كشف فريق “منسقو استجابة سوريا” تضرر نحو 110 آلاف نازح، ضمن 309 مخيمات في شمال غربي سوريا، وذلك جراء الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة مؤخراً وأدت لسيول وفيضانات.
وفي بيان له، قال الفريق إن الأضرار امتدت من مخيمات خربة الجوز بريف إدلب الغربي، وصولاً إلى المخيمات القريبة من الحدود الشمالية في ريف حلب، إضافة إلى محيط مدن وبلدات إدلب ومعرة مصرين وكللي وحربنوش وكفر يحمول وحزانو وزردنا، محذراً من أن الأوضاع “كارثية” داخل المخيمات، نتيجة العوامل الجوية الحالية، ولافتاً إلى أن المنطقة تحتاج بالحدّ الأدنى إلى أكثر من 20 يوماً للتعافي.
وأضاف البيان أن ذلك يأتي وسط “الغياب التامّ” للاستجابة الإنسانية من الجهات العاملة في المنطقة لأزمة النازحين، معرباً عن مخاوفه من تحوُّل المخيمات إلى مناطق منكوبة، داعياً المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي، إلى التدخل السريع لإغاثة المنكوبين والوقوف على احتياجاتهم وتلبية خدماتهم الأساسية، وتعويض الأضرار الناجمة.
وأمس الخميس، أجلت فرق الدفاع المدني أربع عائلات بينهم أربعة عشر طفلاً من بلدة الغزالة بمنطقة دركوش غربي إدلب، إثر تعرض منازلهم للخطر نتيجة ارتفاع منسوب المياه في نهر العاصي، وتم نقلهم إلى منازل أكثر أمناً عند أقربائهم، وفق ما أعلن الدفاع المدني السوري.
يأتي هذا وسط منخفض جوي تشهده مناطق شمال غربي سوريا بدأ تأثيره الثلاثاء 16 كانون الثاني بهطولات مطرية غزيرة، تسببت بسيول جارفة وبفيضان روافد لنهر العاصي، الذي ارتفع منسوب المياه فيه، ما أدى لحدوث أضرارٍ كبيرة في المخيمات، وإغلاق بعض الطرقات، وغمر المياه للأراضي الزراعية وتسربها لمنازل للمدنيين ولمرافق طبية وتعليمية.
وواصلت فرق الدفاع المدني السوري، أعمال الاستجابة للأضرار ونداءات الاستغاثة من المدنيين في المناطق والمخيمات لتخفيف حجم الكارثة وتقليل الأضرار، واستجابت لـ 43 مخيماً في ريفي إدلب وحلب تضرر بها 157 خيمة بشكل كلي، و 369 خيمة بشكل جزئي، وتضررت طرقات هذه المخيمات بشكل كبير، وتسربت مياه الأمطار والسيول لمئات الخيام.
وتركزت أضرار العاصفة المطرية بشكل أكبر على مناطق ريف إدلب الغربي والمخيمات فيها، بسبب ارتفاع منسوب مياه نهر العاصي جراء الهطولات المطرية الغزيرة، وفتح عدة سدود على النهر، وفيضان عدة مجاري مياه رافدة للنهر في مناطق الزوف والحمبوشية وعين البيضا ودركوش وخربة الجوز في ريف إدلب الغربي، والتي تضررت عدة مخيمات فيها بسبب السيول.
وتسربت المياه لعدة منازل للمدنيين في مدينة دركوش، وغمرت أراضٍ زراعية في منطقتي بتيا والغزالة، ومنطقة تلول بالقرب من مدينة سلقين في الريف نفسه بسبب ارتفاع منسوب مياه نهر العاصي، كما تسببت السيول بإغلاق عدة طرقات في مناطق حارم وكفرتخاريم وفرجين وبداما، وتجمعت مياه الأمطار والسيول في عدة منازل للمدنيين في مناطق حارم وبداما والحمبوشية وعين الحور.
كما تسبب فيضان سواقي المياه في الأراضي الزراعية لبلدة جارز بريف حلب الشمالي، بغمر في الأراضي الزراعية واقتراب المياه من أحد منازل المدنيين، وتشكلت سيول جراء الهطولات المطرية الغزيرة خلفت أضراراً في المخيمات بغمر المياه للخيام وتشكل للوحل في طرقاتها في عدة مناطق في ريف حلب الشمالي والشرقي.
وأدت الهطولات المطرية الغزيرة لانهيار جدار في مسكن مؤقت في مخيمات أطمة شمالي إدلب، وانهيار جزئي لمنزل طيني في بلدة تقاد غربي حلب، وانهيار صخري على خيام لأيواء الناجين من الزلزال ضمن مخيم الشرفة بالقرب من عزمارين غربي إدلب دون وقوع إصابات، وتصدع جدار منزل في بلدة الفوعة، وجدار منزل آخر في بلدة أرمناز، وانهيارات صخرية على طرقات في منطقتي كفرتخاريم وبداما في ريف إدلب.
وتأتي هذه العاصفة المطرية بعد أيام من منخفض جوي كان الثاني لهذا الشتاء تعرضت له مناطق شمال غربي سوريا يوم الجمعة الفائت 12 كانون الثاني، تسبب بأضرار كبيرة في 48 مخيماً استجابت له فرقنا في مناطق إدلب وحلب، بفعل السيول والأمطار، تاركاً أضراراً كليةً في 75 خيمة ومسكناً مؤقتاً، وأضراراً جزئيةً في 1043 خيمة ومسكن مؤقت، كما استجابت الفرق لـ 10 منازل متضررة للمدنيين.
وقال الدفاع المدني إن ما يعيشه السوريون من كارثة إنسانية بعد 13 عاماً من الحرب هو نتاج لغياب الحل السياسي واستخدام نظام الأسد التهجير القسري وتدمير البنية التحيتة كأدوات للحرب على السكان تفرز تداعيات طويلة الأمد، وإن حل هذه المأساة والكارثة يبدأ بالحل السياسي وفق قرار مجلس الأمن 2254 وعودة المهجرين قسراً لمنازلهم ومدنهم وبلداتهم بعد محاسبة من هجرهم وقتلهم، عندها فقط تعود بهجة هذا الأمطار، وتلتئم الجراح.
جدير بالذكر أن مخيمات النازحين في شمال غربي سوريا عرضة للأمطار والسيول في كل شتاء نتيجة ضعف البنية التحتية للخيام وعدم قدرتها على مواجهة السيول الناجمة عن الأمطار الغزيرة.