ازدادت صورة الاقتصاد في منطقة اليورو قتامة، حيث أظهرت بيانات تراجعا حادا في الناتج الصناعي لمنطقة اليورو مع تراجع ثقة المستثمرين في ألمانيا صاحبة أكبر اقتصاد في أوروبا، وهو ما يؤجج المخاوف من دخول المنطقة جولة ثالثة من الركود.
وأظهرت دراسة تراجع مؤشر ثقة المستثمر الألماني للشهر العاشر على التوالي في أكتوبر/تشرين الأول ليصبح بالسالب للمرة الأولى خلال عامين، وذلك وسط توترات جيوسياسية وتصاعد المخاوف إزاء مستقبل أكبر اقتصاديات أوروبا، في حين تراجع الناتج الصناعي لمنطقة اليورو التي تضم 18 دولة من دول الاتحاد الأوروبي خلال أغسطس/آب الماضي بنسبة 1.8%، وهو ما يفوق توقعات المحللين.
وانخفض مؤشر ثقة المستثمرين في ألمانيا الذي تتم مراقبته عن كثب -وهو يقيس الشعور العام تجاه الاقتصاد من جانب المحللين والمستثمرين في ألمانيا- إلى ناقص 3.6 نقاط مقابل 6.9 نقاط في سبتمبر/أيلول الماضي، حسبما أعلن مركز الأبحاث الاقتصادية الأوروبية “زد إي دبليو” الذي يتخذ من مانهايم مقرا له.
وهذه أول مرة ينخفض فيها المؤشر إلى رقم سالب منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2012.
وقال رئيس “زد إي دبليو” كليمنس فويست إن “خبراء المركز المعنيين بالسوق المالية يتوقعون مزيدا من تراجع الموقف الاقتصادي في ألمانيا على المدى المتوسط”.
وأوضح أن “التوترات الجيوسياسية وضعف النمو الاقتصادي في بعض أجزاء منطقة اليورو -والذي يقل عن التوقعات السابقة- تعد مصدرا للتشكك المستمر”.
هبوط الناتج الصناعي
في الوقت نفسه، أظهرت بيانات مكتب الإحصاءات التابع للاتحاد الأوروبي يوروستات، أن الناتج الصناعي في منطقة اليورو انخفض أكثر من المتوقع في أغسطس/آب الماضي، مدفوعا بتقلص حاد في الإنتاج في ألمانيا.
وقال يوروستات إن الإنتاج الشهري في تكتل العملة المؤلف من 18 دولة، انخفض بنسبة 1.8%، بعد ارتفاعه 0.9% في يوليو/تموز الماضي.
كما أظهرت بيانات يوروستات أن التراجع في الناتج الصناعي بألمانيا، والذي بلغت نسبته 4.3%، ساعد في انخفاض الإنتاج بمنطقة اليورو.
وفي ألمانيا، خفضت الحكومة الألمانية توقعاتها الخاصة بنمو الاقتصاد عامي 2014 و2015.
وقال وزير الاقتصاد الألماني زيغمار غابريل مشيرا لذلك إن وزارته تتوقع أن ينمو الاقتصاد الألماني بواقع 1.2% فقط، بدلا من 1.8% حسبما كان متوقعا في السابق بالنسبة لعام 2014، و1.3% بدلا من نسبة 2% التي كانت الحكومة تأمل في تحقيقها عام 2015.
الألمانية – وطن اف ام