أخبار سوريةإدلبقسم الأخبار

الدفاع المدني: قصف الأسد وروسيا على إدلب “جريمة ضد الإنسانية متكاملة الأركان”

9 شهداء والعديد من الجرحى سقطوا جراء القصف على عدة مناطق في ريف إدلب

استنكر الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) قصف قوات الأسد وروسيا على مناطق شمال غربي سوريا، مؤكداً أن القصف الذي تعرضت له مناطق إدلب، اليوم السبت 3 تموز، “جريمة ضد الإنسانية متكاملة الأركان”.

 

وقال الدفاع المدني في بيان نشره وحصل وطن إف إم، على نسخة منه: ” في سياسة ممنهجة ومتعمدة، صعّد نظام الأسد وحليفه الروسي قصفهم البري والجوي على ريف إدلب، السبت، مستهدفين منازل المدنيين ومركزاً للدفاع المدني السوري ومنشآت خدمية، ما أدى لمقتل 9 مدنيين بينهم 6 أطفال وجنين، إضافة إلى إصابة 13 مدنيين آخرين”.

 

وأضاف البيان: “لا يمكن وصف ما حصل اليوم، إلاّ بأنه جريمة ضد الإنسانية متكاملة الأركان، لاسيما أن استهداف منازل المدنيين تم بقذائف مدفعية موجهة ليزرياً عالية الدقة من نوع (Krasnopol) فيما كان استهداف مركز الدفاع المدني السوري ومحطة ضخ المياه بالغارات الجوية الروسية في قرية الشيخ يوسف غربي إدلب، رغم أن بناءهما المتلاصق بمكان معزول وواضح ولا يمكن أن يكون استهدافه صدفة أو بشكل عشوائي”.

 

ولفت الدفاع المدني إلى أن الغارات الجوية الروسية التي استهدفت مركزاً للدفاع المدني السوري في بلدة الشيخ يوسف بسهل الروج غربي إدلب، جاءت بعد نحو أسبوعين من استهداف مركزه في بلدة قسطون والذي أدى لاستشهاد متطوع وإصابة 3 آخرين، مشيراً إلى أنها “استمرارٌ لسياسة النظام وروسيا في جرائمهم الممنهجة باستهداف متطوعي و مراكز الدفاع المدني السوري وتدميرها، بهدف حرمان المدنيين من خدماتها وتهجير المدنيين من مدنهم وقراهم، ومحاولة إخفاء الشاهد على استهداف المدنيين بمختلف أنواع القصف”.

 

وتابع البيان أن “التصعيد الممنهج على الأرض تجاه الدفاع المدني السوري يترافق مع حملة إعلامية يشنها إعلام نظام الأسد وروسيا منذ أيام في محاولة لتشويه صورة المتطوعين ولتبرير قتلهم، وخاصة أن متطوعي الدفاع المدني السوري هم المستجيبون الأوائل لإنقاذ المدنيين جراء الغارات الجوية الروسية والقصف وهم الشهود الأوائل على الجرائم التي ترتكب بحق المدنيين”.

 

وأوضح البيان أن “هذه الجرائم التي ترتكبها قوات النظام وروسيا تأتي في سياق التصعيد الذي اعتاد عليه السوريون قبيل أي اجتماع دولي يخص القضية السورية، لتكون رسائلهم في التفاوض مكتوبة بدماء الأبرياء وتمر عبر أشلاء الأطفال والنساء، وهذا ما يثبت للعالم أن روسيا ونظام الأسد لايمكن أن يكونا يوماً بضفة السلام، فهم لا يتقنون إلا القتل والتدمير والتهجير”.

 

وختم البيان بالقول إن “التهديد بإنهاء وقف إطلاق النار بالتوازي مع تلويح روسيا باستخدام الفيتو ضد تمديد تفويض آلية إدخال المساعدات عبر الحدود لأكثر من 4 مليون مدني وعقاب جماعي لهم، يثبت أن الطريق الأسلم والأوضح لإنهاء مأساة السوريين يتجسد بالحل السياسي الشامل وفق قرار مجلس الأمن 2254 والذي يبدأ بوقف هجمات النظام وروسيا على المدنيين في شمال غربي سوريا وعودة المهجرين قسراً لمنازلهم و بمحاكمة مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية”.

 

وكان مراسل وطن إف إم قال إن قوات الأسد ارتكبت صباح اليوم السبت، مجزرة في بلدة ابلين في ريف إدلب الجنوبي، راح ضحيتها 5 مدنيين من عائلة واحدة وهم رجل وزوجته وأطفاله، وذلك جراء قصف مدفعي على منزلهم.

 

كما سقط شهيدان طفلان في بلدة بليون وطفل آخر استشهد في بلدة مشون إثر قصف مدفعي مكثف على الأحياء السكنية في المنطقة.   

 

إلى ذلك.. شنت الطائرات الحربية الروسية غارات جوية استهدفت بحسب مراسل وطن إف إم قرية الشيخ يوسف ومركزاً للدفاع المدني في سهل الروج غربي إدلب.

 

ويأتي التصعيد ضد إدلب بعد أيام من إعلان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن التوصل إلى اتفاق جديد مع تركيا حول إدلب.

 

وصرح لافروف الأربعاء 30 حزيران، أنه تم الاتفاق مع تركيا على تأسيس “منطقة خالية من الوجود العسكري في إدلب”.

 

ولم يدلِ لافروف بمزيد من التوضيحات بشأن المنطقة التي تحدث عنها في إدلب، وآلية إخلائها وعملها والهدف من ذلك. 

 

إلى ذلك، أكد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أن بلاده ستواصل العمل مع روسيا لاستمرار “الهدوء” في سوريا.

 

وقال جاويش أوغلو “سنواصل العمل مع روسيا لاستمرار الهدوء في الميدان من أجل العملية السياسية بسوريا”.

وأوضح أنهما بحثا خلال اللقاء العلاقات الثنائية بالإضافة إلى القضايا الإقليمية ولا سيما التطورات في سوريا وليبيا، وتابع: “هدفنا يتمثل بضمان الاستقرار والسلام في كل هذه البلدان”.

 

 وتوصلت تركيا وروسيا إلى اتفاق في موسكو يوم 5 آذار 2020 لوقف إطلاق النار في شمال غربي سوريا، وظل الاتفاق صامداً منذ الوقت رغم الخروقات اليومية لقوات الأسد، ولكن منذ نحو شهر ازداد تصعيد النظام وروسيا في إدلب وريف حلب بشكل كبير، ما أثار احتمالات اقتراب انهياره بشكل كامل.

 

وعادة ما تحاول روسيا الحصول على مكاسب جديدة من الجانب التركي فيما يخص إدلب، وتتركز المطالب الروسية حالياً بانسحاب الجيش التركي وفصائل المعارضة من منطقة جنوب الطريق الدولي m4.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى