ميداني

القصف لا يتوقف .. رغم اتفاق تخفيف التصعيد إلا أن نظام الأسد مستمر في معاركه بريف حلب الجنوبي

لاشعور بالأمان في ريف حلب الجنوبي الذي يعتبر مشمولاً ضمن اتفاقية خفض التصعيد المتفق عليها بين نظام الأسد والثوار بضمانة روسية تركية، خاصة مع ارتفاع حدة القصف والمعارك في مختلف القرى والبلدات الخاضعة لسيطرة الثوار في المنطقة.

قصف مستمر

فقد شهدت مدن وبلدات عدة بريف حلب الجنوبي قصفاً جوياً ومدفعياً مكثفاً طيلة الأسابيع الماضية، والذي ارتفعت وتيرته خلال الأيام القليلة الأخيرة مع بدء قوات الأسد والمليشيات الداعمة لها براً والطيران الروسي جواً، حملة عسكرية تستهدف السيطرة على قرى بادية حماة وقرى جبال الحص الخاضعة لسيطرة الثوار.

وبحسب “أحمد العيسى” عضو المكتب الإعلامي لفوج الدفاع المدني بريف حلب الجنوبي، فقد استهدفت قوات الأسد معظم القرى التي يسيطر عليها الثوار في الريف الجنوبي، مخلفة ضحايا وجرحى في صفوف المدنيين.

وقال: وثقت فرق الدفاع المدني استهداف الطائرات الحربية للأسواق الشعبية والمراكز التجارية في العديد من القرى والبلدات، منها “سوق بلدة تل الضمان”، وكذلكً وثقنا استهدافها أربعة مراكز تعليمية ومركزين طبيين في “ام غبار وتل الضمان”، بالإضافة إلى قصف مقر الدفاع المدني في منطقة بردة، الأمر الذي يعتبر تركيزاً ممنهجاً على استهداف المنشآت الحيوية والمراكز الخدمية والطبية من قبل الطائرات التابعة لنظام الأسد والطيران الروسي.

وأضاف: كما وثقت فرق الدفاع المدني ارتقاء ستون مدنياً ومايقارب المئة جريح منذ ادراج ريف حلب الجنوبي باتفاقية خفض التصعيد التي تم الإتفاق عليها بين الثوار وقوات الأسد، في الخامس من شهر “مايو” من العام الجاري.

حركة نزوح متجددة

ونتيجة للعمليات العسكرية الجارية بالقرب من ريف حلب الجنوبي والمعارك الدائرة بين قوات النظام وفصائل الثوار في ريف حماة، وكذلك القصف الجوي والمدفعي العنيف الذي تشهده القرى القريبة من معامل الدفاع، اضطرت مئات العائلات إلى ترك مساكنها والفرار نحو مناطق تعتبر أكثر أمناً.

ويقول الناشط الاعلامي المقيم بريف حلب الجنوبي “محمد أبو سفيان”: إن عدة قرى بريف حلب الجنوبي شهدت حركة نزوح جديدة نتيجة القصف الجوي بالبراميل المتفجرة والصواريخ، وخاصة البلدات القريبة من بادية حماة وبلدات تل الضمان وقرى الحص”، وقد وصلت أعداد النازحين إلى مايقارب الأربعين ألف مدني، منهم عائلات مهجرة من مدينة حلب وأخرى كانت قد هجرت من القرى التي سيطرت عليها قوات الأسد.

وأضاف أبو سفيان: يمكن القول أن حركة النزوح الحالية، هي امتداد لحالة تنقل مستمرة يعيشها سكان الريف الجنوبي منذ اعلان اتفاقية خفض التصعيد، خاصة وأن قرى “تل باجر ومكحلة” قد شهدت نزوح معظم قاطنيها مطلع شهر “أيلول الماضي”، بالإضافة إلى نزوح سكان القرى القريبة من جبل الحص” منتصف شهر “آب”، وتوجههم نحو المناطق القريبة من ريف ادلب وحلب هرباً من القصف المدفعي والجوي.

كما شهدت قرى ريف حماة الشرقي في الأسابيع القليلة الماضية حركة نزوح مماثلة، حيث اضطرت آلاف العائلات إلى ترك مساكنها والفرار نحو الأراضي الزراعية في ريف ادلب.

تبادل للسيطرة بين الثوار وقوات الأسد

لاتزال معارك الكر والفر وتبادل السيطرة على القرى الواقعة بين ريفي حلب الجنوبي وحماة الشرقي، على أشدها، بين الثوار وقوات الأسد وحلفائها في محاولة لقوات الأسد السيطرة على منطقة بادية حماة بالكامل، وتأمين خطوط امدادها المارة في المنطقة.

تحاول قوات الأسد توسعة مساحة سيطرتها في المناطق القريبة من طريق امدادها نحو مدينة حلب “السلمية_أثريا_خناصر”، المار من ريف حماة الشرقي وريف حلب الجنوبي، وذلك من خلال السيطرة على القرى القريبة من بادية حماة وصولاً لمطار أبو ضهور العسكري، كما أوضح المتحدث الإعلامي باسم جيش النصر العامل بريف حماة “محمد الرشيد”.

وأضاف الرشيد: تتصدى فصائل الثوار لمحاولات تقدم جيش الأسد ومليشياته في معارك تأخذ طابع الكر والفر بين الطرفين، تمكن الثوار خلالها من تدمير أكثر من عشرين عربة عسكرية واغتنام عربات ودبابات طراز “T60″، إضافة إلى قتل أكثر من خمسين عنصراً لقوات الأسد خلال العمليات العسكرية الأخيرة وأسر عناصر آخرين تابعين لقوات الأسد.

وعلى الرغم من هذه المعارك التي يجب القول أنها مصيرية ولها أبعاد سياسية تحاول روسيا من خلالها الحصول على قاعدة عسكرية جديدة في البادية “مطار أبو ضهور”، يمكن القول أيضاً أنها بداية لمعارك جديدة تلوح في الأفق، لعل أخطرها تلك التي تستعد لها روسيا في محيط “معامل الدفاع وجبال الحص” جنوب حلب.

منصور حسين – وطن اف ام 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى