لقي قرار ما تسمى “حكومة الإنقاذ” (الجناح الإداري والمدني لهيئة تحرير الشام)، سحب الاعتراف بالشهادات الصادرة عن الجامعات في مناطق سيطرة الأسد بعد عام 2019 اعتراضاً من خريجين من تلك الجامعات، وذلك بعدما أقدمت “الإنقاذ” عليها استجابة لمطالب طلاب إدلب الذين يرفضون توظيف أو منح تراخيص لمن تخرّج من الجامعات في مناطق سيطرة الأسد.
وفي بيان متداول على مواقع التواصل ووسائل إعلامية، أشار الطلاب الخريجون إلى تضررهم من قرار سحب مزاولات المهن الممنوحة، لافتين إلى تحملهم مخاطر الانتقال إلى مناطق النظام لتحصيل العلم قبل افتتاح الجامعات في شمال غربي سوريا.
وأكد الطلاب أن القرار يؤثّر بشكل كبير على وجودهم في مناطق الشمال ويؤثر على مستقبلهم وتطلعاتهم المهنية، وهو شكل كبير من أشكال الظلم وقطع الأرزاق، إذ يعتمد كثيرون على شهاداتهم الجامعية لتوفير لقمة العيش لأنفسهم ولعائلاتهم، مشيرين إلى أن منعهم من العمل سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للعديد من الأسر.
وأوضح أن منع الجامعيين من العمل في شمال غربي سوريا يتعارض مع وحدة السوريين ويعزز الانفصالية ويكرس الإقصاء، ويتعارض مع مبدأ أن المؤسسات السورية ملك للشعب السوري وليست حكرا على أحد، ودعا الطلاب إلى التراجع عن هذا القرار لأنه “يخالف الشريعة الإسلامية ومبادئ الثورة السورية ويضر بحقوق الطلاب المشروعة في الكسب”.
ويوم الأحد 12 أيار، قررت “حكومة الإنقاذ” سحب مزاولات المهن الممنوحة للخريجين من الجامعات في مناطق سيطرة الأسد بعد منتصف عام 2019.
ونشرت الحكومة تصريحاً، لرئيس لجنة متابعة تنفيذ “القرار 623” فواز هلال، قال فيه: “بتاريخ اليوم الأحد، وبحضور رئيس مجلس الشورى العام ووزير التعليم العالي ورئيس جامعة إدلب اجتمعت اللجنة المشكلة بقرار رئاسة مجلس الوزراء، مع ممثلي طلاب جامعة إدلب والجامعات الخاصة بخصوص تطبيق قرارات رئاسة مجلس الوزراء ذات الصلة بمزاولة المهن”.
وأثارت هذه القضية الكثير من التفاعل على مواقع التواصل، فبينما أيّد البعض احتجاجات الطلبة، انتقد كثيرون سحب تراخيص الخرّيجين من الجامعات في مناطق سيطرة الأسد، مشيرين إلى أن مثل تلك الخطوة تُعدُّ منفّرة حتى لمن يود القدوم من مناطق سيطرة الأسد إلى شمال غربي سوريا والاستقرار فيها.
وقبل نحو أسبوعين، كشفت وزارة الصحة فيما تسمى “حكومة الإنقاذ” (الجناح الإداري والمدني لهيئة تحرير الشام) شمال غربي سوريا أنها اتخذت إجراءات تستهدف خريجين من الجامعات ضمن مناطق سيطرة الأسد.
وجاء ذلك بعد احتجاجات خرج بها طلاب في جامعات إدلب بسبب اعتراف “حكومة الإنقاذ” بشهادات هؤلاء الخريجين ومنحهم تراخيص مزاولة المهن.
وقال مسؤول العلاقات العامة في وزارة الصحة بـ”حكومة الإنقاذ” شادي حاج حسين: “انطلاقاً من مبادئ ثورتنا المباركة والتزاماً بقرار السيد رئيس مجلس الوزراء رقم 623 الصادر في 2022/11/14 وتوجيه السيد وزير الصحة الذي يتضمن تشكيل لجنة لدراسة التراخيص الممنوحة تم إغلاق 6 صيدليات حاصلة على إذن عمل بعد القرار”.
وإضافة لذلك، تم “إبطال 13 ترخيص مزاولة مهنة”، وبحسب المتحدث، ما تزال اللجنة مستمرة بالعمل حتى الانتهاء من إنفاذ مضمون القرارات ذات الشأن.
يذكر أن رئيس “حكومة الإنقاذ” محمد البشير، التقى حينها طلاباً جامعيين في إدلب، وخلُص إلى تشكيل لجنة موسعة تضم عدداً من المعنيين من الحكومة وجامعة إدلب، كعمداء الكليات وممثلين عن الطلبة والنقابات.
وكان طلاب في جامعة إدلب أعلنوا عن إضراب مفتوح، نتيجة اعتراف “حكومة الإنقاذ” بشهادات الخريجين حديثاً من جامعات في مناطق سيطرة الأسد ومنحهم تراخيص مزاولة المهن.