أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن أكثر الأطفال في شمال غربي سوريا لا يملكون وصولاً للمدارس الابتدائية، مشيراً إلى أن “الأعمال العدائية” أثّرت بشكل كبير على إمكانية الوصول إلى خدمات التعليم لمليونين ومئتي ألف طفل في سن المدرسة، مليون واحد على الأقل منهم خارج المدارس.
وأضاف التقرير أن سبعة وخمسين بالمئة من الأطفال لا يوجد لديهم وصول إلى المدارس الابتدائية، كما أن ثمانين في المئة من الفتيان لا يملكون وصولاً للمدارس الثانوية.
وأشار التقرير إلى أن “الأطفال الذين يذهبون إلى المدرسة يعانون من انقطاعات متكررة في عملية التعليم خلال فترات التصعيد العسكري والصعوبات الاقتصادية المستمرة”.
ولفت إلى أن “مدى تأثير التصعيد الأخير في الأعمال العدائية في إدلب وريف حلب الغربي على الأطفال مقلق جداً، نظراً لحجم الضحايا. كما تأثرت المرافق الحيوية من ضمنها ما لا يقل عن 24 منشأة تعليمية معظمها المدارس، مما أدّى إلى تعليق الدروس لأسباب أمنية”.
يذكر أن الواقع التعليمي في مناطق شمال غربي سوريا يشهد تردياً بشكل ملحوظ في ظل قلة الدعم الموجه للقطاع التعليمي.
وفي تموز الماضي، كشفت وحدة تنسيق الدعم في شمال سوريا أن 84000 طالباً وطالبة يلتحقون بالمدارس في مخيمات الشمال السوري، تشكل الإناث 52٪ من عدد الطلاب، فيما شكل الذكور 48٪، وبلغ عدد الطلاب من ذوي الإعاقة 425 طالباً، بينهم 326 طالباً يعانون من إعاقة حركية.
وفي دراستها السنوية عن التعليم في شمال غربي سوريا، أضافت الوحدة أن دراستها تركزت على المدارس في مخيمات الشمال السوري، ورصد قطاع التعليم في مخيمات النازحين في محافظتي إدلب وحلب.
وبينت الدراسة، أنه يوجد 208 مدرسة تتوزع على 189 مخيماً فقط تحتوي مدارس، في حين لا يوجد في 1,270 مخيما أي مرافق تعليمية، موضحة أن هناك عدة مطالب لتحسين واقع التعليم، بإنشاء مدارس جديدة أو إنشاء فصول دراسية إضافية في المدارس القائمة، لزيادة معدل الالتحاق بالمدارس وتقليل معدلات التسرب، وتوفير نسخ محدثة من المناهج الدراسية وكمية كافية من الكتب المدرسية لجميع الطلاب في مدارس المخيمات.
وتضمنت المطالب دعم المدارس لضمان وصول الأطفال ذوي الإعاقة وتعزيز إدماجهم في عملية التعليم، وموارد مالية وفرص تدريبية لتعزيز قدرات المعلمين.