أكدت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا أن نظام الأسد يحاول استغلال الأحداث التي تحصل في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية للعبث بأمن واستقرار المنطقة، وذلك بعد رفض الإدارة الذاتية السماح بإجراء مسرحية الانتخابات في مناطقها.
وقال الناطق الرسمي باسم مجلس منبج العسكري شرفان درويش في تصريحات لوطن إف إم، الأحد 6 حزيران، إن الإدارة الذاتية مع الشعب ومع مطالبه، مشيراً إلى أن مناطق شمال شرق سوريا “تعيش مرحلة حساسة وأوضاعاً صعبة”.
وأضاف درويش: ” بالتأكيد نحن نعلم أن هناك مصاعب يتعرض لها الاهالي سواءً من الناحية الاقتصادية أو من الناحية السياسية، ومنبج هي جزء من هذه الحالة، ومن ضمن هذه المناطق كونها لها استراتيجية كبيرة، فهي طريق تجاري هام وصلة وصل بين الكثير من المناطق ولها دورها الكبير من الناحية الاقتصادية والتجارية والعسكرية”.
وتابع درويش بأن “حق التظاهر مشروع ونحن مع مطالب أهالي منبج ضمن الإمكانيات المتاحة لتحقيقها”، وأردف أن “النظام السوري يعبث بأمن واستقرار المنطقة خلال استغلاله الاحتجاجات السلمية والمطالب الشرعية للأهالي، وذلك بسبب رفض الإدارة الذاتية إجراء الانتخابات الرئاسية في شمال شرق سوريا”.
وأكد المسؤول العسكري في قسد أنه لم يتم السماح بأن “تكون هذه الحالة عرضةً للتسلق والتخريب وإدخال البلد في حالة فوضى وعدم استقرار”، وتابع: “إننا في مجلس منبج العسكري أخذنا الجاهزية التامة على كافة جبهات مدينة منبج لحماية أهلنا من أي تدخل أو هجوم على المنطقة”.
كما لفت المسؤول العسكري إلى أن قسد على تواصل مع كل العشائر و ناقشت الكثير من الأمور وتم التوصل لاتفاقات، مردفاً: ” ونحن بصدد تشكيل لجنة سوف تتابع التحقيق وكشف ملابسات وقوع ضحايا ونحن نأسف لأنها وصلت لهذه الدرجة ونقدم تعازينا لأهالي الضحايا”.
والأربعاء 2 حزيران، قررت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وقف حملة التجنيد الإجباري في مدينة منبج وريفها شرقي حلب، في مسعى لإنهاء التوترات.
وقالت الإدارة المدنية والعسكرية في منبج في بيان، إنها قررت إيقاف حملة التجنيد الإجباري وإحالتها للدراسة والنقاش و تشكيل لجنة تحقيق ومحاسبة المتورطين بإطلاق النار على المحتجين وإطلاق سراح جميع المعتقلين.
وجاء ذلك بعد احتجاجات شعبية أدت لمقتل مدنيين وإصابة آخرين برصاص عناصر قوات سوريا الديمقراطية، في حين اتهمت قسد قوات الأسد باستهداف مدنيين في قرية الهدهود بريف منبج بقصد إشعال التوترات.
وكانت خرجت مظاهرات ضد قوات سوريا الديمقراطية رفضاً للتنجيد الإجباري ضمن ما يعرف بـ “الدفاع الذاتي”، واستُبقت التظاهرات بإضراب شامل عم منطقة منبج، قبل أن يحصل تصعيد بين الأهالي وقوات سوريا الديمقراطية نجم عنه سقوط ضحايا بعد إطلاق النار على المتظاهرين.
يشار إلى أن قوات الأسد لها نقاط عسكرية في عدة مناطق تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في منبج وشمال شرقي سوريا، وعملت أكثر من مرة على استغلال التوترات التي تحصل بالمنطقة لمحاولة تأجيج الشارع المحلي ضد قسد والإدارة الذاتية.
وانتشرت قوات الأسد في مناطق لقسد بعد عملية “نبع السلام” التي أطلقتها القوات التركية في تشرين الأول 2019، حيث استفادت إلى جانب القوات الروسية بشكل غير مباشر من العملية بعدما طلبت قسد دخولهما لمواجهة تقدم القوات التركية والجيش الوطني السوري.