علوم وتكنولوجيا

بنك العيون في إثيوبيا.. في الأموات نورٌ لِظُلمة الأحياء

يمسح الإثيوبي كنيدي ألمايهو (24 عاماً) دموعه وهو يتذكر معاناته مع ضعف البصر، عندما كان في السابعة من عمره، لكن سرعان ما تعود إليه البسمة وهو يتحدث عن “بنك العيون” الذي بدد له الظلام.

وتأسس “بنك العيون” في أديس أبابا، قبل 12 عاماً، بمبادرة من الرئيس الإثيوبي السابق، جرما ولد جيورجيس، الذي أوصى آنذاك، بالتبرع بقرنيته للبنك، بعد الوفاة.

ألمايهو، وهو صاحب أول عملية زرع قرنية بعد تأسيس البنك، قال للأناضول :”عانيت من ضعف البصر، عندما كنت في السابعة من عمري، حيث بدأ الألم بحكة شديدة، إلى أن فقدت الرؤية”.

وأضاف: “والدي اصطحبني إلى مستشفيات عدة، لكن دون جدوى، إلى أن توجهنا لبنك العيون، وكنت أول شخص تُجرى له عملية زرع قرنية، والحمد لله جاءت اللحظة السعيدة، حيث استعدت نظري من جديد، وكان أول شخص أراه بعد نجاح العملية، أخي الذي حُرمت من رؤيته لسنوات”.

وتابع بابتسامة تعلو وجنته: “أنا سعيد جداً للخروج من ذاك الظلام إلى النور”.

وبحسب مدير البنك، فإن 10 آلاف و600 شخص، نذروا التبرع بقرنيتهم للبنك، بعد الوفاة، وذلك منذ تأسيسه، مشيراً أن أكثر من 300 ألف شخص من بين 90 مليون إثيوبي (عدد سكان البلاد)، يعانون من تلف بالقرنية، مرجعاً ذلك إلى سوء العناية بالعيون والفقر.

وبلغ عدد المستفيدين من زراعة القرنية، التي تبرع بها متوفون، أكثر من 1227 شخصاً، منذ تأسيس البنك وحتى يونيو/حزيران الماضي، بحسب مدير البنك.

وانطلاقاً من إفادة كبدي، التقت الأناضول، الرئيس الإثيوبي السابق جيورجيس (2001-2013)، الذي قال: “عندما فكرت بإنشاء هذا البنك، قبل 12 عاماً، نذرت بالتبرع بقرنيتي، بعد الوفاة، ومنذ ذلك الوقت وأنا أعمل على نشر ثقافة التبرع بأجساء الجسم، وخاصة قرنية العين بعد الوفاة”.

وأشار إلى أنه لاحظ تغيراً كبيراً في أوساط الإثيوبيين من حيث الوعي بهذه الثقافة.

برهي بيلا (54 عاماً)، كان من بين الذين ينتظرون دورهم للدخول إلى غرفة العمليات، لزرع قرنية على يد الدكتور مينن آيالو، قال للأناضول: “فقدت بصري منذ ما يقرب عام ونصف، أتمنى أن تنجح العملية”.

آيالو، الذي يشغل منصب رئيس كلية جراحة العيون، بجامعة أديس أبابا، شرح حالة بيلا، قائلاً إنه “يعاني من تلف القرنية في العين اليسرى، وغير قادر على الرؤية”.

وبعد الانتهاء من عملية زرع القرنية لبيلا، التي واكبتها كاميرا الأناضول، ولم تتضح نتيجتها بعد، أوضح آيالو أنه لاحظ تغيراً كبيراً في حياة الكثيرين الذين أُجريت لهم عملية زرع القرنية في بنك العيون، منذ تأسيسه.

ولفت إلى أن ما بين 65 -70 % من الذين أُجريت لهم زراعة القرنية أصبحوا اليوم قادرين على القراءة.

وأعرب آيالو عن أمله في أن ينجح بنك العيون، بالتعاون مع الشركاء الدوليين، في توفير المعدات الفنية اللازمة التي تعتبر من النواقص لديه، قبل أن يقطع حديثه ويستأذن عائداً إلى غرفة العمليات لإجراء عملية زرع قرنية أخرى.

والقرنية هي أحد أجزاء العين، لونها شفاف، وهى دائرية الشكل ومحدبة، وتغطي الجزء الأمامي من العين، ووظيفتها الأساسية تجميع الضوء وتركيزه على شبكية العين بمساعدة عدسة العين، وبحسب متخصصين فإن أية مشكلة أو اضطراب يصيب القرنية يؤدى إلى ضعف شديد فى الإبصار.

المصدر : الأناضول

زر الذهاب إلى الأعلى