أخبار سوريةدرعاقسم الأخبار

تدهور القطاع الطبي في درعا منذ سيطرة نظام الأسد عليها في 2018

والمشافي "الحكومية" تتقاضى المال مقابل الخدمات العلاجية

يشتكي أهالي محافظة درعا جنوب البلاد من التدهور الملحوظ في القطاع الطبي، إضافةً إلى سوء الخدمات الطبية التي تقدمها معظم المستشفيات الحكومية، والتي أخذت الطابع الخاص في معاملتها للمرضى بعد تقاضيها للمال مقابل خدماتها العلاجية، وفق ما ذكر موقع “تجمع أحرار حوران”، اليوم السبت 19 حزيران. 

 

وأفاد التجمع أن مستشفى درعا الوطني، يعد مثالاً سيئاً للقطاع الطبي رغم أنها أبرز مستشفيات المحافظة، ويقصدها معظم أبناء المنطقة للعلاج، لكنها غير مؤهلة بالإمكانيات المناسبة لإجراء العمليات المستعجلة والخطيرة، كما أنها غير مُجهزة بشكل كامل للحالات الطارئة، إضافة لسوء معاملة الأطباء والممرضين والإداريين في المشفى للمرضى القادمين إليها.

 

ويُرجع الأهالي سبب ذلك إلى عدم قدرة نظام الأسد لتمويل مستشفياته التي كانت تقدم الخدمات الطبية مجانًا في ظل أوضاع اقتصادية صعبة تعيشها البلاد وظروف معيشية أنهكت المدنيين.

 

وفي هذا السياق، أفاد “أبو خالد”، مدني من ريف درعا الشرقي، في حديث للتجمع أنه وفي الأسبوع الماضي قام بإسعاف طفله الذي لم يتجاوز خمسة أشهر، وكان يعاني من التهاب قصبات حاد إلى مستشفى درعا الوطني، ولكن العاملين في المستشفى لم يعيروه أي اهتمام، بل كان بعض الممرضين يتناولون قهوتهم دون أي مُبالاة لحالة ابنه، الأمر الذي أثار غضبه ليبدأ بالصراخ ليتحرك أحدهم بعلاجه، ليطلب الطبيب منه بعد ذلك شراء الأدوية والمستلزمات الطبية بحجة عدم توفرها في المستشفى.

 

ويضيف “أبو خالد”، أنّ تكلفة الدواء تجاوزت الـ 40 ألف ليرة سورية، وهي عبارة عن “إبر التهابات وتبخيرة”، كما أشار بحديثه من عدم تعقيم الكادر الطبي للأدوات أثناء تقديمهم العلاج لطفله، وانعدام النظافة بشكل كامل في المستشفى، بالإضافة إلى قلة الاهتمام بالمرضى، رغم وجود مرضى مُصابين بوباء كورونا، الأمر الذي جعله يغادر بابنه المستشفى دون تكملة علاجه.

 

كما وصف الشاب أحمد وضع مستشفى درعا بـ “العدم” بعد أن زاره لتلقي العلاج، قائلاً: “النظافة فيها معدومة، حتى الأَسرة دون أغطية، ولم يكن هناك طبيب مختص يتابع وضعي بشكل يومي رغم حاجتي لذلك”.

 

وفي مطلع شهر آذار 2021 توفي الطفل محمد إياد الشقيري من بلدة الجيزة شرق درعا، بعد أن أُسعف إلى مشفى درعا الوطني نتيجة سقوط وعاء حليب ساخن عليه، سبّب له حروقاً في جسده.

 

وبحسب مصادر محلّية فإنّ سوء الخدمات والرعاية الصحيّة في المشفى الوطني أدت لوفاة الشقيري متأثراً بحروقه الشديدة.

 

من جهته، أشار طارق الزعبي “اسم مستعار”، إلى انتشار ظاهرة الرشاوى والوساطة بشكل ملحوظ وعلني في المستشفى، لافتًا إلى أن المريض الذي يحتاج ضماد لا يتم تضميد جراحه إلّا بالوساطة أو بعد شرائه المستلزمات الطبية بنفسه.

 

والجدير ذكره، أن القطاع الطبي في معظم مشافي درعا يعاني من نقص في الأدوات والإمكانيات، وإهمال واسع المدى من العاملين فيها، وأغلب المرضى مجبرين على العلاج في تلك المشافي لعدم قدرتهم على تغطية تكاليف المستشفيات الخاصة، حيثُ تتراوح تكلفة حجز سرير للمريض في الليلة الواحدة من 150 ألفاً إلى 200 ألف ليرة سورية، أي أقل من متوسط راتب الموظف الحكومي الشهري في سوريا والذي لا يتجاوز الـ50 ألف ليرة سورية.

 

وكان نظام الأسد سيطر على درعا ضمن اتفاق “التسوية” الذي رعته روسيا في 2018، ومنذ ذلك الحين لم يتم النهوض بواقع البنية التحتية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى