أخبار سوريةدمشققسم الأخبار

بدء مؤتمر اللاجئين الروسي بدمشق.. هل يكون الفشل مصيره لغياب الدول المؤثرة؟

بدأ اليوم الأربعاء 11 تشرين الثاني في العاصمة السورية دمشق مؤتمر اللاجئين الذي ترعاه روسيا للتسويق لإعادة اللاجئين السوريين، رغم غياب الدول المضيفة للاجئين عن الحضور، وتأكيدها أن ظروف العودة لا تزال غير متوفرة.

 

وتشارك في المؤتمر عدة دول حليفة للأسد على رأسها روسيا وإيران والصين، وبعض الدول العربية مثل الإمارات وسلطنة عمان.

 

وخلال المؤتمر، زعم رئيس النظام بشارالأسد “الأغلبية الساحقة من السوريين في الخارج باتوا اليوم وأكثر من أي وقت مضى راغبين في العودة إلى وطنهم”، مضيفاً أن “قيام عدد من الدول باحتضان اللاجئين انطلاقًا من مبادئ إنسانية أخلاقية قابله قيام البعض الآخر من الدول في الغرب وفي منطقتنا أيضاً باستغلالهم أبشع استغلال من خلال تحويل قضيتهم الإنسانية إلى ورقة سياسية للمساومة”.

 

إلى ذلك.. قال “ميخائيل ميزينتسيف”، رئيس “مركز التنسيق الروسي السوري لإعادة اللاجئين”، إن موسكو ستمنح نظام الأسد مبلغ مليار دولار بغية “إعادة إعمار الشبكات الكهربائية والصناعات” في سوريا.

وقال “ميزينتسيف” إنّ “الوزارات الروسية تدفع بمشاريع في عدد من المجالات المهمة، مثل التعليم والطب، واستثمار الموارد الطبيعية وبناء المساكن، والتجارة والاقتصاد والتعاون العلمي التقني”.

كما انتقد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في كلمة ألقاها مبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، عدم مشاركة الولايات المتحدة في المؤتمر.

 

يشار إلى أن  مؤتمر اللاجئين الروسي قوبل برفض واسع من قبل الدول الغربية، وخاصة التي تعتمد عليها روسيا من أجل الحصول على أموال إعادة الإعمار.

 

وأكد الاتحاد الأوروبي في بيان أن عدداً من وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والممثل الأعلى تلقوا دعوة لحضور مؤتمر حول موضوع عودة اللاجئين ، يومي 11 و 12 تشرين الثاني / نوفمبر، في دمشق، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه لن يحضروا هذا المؤتمر. 

 

وأضاف البيان: ” يرى الاتحاد الأوروبي أن الأولوية في الوقت الحاضر هي اتخاذ إجراءات حقيقية لتهيئة الظروف الملائمة لعودة آمنة وطوعية وكريمة ومستدامة للاجئين والمشردين داخلياً إلى مناطقهم الأصلية ، بما يتماشى مع القانون الدولي وعتبات ومعايير الحماية من أجل عودة اللاجئين إلى سوريا ، كما أصدرته الأمم المتحدة في فبراير 2018 ، حيث تتمتع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالوصول الكامل ودون عوائق إلى جميع أنحاء سوريا. على هذا النحو ، فإن المؤتمر سابق لأوانه”.

 

وتابع البيان أن قرار العودة يجب أن يكون دائمًا قرارًا فرديًا، وأن الظروف داخل سوريا في الوقت الحالي لا تصلح لتشجيع العودة الطوعية على نطاق واسع في ظروف آمنة وكرامة بما يتماشى مع القانون الدولي.

 

ولفت البيان إلى أن “عمليات العودة المحدودة التي حدثت توضح العديد من العقبات والتهديدات التي لا تزال تواجه عودة المشردين داخليا واللاجئين ، ولا سيما التجنيد الإجباري والاحتجاز العشوائي والاختفاء القسري والتعذيب والعنف الجسدي والجنسي والتمييز في الحصول على السكن والأرض والممتلكات فضلا عن ضعف الخدمات الأساسية أو عدم وجودها”. 

 

وشدد البيان على أن “قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 يحدد إطار العمل للحل السياسي الشامل والمستدام للنزاع السوري ، ومعالجة الأسباب الكامنة للنزاع وأزمة اللاجئين والنزوح الداخلي، و لذلك نكرر دعوتنا العاجلة إلى النظام ورعاته للمشاركة بشكل كامل وبحسن نية في عمل اللجنة الدستورية ، وكذلك في جميع القضايا الأخرى المذكورة في قرار مجلس الأمن رقم 2254 ، ولا سيما إطلاق سراح المعتقلين”.

 

كما أعلنت كندا رفضها حضور مؤتمر اللاجئين في دمشق، وذكر حساب “Canada and Syria” التابع للحكومة الكندية في تغريدة عبر “تويتر” أن كندا لن تحضر مؤتمر اللاجئين، مؤكداً أن “كندا تدعم عودة اللاجئين الآمنة والطوعية والكرمية، وشروط هذه العودة غير موجودة في سوريا”.

 

وكان نائب سفير واشنطن لدى الأمم المتحدة، ريتشارد ميلز، قال في 27 تشرين الأول الماضي إنه “من غير المناسب تمامًا أن تشرف موسكو، التي تدعم الأسد، على عودة اللاجئين”، وحذر من أن “سوريا ليست مستعدة لعودة اللاجئين على نطاق واسع وأن التدفق قد يتسبب في عدم الاستقرار”.

 

يشار إلى أن السوريين في الداخل والخارج عبروا عن رفضهم المشاركة بالمؤتمر الروسي في دمشق، وأكدوا أن شروط العودة لا تزال غير متوفرة بسبب وجود نظام الأسد، كما إنه لا يمكن الثقة بروسيا لكونها شريكة للنظام في القتل والتهجير.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى