلونة هذا الصيف؛ حيث تسبَّب مقابل رحيل نيمار في حالة تضخم غير مبرر في بورصة النجوم من مختلف الجنسيات، وفي مختلف الأندية.
واضطر برشلونة للتخلي، ولو مؤقتًا، عن حلم ضم فيليب كوتينيو بعدما رفض ليفربول عرضًا تلو الآخر من البرسا، كان آخرها قبل غلق باب الانتقالات مباشرة وبلغت قيمته 160 مليون يورو.
وبدا للجميع أنَّ ضم عثمان ديمبلي من بوروسيا دورتموند، ليس كافيًا لتعويض رحيل نيمار، ولهذا، لم يعد أمام برشلونة سوى العودة للخطة الأصلية، وتعليق كل آماله على ميسي.
وسيحتاج إرنستو فالفيردي مدرب برشلونة للعودة للاعتماد في خطته على ميسي، وكيفية معاونة باقي اللاعبين له، مثلما فعل بيب جوارديولا مدرب الفريق السابق، قبل نحو عقد كامل.
ووضح هذا خلال أول مباراتين لبرشلونة بالدوري الإسباني؛ حيث كان ميسي، هو محور لعب برشلونة، وترك بصمته على كل محاولة هجومية للفريق.
وقال فالفيردي في تعليقه على مباراة الفريق أمام ألافيس بالمرحلة الثانية بالليجا: “إنَّه ليس خيارًا جديدًا على برشلونة، وجرى تجربته بالفعل. نعلم قدرة ميسي على إيجاد الثغرات في دفاع المنافس”.
ولم يعد فالفيردي قادرًا على استغلال السرعة والإنسيابية الهجومية التي اتسم بها ثلاثي هجوم برشلونة الموسم الماضي، الذي ضم ميسي، وسواريز، ونيمار، والذي عرف بلقب “MSN”.
وأصبح فالفيردي مضطرًا الآن لبناء إستراتيجية الفريق الهجومية اعتمادًا على ميسي بمفرده، بعد رحيل نيمار، والإصابات التي داهمت سواريز مؤخرًا.
ولم يكن المقابل المالي، الذي حصل عليه برشلونة من رحيل نيمار، كافيًا ليضم برشلونة لاعبًا من عيار ميسي، أو البرتغالي كريستيانو رونالدو، مهاجم ريال مدريد.
وعلى مدار المواسم الثلاث الماضية، سجل “MSN” عددًا من الأهداف بلغ 363، وصنعوا 211 هدفًا ليترك الثلاثي عدة أرقام قياسية خالدة بتاريخ برشلونة، والكرة الإسبانية، والأوروبية، والعالمية.
وتفوق الثلاثي على “BBC” ثلاثي ريال مدريد، المكون من جاريث بيل، وكريم بنزيمة، وكريستيانو رونالدو، حيث سجَّل 268 هدفًا، وصنعوا 101 هدف في الفترة من 2014 لـ2017 .
وكان ديمبلي، هو أبرز الصفقات التي أبرمها برشلونة لتدعيم صفوفه؛ حيث أنفق 124 مليون دولار لضمه، بخلاف 47 مليون أخرى يحصل عليها دورتموند جزئيًا، أو كليًا طبقا لأداء اللاعب، ومشاركاته.
لكنَّ ديمبلي، سيكون مطالبًا بأن يستغل سرعته وانسيابيته في الأداء لتحقيق أرقام وتقديم أداء مع برشلونة يقترب ممَّا قدمه نيمار.
ويثق برشلونة في أنَّ ديمبلي، سيقدم أرقامًا أفضل كثيرًا من تلك التي قدمها مع دورتموند بالموسم الماضي الذي سجَّل خلاله 6 أهداف، وصنع 21 هدفًا.
وقال روبرت فيرنانديز المدير الرياضي لبرشلونة: “ديمبلي أغلى لاعب يتعاقد معه برشلونة على مدار تاريخ النادي حتى الآن. إنَّه رهان على الحاضر والمستقبل. نحتاج لتغطية رحيل نيمار، وسد الفراغ الذي تركه”.
وأصبح السؤال الذي يشغل عشاق برشلونة، هو ما إذا كان فالفيردي يمتلك حاليًا اللاعبين القادرين على إحداث تغيير في سيناريو تنفيذ خطط الفريق الذي شهد أسلوب لعبه القائم على اللعب من لمسة واحدة والتمرير السريع الدقيق، تغييرًا هائلاً منذ رحيل تشافي هيرنانديز، وخفوت نجم الثنائي أندريس إنييستا، وسيرجيو بوسكيتس.
ويواجه فالفيردي، تحديًا في غاية الصعوبة خلال موسمه الأول مع برشلونة، الذي لم يفز بلقب الدوري الإسباني في الموسم الماضي.
ومنذ 2006، عندما كان الهولندي فرانك ريكارد مدربًا للفريق، لم يمر عامان متتاليان على برشلونة دون فوز الفريق بلقب الدوري.