مقالات

مروان حمدو الدغيم-ماذا بعد؟ ثورتنا إلى أين؟

لم يعد خافيا على كل صاحب عقل وبصيرة ما وصلت اليه ثورتنا من ارتكاس على الصعيد السياسي والعسكري والمدني وحتى الاخلاقي

فالوقائع على الارض تشهد بذلك ولم تعد المسألة تحتاج الى كثير عناء وتفكر لإثبات ذلك.

من المسؤول عن ذلك؟

ولماذا كل هذا التردي في الاداء السياسي والعسكري لحوامل الثورة التي تشكلت على خلفية انطلاق الثورة من أجسام سياسة وعسكرية وقضائية ودعوية ؟

ولمن يعزى هذا الخلل في أداء هذه الاجسام ؟

وهل تشكلت هذه الاجسام على أسس صحيحة ؟

وماهو دور دول الاقليم والعالم في ذلك ؟

أسئلة كبرى ومتعددة تطرح نفسها وتبحث عن أجوبة ، وليس الهدف منها حاليا محاكمة أو مساءلة المسؤولين عن ذلك ، إنما الهدف من ذلك هو انقاذ الثورة والمجتمع الحامل لها قبل أن يدركنا الطوفان جميعا ، الهدف من ذلك هو استثمار التضحيات والدماء التي سفكت على مذبح الحرية على لا تضيع سدى ، الهدف من ذلك هو إنقاذ الوطن بكل ما لهذه الكلمة من معنى وأبعاد.

(( الانسان والحضارة والتاريخ والجفرافيا))

إن الصراع صراع وجود ، والموت الاصفر والاحمر لم ولن يستثني أحد والكل في دائرة الخطر ، فإما فناء وإما بقاء ، علينا جميعا أن نواجه الحقيقة وأن لا نرمي بالتهمة على الاخرين سواء كانت بعض دول الاقليم الصديقة لنا أو الدول المعادية لثورتنا أصلا، نحن السوريين أبناء الثورة من يتحمل القسط الاكبر من المسؤولية ، وعلينا أن نعمل عقولنا وبشكل جدي وأن نغير ألية التفكير المتبعة حتى الان لاجتراح الحلول للخروج من عنق الزجاجة ، بعيدا عن الشرح والاسهاب في التفاصيل الدقيقة والمملة.

على الصعيد السياسي

المطلوب من الحوامل السياسية الحالية للثورة الضعيفة الاداء والمتهالكة أصلا لألف سبب وسبب

(( ائتلاف وطني _مجلس اسلامي _حكومة مؤقتة _هيئة التفاوض ))

أن تدعو لمؤتمر وطني عام وشامل يستقطب فيه كل حوامل المجتمع السوري المتواجدين داخل حدود الوطن وخارجه من كافة أصقاع الارض للاستفادة من كل امكانياتهم ((سياسيين وعلماء ومفكرين وأكادميين ورجال أعمال ومال وجهاء المجتمع السوري قاطبة ))

بعيدا عن كل العوامل (الحزبية والفصائلية والمناطقية والايديولوجية والعرقية والمذهبية ) التي أفسدت ثورتنا لتشكيل #جسم_سياسي واحد يكون مرجعية واحدة ووحيدة تنطق بإسم الثورة وتعبر عنها ، ويقع على عاتقه صياغة خطة إنقاذ وخارطة طريق جديدة للثورة قبل فوات الاوان ، وعلى الحوامل السياسية المذكورة أعلاه

((ائتلاف وطني ومجلس اسلامي وحكومة مؤقتة وهيئة التفاوض))

أن #تحل_نفسها مباشرة وبدون تردد تسهيلا منها لانتاج الجسم الجديد عند أول أجتماع له ، وعلى الصعيد العسكري وكخطة اسعافية لانقاذ الوضع ولمنع التدهور الحاصل على معظم الجبهات ولانهاء حالة الاستقطاب الحادة بين الفصائل المتعددة بكل أشكالها ، وللخروج من الاستعصاء فلا بد من عملية شاملة لاعادة هيكلة الفعل العسكري على الارض بشكل مدروس وصحيح للخروج من الحالة الراهنة

يتوجب وبشكل مبدأي وسريع تشكيل جسم عسكري في كل محافظة من محافظات القطر تحت مسمى (ثوار دمشق_ثوار حلب_ثوار حمص)

للتخلص من كل الاسماء والمسميات التي أرهقت الثورة والمجتمع معا

يترأس هذه المجالس ضباط عسكريون في كل محافظة من أهل الخبرة والاختصاص وترتبط جميع هذه الاجسام العسكرية بهيئة أركان حربية تتألف من كبار العسكريين المنشقين عن النظام ويقع على عاتق هيئة الاركان التنسيق ما بين هذه المجالس والتخطيط بشكل استراتيجي لإدارة الصراع على الارض ضد العدو المتمثل بالنظام المجرم وأعوانه

وعلى جميع الفصائل بكل مسمياتها أن تعلن عن حل نفسها وتنخرط عمليا وبشكل فعلي في الهيكيلية الجديدة

وكل فصيل يرفض الانضمام لهذه المجالس يعتبر فصيل شاذ معاد للثورة والمجتمع ، ولابد من تشكيل جسم قضائي مستقل بعيدا عن كل تجاذبات الساحة يقوم عليه أهل الاختصاص من أهل الشريعة والقانون كما ويجب أن تغلق كل الدكاكين التي سميت زورا وتجاوزا بالمحاكم الشرعية ، ولابد من اصلاح ماهو قائم من مؤسسات مدنية خدمية من تربية وصحة وتعليم ومجالس ادارة محلية لادارة مايسمى تجاوزا بالمناطق المحررة ، وعلى هذه الاجسام السياسة والعسكرية والقضائية والمدنية أن تتناغم فيما بينها وأن تكون كلا واحدا لايتجزأ، هذه دعوة الى كل أحرار سوريا وشرفائها الذين ثاروا في وجه الطغيان طلبا للحرية والكرامة والعدالة ، نحن مضطرون جميعا أن نكون جسدا واحدا لمواجهة المكر العالمي ضد أنبل وأعظم ثورة في التاريخ المعاصر.

خاص وطن إف إم 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى