سياسة

لأجل المصالح .. هل سيكون التقارب الأردني مع نظام الأسد قريباً ؟!

أثار نشر خبر “مفبرك” على موقع “عمون” الإخباري حول لقاء مرتقب بين رئيس الديوان الملكي الأردني و بشار الأسد خلال الأيام المقبلة، تساؤلات حول الجهة التي قرصنت الموقع ونشرت الخبر، ولمصلحة من تريد أن تظهر أن هناك تقاربا رسميا أردنيا سوريا، وهل ثمة رسائل من وراء نشر هذا الخبر الذي نفته مصادر أردنية.

مسؤولون أردنيون سابقون وسياسيون، أكدوا، أن “الأردن الرسمي لم يكن في حالة قطيعة كاملة مع نظام الأسد منذ اندلاع الثورة في سوريا، رغم لغة التهديد المتبادلة بين الطرفين حول مسؤولية الأردن في دعم وتدريب فصائل سورية معارضة، والسماح للمسلحين بعبور الحدود والانضمام لصفوف الجماعات المتشددة في العامين 2012 و2013، الأمر الذي تنفيه المملكة.

تنسيق مستمر

وكشف موقع “intelligence” (موقع أمريكي متخصص في القضايا الأمنية) في أيلول/ سبتمبر الماضي أن المخابرات الأردنية والسورية عادت للتنسيق المشترك فيما بينها، بإشراف اللواء علي مملوك رئيس مكتب الأمن الوطني التابع لنظام الأسد، ورئيس المخابرات الأردنية اللواء عصام الجندي.

وقال وزير التنمية السياسية الأردني الأسبق، صبري ربيحات إن، “المصلحة العليا بين البلدين تقتضي أن يكون هنالك تنسيق، حتى لو كانت وجهات النظر مختلفة”.

وبحسب الوزير الأسبق، فإن “التقارب بين الأردن ونظام الأسد ضرورة اقتصادية أمنية اجتماعية”، مؤكدا أنه “لا يمكن للأردن أن يقيم علاقات إقليمية متوازنة دون سوريا بسبب الامتداد الديمغرافي، وما نتج عن القضية السورية من حاجات أمنية للبلدين، بعد أن أصبحت سوريا منطقة متفجرة وحاضنة لفصائل إرهابية” وفق قوله.

وتابع: “لم تكن هناك في يوم من الأيام قطيعة كاملة مع نظام الأسد حتى في أحلك الظروف، بسبب الخوف العميق من ظهور جماعات أخرى بعد هزيمة داعش، بعد أن أصبحت سوريا تشكل حاضنة لجماعات أخرى، ما يحتم التعاون بين البلدين كإجراءات وقائية”.

وتشكل الحدود الأردنية السورية الشمالية والشرقية هاجسا أمنيا كبيرا للسلطات الأردنية، بعد أن اكتوت بنار جماعات إرهابية نفذ تنظيم الدولة عمليات انتحارية كان أبرزها “تفجير الركبان” الذي وقع في عام 2016 وأودى بحياة جنود أردنيين، ما دفع المملكة لقصف مواقع لتنظيم الدولة في العمق السوري.

ملفات مشتركة

وأضاف ربيحات: “الملفات المشتركة بين الأردن الرسمي ونظام الأسد عديدة منها أيضا الملف الاقتصادي وعودة التبادل التجاري بين البلدين وإعادة فتح المعابر الحدودية، إلى جانب أن السوريين باتوا يشكلون 20% من التعداد السكاني للمملكة، ما يدعو الطرفين للتقارب والتنسيق”.

وحول سبب تأخير هذا التقارب بين الطرفين، قال المحلل الاستراتيجي، عامر السبايلة إن “هناك نوعا من الحرج الذي يمكن تجاوزه، كونه لا عواطف وحرج في السياسة، إلا أن ما يؤخر هذا التقارب هو غياب قناة اتصال حقيقية بين الطرفين تعمل على إيجاد مصالح مستقبلية وتغلب القادم على الماضي”.

وأشار إلى وجود “نقاط يمكن البناء عليها في إيجاد هذه القناة عبر موسكو، من خلال استغلال الأردن لدوره في فرض مناطق خفض التصعيد، وبحث ملفات مكافحة الإرهاب واجتثاث تنظيم الدولة، إلى جانب الملف الاقتصادي المتمثل في إعادة فتح معبر نصيب والمشاركة في إعادة إعمار سوريا”.

وفي ما يتعلق بمستقبل التقارب بين الأردن وسوريا انطلاقا من الواقع الميداني على الأرض، وتوسع نفوذ إيران في منطقة البوكمال، وتحرير مدينة دير الزور، ودخول إسرائيل بقوة في الجولان، قال المحلل العسكري والخبير الأمني، اللواء الأردني المتقاعد، مأمون أبو نوار، “الأردن قدم الكثير للتحالف الدولي للقضاء على تنظيم الدولة. كان رأس حربة وقدم قواعده الجوية. الآن داعش انتهت، فما دورنا في المستقبل؟ يجب أن لا نبقى في مرحلة الصمت واللاحركة؛ علينا في الأردن إعادة دورنا الجيوسياسي في المنطقة من خلال التقارب مع إيران لفتح المعابر مع العراق وسوريا، لما لإيران من تأثير في تلك الدول”.

رسائل نظام الأسد

نظام الأسد، عبر على لسان القائم بأعمال سفير الأسد في عمان أيمن علوش، خلال ندوة عقدها بالعاصمة عمان في 8 أكتوبر/ تشرين الأول، إن “هناك موقفا أردنيا مختلفا تماما تجاه التقارب مع نظام الأسد”.

وقال علوش: “ليس هناك تصريحات رسمية تعبر عن ذلك، لكن هنالك مادة تغزو وسائل الإعلام تتحدث عن انفراج في الأزمة وهي ليست دقيقة لكن هذا ما نتمناه في دمشق”.

وأضاف أن “الأردن في وضع أريح يستطيع أن يمد يده أكثر إلى سوريا؛ لم يعد الضغط السعودي موجودا، أيضا أمريكا لا تريد هذا الدور من الأردن، فقد توقف برنامج دعم الجيش السوري الحر كل هذا يقول إن الأردن في موقف مختلف، فلم تعد البوابة الوحيدة للعلاقات مع الاحتلال  الإسرائيلي، بعد أن ارتمت دول خليجية في علاقات مباشرة مع الكيان، لذا فالأردن يريد أن يجد طريقا آخر عبر دمشق وهذا أمر نرحب به”.

وتكبدت المملكة خسائر اقتصادية بعد إغلاق المعابر الحدودية مع سوريا في عام 2015 عقب سيطرة فصائل الجيش الحر على معبر نصيب الرابط بين البلدين، إذ “بلغ حجم الصادرات السورية للمملكة في عام 2011 ما يقارب الـ1.1 مليون طن وعائدات المعبر منها 35 مليار ليرة والمستوردات 1.141 مليون طن وعائدات المعبر 47 مليار ليرة سورية، وبسعر العملات بتاريخه تساوي 1.8 مليار دولار”.. بحسب ما قاله العميد السوري المتقاعد، تركي الحسن، في سياق مداخلة خلال مؤتمر نظمه مركز القدس للدراسات السياسية السبت في العاصمة عمّان.

وطن اف ام /  عربي 21 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى